غزة - محمد حبيب
رحبت السلطة الفلسطينية والفصائل الوطنية والإسلامية بقرار مجلس الأمن الدولي الداعي لوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد التصويت لصالحه بالأغلبية وامتناع الولايات المتحدة الأميركية، وأشار المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن قرار مجلس الأمن صفعة كبيرة للسياسة الإسرائيلية، وإدانة بإجماع دولي كامل للاستيطان، ودعم قوي لحل الدولتين، واعتبر القرار دعمًا دوليًا كاملاً لسياسة الرئيس محمود عباس القائمة على حل الدولتين على أساس إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والتوصل إلى سلام دائم وشامل في المنطقة.
من جهته قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح والمتحدث باسمها، أسامة القواسمي، الجمعة، "إن تصويت مجلس الأمن، لصالح فلسطين وحقوق شعبها من خلال اعتماد القرار الرافض للاستيطان والذي يعتبره مخالفًا للقانون الدولي وغير شرعي في كل الأراضي المحتلة عام 67، هو انتصار تاريخي للشعب الفلسطيني ولكل أحرار العالم، ويدشن مرحلة جديدة من الصراع".
وقال القواسمي في تصريح صحافي، "إن تأييد أربعة عشر دولة لمشروع القرار وامتناع الولايات المتحدة، هو إنجاز تاريخي، وتغيير جوهري في موقف مجلس الأمن، ويدلل على فهم عميق لخطورة سياسة الاحتلال الاسرائيلية الاستيطانية الإحلالية، والتي توأد حلّ الدولتين وتؤجج الصراع وتعززّ التطرف في المنطقه والعالم بأسره، وأكد القواسمي أن هذا القرار التاريخي لم يكن ليأتي لولا الجهود الدؤوبه والمستمرة للرئيس محمود عباس وإصراره على نهج واضح ومحافظته على القرار الوطني الفلسطيني المستقل، وجهود حركة فتح على الأصعدة كافة، وصمود الشعب الفلسطيني البطل وتضحياته الجسام، ولولا جهود الاشقاء والاصدقاء في العالم، موجها الشكر والتقدير لكل اعضاء مجلس الامن، ولكل الدول التي تدعم حقوق شعبنا الفلسطيني المتطلع للحرية والاستقلال.
هذا واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قرار مجلس الأمن القاضي بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة انتصارًا للشعب الفلسطيني، وقال الناطق باسم حركة "حماس" عبد اللطيف القانوع في تصريح صحافي مساء الجمعة: "إن القرار انتصار لشعبنا الفلسطيني، ويعزز حق شعبنا في كامل أرضه"؛ مُرحبًا بأي قرار يرفض الاحتلال والاستيطان، وشددّ على أهمية وجود ترجمة واقعية للقرار، قائلاً: "يجب أن تكون هناك ترجمة للقرار بشأن الاستيطان، بما يضمن عدم بناء أي مستوطنة، وإنهاء الاحتلال وفقًا للقوانين الدولية، فالاحتلال والاستيطان غير شرعيين، ويتعارضان مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة"
وشكرت "حماس" الدول التي صوّتت في جلسة مجلس الأمن مع حق الشعب الفلسطيني في أرضه، ورفضت سياسة الاحتلال، مثمنة دورها في تعزيز حقوق الشعب الفلسطيني، ورحبت الحركة في تصريح صحافي لها، بالتحول والتطور المهم في المواقف الدولية الداعمة للحق الفلسطيني في المحافل الدولية، وطالبت بمزيد من المواقف المساندة لعدالة القضية الفلسطينية والعمل على إنهاء الاحتلال، من جهتها أكدت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، أن قرار مجلس الأمن بإدانة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، يشكل إدانة واضحة لسياسات الاحتلال وعدوانه وانتصاراً معنويًا للشعب الفلسطيني.
وقال مسؤول المكتب الاعلامي في حركة الجهاد داوود شهاب، "إن هناك رأي عام دولي يتشكل ضد "إسرائيل" وسياساتها، مشددًا على أنه قد بات ممكناً عزل "إسرائيل" ومقاطعتها وملاحقتها في كل المحافل عما ارتكبته من جرائم وعدوان، وأضاف شهاب، "نعلم أن القرار وحده لن يشكل رادعًا لإسرائيل، وهناك عاملان سيحققان الردع المطلوب استمرار مقاومتنا، وهي حق مشروع وواجب، وملاحقة إسرائيل وعزلها مقاطعتها".
وتابع، "المطلوب أن يتحرر الرسميون العرب من عقدة الخوف والتبعية والارتهان، وأن يوقفوا الهرولة نحو التطبيع والتنسيق مع اسرائيل، والتحرك الجاد والفاعل انسجامًا مع تطلعات أمتهم وشعوبهم في مواجهة إسرائيل وردعها"، وشكر بدوره كل الدول التي وقفت إلى جانب فلسطين، وساعدت في إدانة الاحتلال الإسرائيلي، كما رحّبت الجبهة الشعبية لتحرير فسطين، بقرار مجلس الأمن الدولي الذي أكّد على أنّ الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية ليس له أي شرعية قانونية، ويُشكّل انتهاكاً صارخًا بموجب القانون الدولي، ومطالبته إسرائيل بالوقف الفوري وعلى نحوٍ كامل لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية.
ودعت الجبهة إلى متابعة تنفيذ هذا القرار من خلال المؤسسات الدولية ذات الصلة، وبملاحقة "إسرائيل" وإخضاعها للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لرفضها الانصياع للقرار، وحذّرت الجبهة من المحاولات التي ستبذل من قبل إسرائيل وحلفائها لإفراغ القرار من مضمونه، أو تعطيل تنفيذه من خلال التركيز على ما احتواه من صياغات مرفوضة تمس الفلسطينيين حول التطرف والعنف والتحريض، والتأكيد على أنّ الفلسطينيين هم ضحايا التحريض العنصري الفاشي، وضحايا التطرف والعنف والاحتلال الإسرائيلي، وأنّ مقاومتهم له تستند إلى القانون الدولي الذي يعطي الشعوب الحق في مقاومة الاحتلال.
ورحب حزب الشعب الفلسطيني بتصويت مجلس الأمن الدولي لصالح قرار يدين الاستيطان ويطالب بوقفه، مؤكدًا أن ذلك يشكل انتصارًا سياسيًا جديدًا لفلسطين، وقال حزب الشعب، في بيان صحافي، "إن تصويت 14 دولة لصالح القرار، يعتبر خطوة مهمة على طريق دفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته من أجل إجبار إسرائيل على وقف الاستيطان وممارساتها العدوانية وجرائمها بحق شعبنا، والعمل الجاد على إنهاء احتلالها للأرض الفلسطينية وتطبيق قرارات الشرعية الدولية". ووجه الشكر لحلفاء وأصدقاء الشعب الفلسطيني على جهودهم الداعمة لنضاله وحقوقه، وكذلك دورهم في طرح مشروع القرار والتصويت لصالحه.
أرسل تعليقك