ضيقت القوات العراقية الخناق على المعقل المتبقي لتنظيم "داعش" في المدينة القديمة في الموصل، فيما أكدت بغداد أن إعلان النصر النهائي وطرد التنظيم المتطرف من المدينة سيكون خلال الأيام القليلة المقبلة، فيما تواصل القوات العراقية تحريرها للمناطق المتبقية تحت سيطرة مايسمى بـ"تنظيم داعش"، وفرضت سيطرتها على محطة وقود وجامع بن مالك.
وكشف الفريق رائد شاكر جودت أن قواته واصلت تقدمها من ثلاثة محاور جنوب المنطقة القديمة وسط في الجانب الأيمن الموصل وفرضت سيطرتها على محطة وقود وجامع بن ممالك، في وقت يتسارع أعداء تنظيم "داعش" في بيع جلد الأسد قبل التحقق من موته، وقال الفريق جودت، إن" قطعات الشرطة الاتحادية تواصل تضييق الخناق على الجماعات المتطرفة في المحور الجنوبي من المدينة القديمة وتستعيد السيطرة على محطة وقود الجمهورية في باب لكش وجامع كعب بن مالك في باب جديد، منوهًا إلى أن تقدم القطعات نحو أهدافها المتبقية على 3محاور وسط انكسارات العدو وتشتت عناصره .
وأردف أن وحدات من الشرطة الاتحادية"استكملت سيطرتها الكاملة على كنيسة الساعه وجامع عمر الأسود وجامع الكرار وجنوب السرجخانة وكراج السرجخانة، فيما تواصل قطعات الرد السريع تطهير المستشفى الجمهوري ومستشفى البتول ومبنى القاصرين ودار الأيتام ومبنى الطوارئ ومبنى طب الأسنان ودار الأطباء في حي الشفاء من مخلفات تنظيم "داعش"، وتابع الفريق جودت أن" قوات الشرطة الاتحادية قتلت 54 مسلحًا ودمرت 7 مركبات و24 عبوة ناسفة وتفكك15 حزامًا ناسفًا ومعملًا للتفخيخ ومركزًا للاتصالات وعثرت على نفق يحوي 40صاروخًا .
وفرّ عشرات المدنيين في اتجاه القوات العراقية ومعظمهم من النساء والأطفال وأصابت نيران المتشددين بعضهم بينما عانوا من العطش والتعب، وقال قادة جهاز مكافحة التطرف إن المعارك المقبلة ستكون صعبة لأن معظم المتشددين أجانب ويتوقع أن يحاربوا حتى الموت، وهم يختبئون بين المدنيين ويستخدمونهم دروعًا بشرية، وقال اللواء معن السعدي من جهاز مكافحة التطرف إن السيطرة على معقل المتشددين المطل على نهر دجلة ويدافع عنه نحو 200 مقاتل سيستغرق ما بين أربعة وخمسة أيام من القتال.
وأشار إلى أن أن الزحف مستمر حتى منطقة الميدان، وقال "السيطرة عليها توصلنا إلى نهر دجلة وبذلك يكون قد قسمنا المدينة القديمة لقسمين، الجزء الجنوبي والجزء الشمالي وأحكمنا السيطرة على نهر دجلة"، وفي السياق، كشف مصدر أمني أن القوات العراقية تحاصر مسلحي تنظيم "داعش" في المشفى العام ضمن المجمع الطبي في حي الشفاء غربي الموصل، بعد استعادتها بناءين ضمن المجمع.
وقال سعدون هادي الضابط برتبة رائد في الرد السريع وهي قوات النخبة في وزارة الداخلية إن "قوات الرد السريع تحاصر مسلحي "داعش" في المشفى العام، بعد تمكنها من السيطرة على مشفى "البتول" ودائرة الطب العدلي، وأوضح هادي أنه "لم يتبق لدى قطعات الرد السريع إلا المستشفى العام ضمن المجمع لإعلان تحرير المجمع الطبي بالكامل من سيطرة تنظيم داعش"، وعلى صعيد آخر، قال العقيد أحمد الجبوري الضابط في قيادة عمليات نينوى إن "تسعة عناصر من تنظيم "داعش" تسللوا إلى قرى تل درويش والحويش جنوب غرب الموصل عبر المناطق الصحراوية في المنطقة وتوغلوا في عمق القرى".
