والإستنفار العام لكافة الفرق بإختصاصاتها وألويتها وأفواجها وسراياها في عموم العراق بما فيها لواء التدخل السريع، في وقت أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، أن بريطانيا سترسل كتيبة من عشرات الجنود الاضافيين إلى العراق لدعم التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم داعش.
جاء ذلك بعد تغريدة للسيد مقتدى الصدر طالب فيها الحكومة العراقية بتأمين الحدود المحاذية لمنطقة (البو كمال) السورية وغيرها، معلنا إستعداده التام للتعاون مع الحكومة العراقية في ذات الشأن وعليه أعلنت سرايا السلام إستعدادها التام لأي أمر أو توجيه من القائد الصدر لتأمين الحدود العراقية المحاذية لمنطقة (البو كمال) السورية بل وغيرها، فيما فُرضت في محافظة الأنبار، الخميس، إجراءات أمنية مشددة من قبل قوات الشرطة والجيش والحشد العشائري، في كل المناطق المحررة، بالتزامن مع أنباء عن وصول أعداد من عناصر تنظيم "داعش" الذين تم نقلهم من لبنان إلى الحدود العراقية.
وقال قائد الحشد العشائري، عبد الحكيم الغريري، في مدينة حديثة غرب الأنبار، إن "أوامر صدرت لهم بالدخول في حالة الانذار والحيطة والحذر على خلفية المعلومات عن وصول عناصر تنظيم "داعش" القادمين من لبنان إلى بعض مدن الأنبار"، مضيفًا أن "التحرك الجديد لتنظيم الدولة، جلب لنا القلق، لذا فإن حشد حديثة والعشائر والأجهزة الأمنية أعادوا الترتيبات والاستعدادات، لمواجهة الحالة، حيث تتركز في حديثة قوات البادية والجزيرة والفرقة السابعة التي نفذت انتشارا جيدا في المنطقة وزادت التحصينات على السواتر الدفاعية حول المدينة"، كما تم "تشييد سواتر جديدة لمسافات تصل إلى 30 كيلومترا عن المدينة"، وفق المصدر، الذي أكد أن "الوضع الداخلي جيد وتتعاون العشائر مع الأجهزة الأمنية لمنع أي إعتداء على المدينة".
وأشار إلى أن "معلومات وصلت إلى الحشد العشائري، مفادها أن حوالي 300 ـ 350 من عناصر الدولة القادمين من لبنان، وصلوا إلى راوه التي يسيطر عليها التنظيم، كذلك، وصلت مجاميع أخرى منهم إلى القائم وعانة والرمانة وغيرها من المناطق الواقعة بيد التنظيم غرب الأنبار".
وعبّر الغريري، عن قناعته، بأن "عملية تحريك عناصر التنظيم إلى الحدود العراقية هي عملية تهدف إلى الضغط على الولايات المتحدة لمنعها من نشر قواتها على الحدود العراقية السورية، وهو مخطط إيراني بتنفيذ من حزب الله وسورية"، كما نوه إلى أن "أكثر الهجمات على حديثة تمت بدفع إيراني، وإن عدم سقوط حديثة بيد تنظيم " داعش" سببه الدعم الأميركي".
وكان مجلس محافظة الأنبار، حذر، من أن وصول عناصر تنظيم "داعش" إلى المناطق الحدودية مع العراق سيؤدي إلى تزايد الهجمات الإرهابية على المنافذ الحدودية، وقال عضو المجلس، عذال الفهداوي، إن "تدفق عناصر تنظيم الدولة، من الأراضي السورية باتجاه مناطق غربي الأنبار مازال مستمرًا وخاصة إلى مناطق عنه وراوه والقائم والتي لاتزال تحت قبضة تنظيم الدولة، مما سيؤدي إلى تزايد الهجمات الإرهابية على المنافذ الحدودية والمدن"، مطالبًا القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي بــ "التحرك السريع لتحرير تلك المناطق تمهيدا لمسك الحدود العراقية السورية".
النائب عن الأنبار، محمد الكربولي، أكد أيضًا، عن وصول عناصر تنظيم "داعش" المقبلة من لبنان إلى مدينة راوة، وذكر في لقاء متلفز أن "عائلات عراقية أبلغته بوصول عائلات لبنانية من التنظيم إلى مدينة راوة".
