أعلنت قيادة عمليات (قادمون يانينوى)، الخميس، عن تقدم القوات المشتركة لتحرير قريتين باتجاه ناحية النمرود، جنوب غرب الموصل،(405كم شمال بغداد)، لتحريرهما من سيطرة تنظيم "داعش"، فيما توقع سياسيون عراقيون تغييرات مؤلمة في المنطقة بعد فز ترامب بالرئاسة الاميركية ولكنها لن تؤثر في العراق.
وذكر قائد عمليات (قادمون يانينوى) الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله في بيان مقتضب تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، أن "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة في الجيش العراقي والحشد العشائري باشرت، صباح اليوم، بالتقدم لتحرير قريتي عباس رجب والنعمانية باتجاه ناحية النمرود، جنوب غرب الموصل، ضمن محور الزاب الشمالي لتحريرها من سيطرة تنظيم (داعش)".
وتقترب قيادة الحشد الشعبي من إصدار أمر اقتحام قضاء تلعفر، ذي الغالبية التركمانية، على الرغم من التسريبات التي تحدثت عن تكليف القيادة العامة للقوات المسلحة لقطعات الجيش بتولي مسؤولية تحرير مركز القضاء. ويتزامن هذا التطور مع تراجع حدة العمليات، خلال الـ48 ساعة الماضية، لا سيما في احياء الساحل الايسر للموصل، بعد ان شهد تقدماً سريعا خلال الاسبوع الماضي.
ويؤكد مسؤولون أن قطعات الجيش ومكافحة الارهاب تواصل عملية تطويق الاحياء الشرقية لمحاصرة مسلحي داعش. وينتظر ان يعلن الجيش مفاجأة مرتقبة بفتح ثغرة جديدة تقوده خلال وقت قياسي الى قلب الموصل.
ويقترب الحشد الشعبي، الذي يزج باكثر من 10 آلاف مقاتل في محور غرب الموصل، بمساعدة غطاء جوي عراقي، من مدينة تلعفر، بمسافة قريبة جدا. وأعلنت هيئة الحشد، مؤخرا، ان قطعاتها نجحت بتحرير 2000كم مربع من القاطع الغربي في غضون اسبوع واحد. وبدوره يؤكد حسن الساري، قائد سرايا الجهاد، المنضوية ضمن الحشد الشعبي، ان "بعض الفصائل تقترب من تلعفر بمسافة 7 كم".
وأضاف الساري، ، "ربما لن ندخل الموصل، لكن هناك قرار شبه حاسم على دخول تلعفر"، مشددا على ان "اغلب فصائل الحشد مشتركة في المعارك". ولفت الى ان "الفصائل الاخرى مشغولة بمسك المناطق المحررة في الثرثار ومناطق في صلاح الدين".
وكان النائب عز الدين الدولة، المتحدث باسم مجلس أعيان تلعفر، قال، عقب خروجه من لقاء وجهاء المدينة مع رئيس الوزراء، إن "العبادي وافق على طلبنا، وقرر إرسال الجيش، والشرطة الاتحادية، وجهاز مكافحة الإرهاب لتحرير القضاء، وطلب منا بعد التحرير تشكيل قوة مشتركة في القضاء".
وقال العبادي، في كلمة له خلال اللقاء الأخير، إن "قواتنا البطلة ستحرر قضاء تلعفر قريباً، ونحن حريصون على وحدتها ونصرنا فيها سيكون نصرًا لكل الخيرين على الأشرار".
وقال هادي العامري، زعيم منظمة بدر، في مؤتمر صحفي عقده في غرب الموصل أخيرا، إن "مجيئنا الى هنا لتحقيق هدفين، الاول هو لتضييق الخناق على داعش في الموصل، واذا اضطررنا سنقطع الطرق، والآخر هو ان نكون في نقطة قريبة من التحرك باتجاه تلعفر". ويخوض الحشد الشعبي معارك في مساحة تمتد الى اكثر من 120 كم، تبدأ من ناحية الحضر جنوب غرب الموصل وتنتهي الى قضاء تلعفر.
وتحدث الساري عن "تعرض قوات الحشد إلى 40 هجومًا بسيارات مفخخة"، مؤكدًا أن "اثنين فقط من المفخخات وصلت إلى أهدافها، أما البقية ففشلت". ويساند طيران الجيش العراقي قطعات الحشد الشعبي في المحور الغربي. ويؤكد قائد سرايا الجهاد ان "مسلحي داعش لايواجهون مقاتلينا اكثر من ساعتين، ثم يهربون بعد ان يتركوا خلفهم العبوات الناسفة".