وتابع الجبوري: "الحشد العشائري طوق المنطقة بحثًا عنهم وشن حملة دهم وتفتيش لكنه لم يعتقل منهم أحدًا حتى ظهر أمس الجمعة"، ومن جانبهم، نفى مقاتلو تنظيم "داعش" الهزيمة وزعموا في صحيفة يصدرها التنظيم أسبوعيًا أن الجيش العراقي انهار ومني بخسائر بشرية كبيرة، وزعمت صحيفة "النبأ" التي يصدرها التنظيم أن الجيش العراقي انهار وسقط من عناصره 300 بين قتيل ومصاب.
وكتبت الصحيفة في عنوان المقال الرئيسي "معركة الموصل من أهم معارك الإسلام ودروسها ستطبق في ساحات أخرى"، وإلى ذلك، أبدت الأمم المتحدة قلقها من تهديدات متصاعدة خصوصًا بإخلاء قسري لمدنيين من الموصل للاشتباه بعلاقتهم بمسلحي تنظيم "داعش" الذين تقاتلهم القوات العراقية لاستعادة المدينة، وقال روبر كولفيل المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الانسان "مع التحرير التدريجي للموصل من تنظيم "داعش"، نشهد تناميًا مقلقًا للتهديدات خصوصًا بالإخلاء القسري لمشتبه بكونهم من عناصر تنظيم "داعش" أو من لديهم أقارب يشتبه في انخراطهم مع تنظيم "داعش".
وأضاف " أن مئات من الأسر مهددة بالترحيل القسري ومثل هذه التطورات مقلقة للغاية"، وتابع: أن المفوضية تلقت معلومات تشير إلى "رسائل ليلية تركت في منازل أسر أو وزعت في أحياء تحذر أناسًا بضرورة الرحيل وإلا فسيتم ترحيلهم عنوة"، وقال إن هذه التهديدات عادة ما ترتبط باتفاقات عشائرية تطالب باستبعاد كل أسرة على صلة بمسلحي تنظيم "داعش" من بعض المناطق.
وأردف أن الإخلاء القسري غير القانوني والترحيل الإجباري يمكن أن تشكل عقوبة جماعية وهي تتعارض بوضوح مع الدستور العراقي وحقوق الإنسان والقوانين الإنسانية الدولية"، وتابع أن الأمم المتحدة تدعو الحكومة العراقية "إلى التحرك لإنهاء عمليات الإخلاء الوشيكة ولكل عقوبة جماعية"، معتبرًا أن "عمليات الإخلاء القسرية غير القانونية تشكل أعمالًا انتقامية تسيء للمصالحة الوطنية والتعايش الاجتماعي".
ونشر تقرير للصحافي، بارتيك كوبرن، يتحدث عن معركة الموصل بين الجيش العراقي وتنظيم "داعش"، حيث يقول باتريك كوبر إن خبر انهيار التنظيم على كل لسان في بغداد، ويلقى ترحيبًا لدى حكومات العالم، ولكن يبدو أن أعداء التنظيم متسرعون في بيع جلد الأسد قبل التحقق من موته، ويضيف أن التطورات في العراق وسورية بما فيها سقوط الموصل لابد أنها في حسبان التنظيم، الذي يعرف أنه ربما لا يستطيع الحفاظ على الموصل أو غيرها تحت الغارات الجوية، فتنظيم "داعش" لم يقاتل إلى آخر رجل، في معارك تكريت وبيجي والرمادي والفلوجة، وترك مجموعات خلفه لتلحق أكبر الخسائر بالجيش العراقي، فالتنظيم يلقي بجنوده غير المدربين، وأتباعه في المعارك وفي التفجيرات الانتحارية، لكنه حريص على الحفاظ على النخبة المدربة التي لا يمكن تعويضها.
ويرى الكاتب أن التنظيم سيخسر الموصل دون شك، ولكن صموده 8 أشهر يعد أمرًا مدهشًا، ويمكن أن يكون له نحو 350 مقاتلًا في المدينة القديمة، وهؤلاء لا يتوقع أن يتركوا المدينة بسهولة، والدليل الهجوم المباغت الذين شنوه الأسبوع الماضي، ويشير إلى أن التنظيم لا يزال يسيطر على بلدات كبيرة مثل تلعفر وغيرها غرب محافظة الأنبار، وإن كانت كلها ستسقط عندما يحين دورها، ولعل أصعب المناطق تلك التي تقع في الأرياف
ويشدد أن التنظيم معروف عليه نشر الرعب خلال الاغتيال والتفجيرات الانتحارية لإثبات قوته وفرض نفسه في عناوين الأخبار، ويرى أن بعضًا من هذه التصرفات بدأ بالفعل في 11 مدينة في العراق و5 في سورية، وتلك هي المدن والبلدات التي يفترض أن التنظيم خسرها، وفق هيئة مكافحة التطرف.
أرسل تعليقك