الجزائر ـ ربيعة خريس
أثارت الزيارات التي يقوم بها رئيس الحكومة الجزائرية، عبد المالك سلال، استياء المعارضة الجزائرية، وشركائه في معسكر الموالاة، خاصة أن زياراته الأخيرة لمحافظتي وادي سوف والجلفة، وإحياءه، برفقة وزير داخلية الجزائري، نور الدين بدوي، الذكرى العاشرة للهجوم المتطرف الذي استهدف كل من قصر الحكومة ومقر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية، في منطقة باب الزوار، شرق الجزائر، حملت رسائل انتخابية مباشرة لصالح حزب الرئيس الجزائري، عبد العزيز بو تفليقة.
وقال القيادي في "حركة مجتمع السلم"، أكبر تنظيم لـ"الإخوان المسلمين" في الجزائر، نعمان لعور، في تصريحات إلى "العرب اليوم"، إن الأمر تحول إلى عادة لدى رئيس الحكومة، ففي كل موعد انتخابي تشهده الجزائر يقوم سلال بزيارات ميدانية، ويدعو المواطنين بطريقة غير مباشرة إلى التصويت لصالح الحزب الحاكم، مستدلاً بالزيارات التي قام بها في الانتخابات الرئاسية في 2014، حينها كان يزور المحافظات ويقدم وعودًا للجزائريين مقابل التصويت لمرشح الحزب الحاكم في الجزائر، مشيرًا إلى أن رئيس الحكومة الجزائري عضو في الحزب الحاكم, ويشغل منصب عضو اللجنة المركزية في حزب "جبهة التحرير الوطني"، وكان مرشحًا لتصدر قائمة محافظة الجزائر العاصمة، ومن الطبيعي أن يقوم بحملة انتخابية بطريقة غير مباشرة لصالح تشكيلته السياسية.
ووجه صديق شيهاب، العضو القيادي في "التجمع الوطني الديمقراطي"، ثاني أقوى تشكيلة سياسية في البلاد، والتي يقودها مدير ديوان الرئاسة، انتقادات لاذعة إلى زيارت رئيس الحكومة، متسائلاً عن سر هذه الزيارات في هذا التوقيت، الذي يتزامن مع بداية الحملات للانتخابات البرلمانية، المزمع تنظيمها في الرابع من مايو / أيار. ومنذ بداية الحملة الانتخابية، وجه الأمين العام لثاني تشكيلة سياسية في الجزائر، بعد الحزب الحاكم، أحمد أويحي، رسائل مشفرة إلى الحكومة الجزائرية بخصوص ما أسماه بـ "الخطاب الشعبوي"، وغياب الشجاعة وعدم مصارحة الجزائريين بحقيقة الوضع الاقتصادي والمالي للجزائر، جراء انهيار أسعار البترول في الأسواق العالمية.
ولا تعد هذه المرة الأولي التي يوجه فيها أويحي، الذي يشغل منصب مدير ديوان رئاسة الجمهورية الجزائرية، رسائل كهذه، حيث سبق له، وفي العديد من المرات، الحديث بلغة شديدة اللهجة عن الوضع الاقتصادي القائم، وطريقة إدارته من قبل الحكومة الجزائرية.
وانتهز رئيس حكومة الجزائر الفرصة، خلال الزيارات الميدانية في محافظتي الجلفة ووادي سوف، لتوجيه رسائل وصفت بـ"الانتخابية". ودعا الجزائريين إلى اختيار الخط السياسي الأصيل، وتقديم رسالة وفاء وأمل إلى الرئيس الجزائري، في الرابع من أيار. وقال بلغة صريحة وواضحة: "أحث الشعب الجزائري على توجيه رسالة حب وأمل إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، يوم الاقتراع، مضيفًا: "الانتخاب حق وواجب، ومن أراد التفريط في حقه فهو حر، ولكن ليس له الحق أن يفرض علينا خياره، ويدعو الجزائريين ليدخلوا معه في جحور الشك واليأس".
أرسل تعليقك