وحررت قطعات الحشد، بحسب الموقف اليومي للعمليات، قرى: المصايد، و تل زلط، وعين الجحش غربي، والرك الجنوبي، والمالحة، وتل شهاب، والصلبة، والمشيرفة، وكهريزة، والطاسة، وزين السفلى، وزين العليا والثاية، والمدرج، والأغر، وكبطان، وصلوبي، وأم كسور، وبوثة الركي، و الفارسية السفلى، وبطيشة، وخربة عبادة الشرقي، وعبادة الغربي، وخربة حمادي، و خربة علي علو. كما تم تأمين الطريق الستراتيجي من عين الجحش الى تقاطع عداية.
وقتل طيران الجيش العراقي 12 ارهابيا، ودمر مفرزة للهاون مع عجلة وقتل من فيها مع دراجة نارية في القاطع ذاته. إلى ذلك قال بيان لقيادة العمليات المشتركة ، ان "لاتبديل في جميع المحاور". واوضح ان "هناك عمليات تفتيش وتطهير المناطق المحررة فقط، في كل القواطع".
وكانت القوات المشتركة قد سجلت، يوم الأثنين الماضي، انتصارًا جديدًا مع سيطرتها على حمام العليل، البلدة الستراتيجية الواقعة على بعد 15كم إلى جنوب مركز الموصل.
وفي هذا السياق، يؤكد عبدالرحمن الوكاع، عضو مجلس نينوى، أن القوات المشتركة تحاول اقتحام منطقة ستراتيجية شمال حمام العليل تشرف مباشرة على مطار الموصل. وأضاف الوكاع، ، أن "منطقة البوسيف تفصل بين القوات العراقية والمطار"، مبينا أن القوات اصبحت على بعد مئات الامتار من المنطقة المذكورة.
وتقع قصبة (البو سيف)، التي تضم قريتين أو ثلاثاً، على مرتفع يطل على مطار الموصل. ويؤكد الوكاع أن "الارتفاع سيكون عامل قوة للقوات العراقية. وان داعش لن يستطيع المقاومة لانه سيكون في مرمى النيران". ومن المؤمل أن يسهل تحرير المطار، وصول قوات الجيش وباقي التشكيلات المساندة لها، الى "قلب مدينة الموصل". ويوضح عضو مجلس محافظة نينوى بالقول "سيكون هذا المحور هو الاسرع للوصول الى مبنى محافظة نينوى الذي يقع خلف المطار بمسافة 2 كم فقط".
وقالت القيادة العسكرية المشتركة، ان "القطعات استمرت بالتقدم وتفتيش المناطق والقرى التي تم تحريرها في المحور الجنوبي للموصل". وكشفت عن تطهير 5 كم من العبوات الناسفة، وإخلاء 85 عائلة نازحة. وكشفت القيادة العسكرية عن مقتل 56 متطرفًا، وتفجير 11 سيارة منوعة والعثور على معملين للتفخيخ في المحور الجنوبي. ويعزو الوكاع تباطؤ العمليات في الساحل الايسر الى ان "القوات بدأت بعمليات تطويق للاحياء بدلا من مهاجمتها"، مشيرا الى ان "التجربة اثبت ان تطويق المناطق يدفع داعش الى ترك القتال والهروب".
وفي الشأن السياسي توقع عضو بلجنة الخارجية البرلمانية خالد الأسدي، الخميس، أن يحدث فوز دونالد ترامب برئاسة أميركا تغييرات سياسية كبيرة تجاه الشرق الأوسط، لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب، داعيًا الحكومة العراقية لفتح حوار جاد مع إدارته يركز على مكافحة الإرهاب. وفي حين توقع قيادي بالمجلس الأعلى الإسلامي، أن تتجه الأمور بالشرق الأوسط للتهدئة وأن يكون العراق أفضل حالاً، رأى قيادي بائتلاف دولة القانون، أن المتغيرات الأميركية الجديدة ستكون لها تأثيرات "سيئة ومؤلمة" على المنطقة لكنها "لن تؤثر" في العراق.
وفاز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي جرت الثلاثاء، (الثامن من تشرين الثاني 2016)، مكتسحًا منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، بخلاف التوقعات العالمية، إذ فاز بـ29 ولاية، حاصداً 288 صوتاً في حين فازت منافسته بـ19 ولاية، لتحصل على 218 صوتاً فقط، علماً أن الفوز بالرئاسة يتطلب جمع 270 صوتاً أي نصف زائد واحد، من مجموع أصوات المجمع الانتخابي الـ 538، ليصبح ترامب بذلك الرئيس الأميركي الـ45 لأميركا، ما ينذر بحدوث تغييرات قد تكون كبيرة في سياسة الولايات المتحدة في ظل الطروحات المتشددة التي سادت حملته الانتخابية.
