أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أن عددًا كبيرًا من الصواريخ أُطلق من غزّة باتجاه إسرائيل، وذلك بعيد اغتيال تل أبيب لقيادي بارز في حركة "الجهاد الإسلامي" في القطاع.
وقال المتحدث باسم الجيش، جوناثان كونريكوس، للصحفيين في اتصال هاتفي "هناك نيران كثيفة".
وفي وقت لاحق، أوضح الجيش أن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر أطلقت نحو 50 قذيفة صاروخية باتجاه إسرائيل، تمكّنت منظومة القبة الحديدية من اعتراض 20 منها.
وأضاف كونريكوس "نستعد لعدة أيام من القتال"، فيما طلب الجيش من الموظفين "غير الأساسيين" في تل أبيب ووسط إسرائيل البقاء في منازلهم وكذلك المقيمين في المنطقة الحدودية مع غزة، كما أمر المدارس والجامعات بأن تبقى مغلقة وحظر التجمعات العامة، وأعلنت الإذاعة الاسرائيلية العامة إن أكثر من مليون تلميذ وطالب تغيبوا عن الدراسة، الثلاثاء.
وألغت إسرائيل حركة القطارات في المستوطنات القريبة من القطاع وأطلقت صفارات الإنذار، بحسب المراسل، الذي أكد إغلاق المدارس وأماكن العمل بتل أبيب ومدن وسط إسرائيل في تحذير من هجمات محتملة.
بهاء أبو العطا القيادي في الجهاد الإسلامي الذي قتلته اسرائيل في غزة
وفي ضوء هذه التطورات، بدأ المجلس الأمني والسياسي الوزاري المصغر في إسرائيل اجتماعا طارئا برئاسة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، علمًا أن المجلس قال إنه هو الذي صادق على عملية اغتيال أبو العطا.
وفي قطاع غزة، أفادت تقارير بأنه تم تعليق عمل كافة المؤسسات التعليمية والبنوك في قطاع غزة، وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي قصف مقر الأمن الداخلي التابع لحركة حماس في منطقة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، كما قصف شقة في بناية سكنية غربي مدينة غزة.
أقرأ أيضا جيش الاحتلال الإسرائيلي يشنّ سلسلة غارات على شمال قطاع غزة
وجاء التصعيد بعد اغتيال إسرائيل القيادي في الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا (42 عاما) بغارة استهدفت منزله في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وقالت الحركة إن زوجة عطا قُتلت أيضا في الغارة، فيما ذكرت مصادر طبية فلسطينية إن الغارة الإسرائيلية على منزل أبو عطا أسفرت عن إصابة 7 آخرين.
وتقول إسرائيل إن أبو العطا مسؤول عن إطلاق صواريخ مؤخرا على أراضيها، وبأنه كان يحضر لمزيد من الهجمات.
التدمير الذي ألحقه القصف الاسرائيلي للمنزل الذي يسكنه القيادي الفلسطيني في دمشق
وتزامنًا مع ذلك، استهدفت إسرائيل منزل قائد سرايا القدس في فلسطين والخارج، أكرم العجوري، بغارة في العاصمة السورية دمشق، ما أدى إلى مقتل نجله معاذ، في حين أظهرت صور تعرض المبنى السكني، الواقع في منطقة المزة بدمشق، لأضرار بالغة.
وأفاد مراسلنا بأن صوت انفجار عنيف سُمع في دمشق تبعه انفجار ثان أقل شدة، وانقطع التيار الكهربائي عن المنطقة، وقال نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إنه تم استهداف مبان بصاروخ معاد.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن وزير الداخلية السوري محمد الرحمون قوله إنه جرى "استهداف معاد لبناء في المزة غربية وهناك عدد من الشهداء والجرحى"، وأن الجهات المختصة باشرت بالتحقيق.
وكانت "سانا" أفادت في وقت سابق بأن شخصين قُتلا وأصيب 6 آخرين من جراء "استهداف معاد" بعدة صواريخ لمبنى سكني قرب السفارة اللبنانية في دمشق، كما أشارت إلى أن الجيش السوري استهدف عند الرابعة والنصف فجرًا لهدف معاد في سماء داريا بدمشق.
وعادة ما تشير دمشق في مصطلح "هدف معادي" إلى طائرات إسرائيلية دأبت على قصف مواقع داخل سورية خلال السنوات الماضية.
وعلى الجانب الآخر، قال جيش الاحتلال في بيان إن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أذن بعملية استهداف أبو العطا، متهمًا إياه بتنفيذ سلسلة من الهجمات في الآونة الأخيرة بالصواريخ والطائرات المسيرة والقناصة، كما ذكر أن "أبو العطا كان مسؤولًا عن معظم أنشطة حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في قطاع غزة وكان قنبلة موقوتة"، متهمًا إياه بالتخطيط "لشن هجمات إرهابية وشيكة بوسائل مختلفة".
من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي مقتل أبو العطا ونجل العجوري، متوعدة إسرائيل برد مزلزل، وقالت إن زوجة أبو العطا قتلت أيضًا في التفجير الذي وقع بحي الشجاعية في مدينة غزة، إضافة إلى إصابة شخصين.
بدورها، أعلنت حركة حماس أن إسرائيل "تتحمل كل التبعات والنتائج المترتبة على هذا التصعيد والاستهداف الخطير"، وتعهدت بأن اغتيال أبو العطا "لن يمر دون عقاب".
وفد أمني مصري
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وفدا أمنيا مصريا سيصل تل أبيب خلال الساعات المقبلة لمحاولة "احتواء التصعيد".
قد يهمك أيضا
الرئاسة الفلسطينية تحذّر أميركا من تأييد فرض سيادة الاحتلال على مستوطنات الضفة
جيش الاحتلال يشنّ حملة اعتقالات واسعة ويهدم منازل في الضفة الغربية
أرسل تعليقك