إلى ذلك، وجه مجلس النواب، لجنة الأمن والدفاع، للوقوف على تداعيات نقل عناصر تنظيم "داعش" من لبنان إلى قرب المناطق الحدودية مع العراق. ودعا الحكومة المركزية، إلى اتخاذ التدابير التي من شأنها إبعاد الخطر عن أمن البلاد. بينما انسحب مئات المقاتلين من " داعش " الاثنين من منطقة الجرود الحدودية بين لبنان وسورية، بناء على اتفاق مع "حزب الله" اللبناني والنظام السوري، يتيح لهم الذهاب إلى مدينة البوكمال في محافظة دير الزور التي يسيطر عليها التنظيم في شرق سورية، وتقع على الحدود مع العراق.
وقابل الشارع العراقي بالانتقاد الشديد، الموقف الضعيف من الحكومة العراقية والأحزاب، وسكوتها إزاء جلب عناصر تنظيم "داعش "من لبنان إلى الحدود العراقية السورية، دون أخذ رأي بغداد، وما سيترتب عليها من زيادة الأعمال الإرهابية في المدن العراقية، ي حين أعرب رئيس الوزراء ، حيدر العبادي، عن رفض الاتفاق. وقال خلال جلسة مجلس الوزراء، الثلاثاء: "أشير إلى التقارير التي تحدثت عن نقل إرهابيين لداعش من القلمون إلى شرق سورية قرب الحدود العراقية السورية. هذا مقلق لنا جدًا، ونعتبره إساءة للشعب العراقي. نقل هذا العدد من المتطرفين عبر مسافات طويلة إلى شرق سورية (قرب الحدود العراقية) أمر غير مقبول"، متابعًا : "كنا نتمنى أن يكون هناك تداول مع العراق،" وطالب الحكومة السورية التحقيق في هذا الموضوع، وطالب بأن يكون هناك تعاون كامل للقضاء على الإرهاب وليس نقل (المتطرفين ) من منطقة إلى منطقة أخرى،" معتبرًا أن ذلك سيسبب مزيدًا من الخسائر والتضحيات للشعب السوري وللشعب العراقي.
بالمقابل أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أن بريطانيا سترسل كتيبة من عشرات الجنود الاضافيين إلى العراق لدعم التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم داعش، وقال فالون "اننا نعزز مساهمتنا في مكافحة داعش ونؤدي دورنا الرئيسي في التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدةـ، وأضاف ان "هذه القوات الاضافية ستدعم العمليات التي تقرّبنا من هزيمة داعش".
وسيتم نشر هذه الكتيبة المكونة من 44 جنديًا من كتيبة المهندسين الملكيين لمدة ستة أشهر في قاعدة الاسد الجوية بمحافظة الانبار في غرب العراق بهدف بناء بنية تحتية، بينها ثكنات ومكاتب، ومع نشر هذه الكتيبة يرتفع إلى أكثر من 300 عدد الجنود البريطانيين الموجودين في القاعدة. كما يرتفع إلى نحو 600 عدد الجنود البريطانيين في عموم العراق، أما في قاعدة الأسد فينتشر أيضا مئات المستشارين العسكريين الأميركيين، فضلا عن جنود دنماركيين وعراقيين.
واستعادت القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي، الخميس قضاء تلعفر وأعلنت بسط كامل سيطرتها على محافظة نينوى في شمال البلاد، موجهة ضربة حاسمة جديدة لتنظيم داعش، فيما أكد قائد قوة المهام المشتركة في التحالف الدولي ضد داعش، الجنرال ستيفن تاونسند، أن التحالف يبحث عن زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، بهدف قتله، مشيرا إلى أن البغدادي لا يستحق عناء القبض عليه، حيث قال : "لا أرى أهمية في إلقاء القبض على البغدادي. سأكون سعيدا إذا ألقي القبض عليه. لا أعلم من قد لا يكون سعيدا بذلك. سأكون سعيدا بالمستوى نفسه إذا قتل. هو موجود في مكان ما. لا أعتقد أنه قتل. إذا وجدناه سنقتله. لا يستحق عناء محاولة القبض عليه".
أرسل تعليقك