وأضاف النائب عن ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي، أن "الخطاب والموقف الذي ستتبعه السياسة الخارجية الأميركية سيختلف عن طبيعة الحملات والخطابات الانتخابية، ما يشكل فرصة للحكومة العراقية للانفتاح على الإدارة الأميركية الجديدة لكسبها خاصة فيما يتعلق بملف مكافحة الإرهاب".
ودعا الأسدي، الحكومة العراقية بأن "تغلب أولوياتها لفتح حوار جاد مع إدارة ترامب ينسجم مع طبيعة التغيرات في الولايات المتحدة الأميركية"، عاداً "التركيز على ملف مكافحة الإرهاب وتجفيف تمويله ومنابعه يمكن أن يفتح آفاقاً مهمة للتعامل مع الولايات المتحدة وإدارتها الجديدة".
ورأى قيادي في المجلس الأعلى الإسلامي، أن إدارة ترامب ستركز على إحداث تغييرات داخلية أكثر من الخارجية، متوقعاً أن تكون الأمور بالشرق الأوسط بعامة، والعراق وسوريا ولبنان وحتى اليمن، بخاصة، مرشحة للتهدئة على العكس من الملفات الأخرى، وأن يكون العراق أفضل.
وقال حميد معلة، إن "استباق الأحداث ومحاكمة ترامب على خطابه الانتخابي قد لا تبدو فكرة جيدة لإطلاق رأي محدد بشأن سياسة الولايات المتحدة الأميركية المقبلة"، مبيناً أن "أميركا دولة مؤسسات وكل الرؤساء الجدد الذين يأتون قد يتركون بصماتهم على الأحداث إنما من دون إحداث تحولات دراماتيكية كبيرة". ورأى القيادي في المجلس الذي يرأسه عمار الحكيم، أن "بصمات الحزب الجمهوري الأميركي تمتاز دائماً عن تلك الخاصة بالحزب الديمقراطي"، مرجحاً أن "تكون التغييرات الداخلية لإدارة ترامب أكثر من الخارجية".
وتوقع معلة، أن "يكون العام 2016 الحالي مكرساً للتسويات، وأن يكون العراق أفضل مما هو عليه حالياً"، مؤكداً أن "الأمور بالشرق الأوسط بعامة، والعراق وسوريا ولبنان وحتى اليمن، بخاصة، مرشحة للتهدئة، في حين تشهد بقية الملفات تصعيداً".
ورأى قيادي بائتلاف دولة القانون، أن المتغيرات الأميركية الجديد ستكون لها تأثيرات "سيئة ومؤلمة" على المنطقة نوعاً ما، لكنها لن تؤثر في العراق، برغم أنها ستؤدي لارتفاع الدينار. وقال جاسم محمد جعفر، إن "سياسة أميركا لن تتغير بنحو جذري سواء بالنسبة لإسرائيل أم الخليج العربي أم إيران، برغم الخطاب الانتخابي المتشدد لترامب"، عاداً أن "حالة الإرباك التي ستكون سائدة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة قد تعطي فرصة لإسرائيل لأن يكون لها نوع من القداسة مقابل وضع إيران والسعودية". ورأى جعفر، أن "المتغيرات الأميركية الجديدة ستكون لها تأثيرات سيئة ومؤلمة على المنطقة نوعاً ما، لكنها لن تؤثر في العراق"، مستدركاً "لكنها قد تؤدي لارتفاع العملة العراقية وباقي العملات في المنطقة".
وتعهد الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، الأربعاء،(التاسع من تشرين الثاني 2016)، في أول خطاب رسمي له بعد إعلان فوزه، بأن يجري إصلاحات مهمة في البلاد، ويقيم علاقات جيدة مع الدول كافة التي ترغب بإقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، متعهداً بمضاعفة معدل النمو الاقتصادي وجعل أميركا الاقتصاد الأقوى في العالم.
وهنأ رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، الأربعاء، دونالد ترامب بمناسبة فوزه في انتخابات الرئاسة الأميركي، فيما أكد تطلعه لاستمرار وقوف أميركا مع العراق في مواجهة الإرهاب.
يُذكر أن منطقة الشرق الأوسط تشهد منذ سنوات عدة الكثير من التوترات سواء الأمنية منها والاقتصادية، وفيما يخوض العراق وسوريا حربًا ضد الإرهاب، بدأت السعودية وبعض دول الخليج بتنفيذ عمليات عسكرية في اليمن على الحوثيين في 25 مارس/آذار 2015، تحت مسمى (عملية عاصفة الحزم).
أرسل تعليقك