قال المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو، الأربعاء، إن اليوم الأول من مفاوضات جنيف والخاصة بمحاولة إنهاء الحرب الدائرة بالسودان منذ قرابة 16 شهراً، أسفر عن "أفكار ملموسة" لتنفيذ "إعلان جدة" والذي شدد مجلس السيادة والحكومة على ضرورة تنفيذ مخرجاته، رغم غياب وفد عن الجيش في المفاوضات.
وقال بيرييلو على منصة "إكس"، إن "اليوم الأول من المحادثات والذي شمل اجتماعات ضمت مجموعات صغيرة من الخبراء الفنيين، تمخض عنه أفكار ملموسة للامتثال وتنفيذ التزامات الأطراف في إعلان جدة"، مشيراً إلى أن المفاوضات ستستمر، الخميس.
غياب الجيش
وكانت الجلسة الافتتاحية لمفاوضات جنيف انعقدت الأربعاء، بحضور شركاء الوساطة الدوليين، الولايات المتحدة وسويسرا والسعودية ومصر والإمارات والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، فيما غاب الجيش السوداني عن المحادثات.
وقال شركاء الوساطة في بيان مشترك في ختام اجتماعات اليوم الأول من المحادثات: "نعمل بشكل جاد ومكثف في سويسرا في اليوم الأول، ضمن الجهود الدبلوماسية التي تهدف إلى دعم السودان، ووصول المساعدات الإنسانية ووقف الأعمال العدائية، والامتثال وفقاً لنتائج محادثات جدة السابقة، والمساعي الأخرى، والقانون الإنساني الدولي".
وجاءت هذه المفاوضات بناءً على دعوة أميركية في يوليو الماضي، لكنها شهدت غياب وفد عن الجيش السوداني المتمسك بتطبيق إعلان جدة الذي تم التوصل إليه في مايو العام الماضي، فيما وصل وفد قوات الدعم السريع، الثلاثاء، إلى سويسرا.
وفي السياق، قال رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان في بيان، عقب لقاءه السفير النرويجي لدى السودان أندريه ستيانسن، إن "هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها تتعلق بإنفاذ مخرجات منبر جدة واختيار المراقبين لأي محادثات".
كما أكدت الحكومة السودانية في بيان، على "تمسكها بمخرجات اتفاق جدة"، معربةً في الوقت نفسه على "انفتاح السودان للحوار وفقاً لمخرجات جدة".
وذكرت "بلومبرغ" أن المحادثات ستتم الخميس، بحضور قوات الدعم السريع وممثلين إقليميين ودوليين، كما قال بيرييلو، الاثنين الماضي، إنه حتى إذا لم يتيسر إجراء مفاوضات بين الجانبين، فإن المحادثات "ستمضي قدماً بخبراء فنيين ومراقبين، لصياغة خطة عمل لتقديمها إلى الطرفين".
وأضاف المبعوث الأميركي الخاص للسودان: "مسار التأخير لم يكن ليفيد الشعب السوداني، وبصراحة لن يفيد (الجيش) أيضاً، لكنني سأترك ذلك لتقديرهم".
ولفت مسؤولان غربيان مطلعان على المفاوضات لـ"بلومبرغ"، إلى أن "الجيش السوداني قلق من ضعف الاستعدادات قبل الاجتماع"، مشيرين إلى أن "الجهود لا تزال تركز لحد كبير على مسألة إيصال المساعدات الإنسانية فقط".
واستضافت مدينة جدة محادثات برعاية سعودية أميركية العام الماضي، توصل من خلالها الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لاتفاق يقضي بحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإعلان أكثر من هدنة، إلا أن حدوث خروقات متعددة لوقف النار دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق مفاوضات جدة في ديسمبر الماضي.
والثلاثاء، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد إن الولايات المتحدة ستشارك الأربعاء، في المفاوضات لـ"العمل لتخفيف معاناة الشعب السوداني، وإنهاء الحرب القاسية المستمرة منذ 16 شهراً".
وذكرت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية على فيسبوك، الأربعاء، أن "المجتمعين عازمين على إيقاف الحرب، ويأمل الوسطاء أن يلتحق وفد القوات المسلحة السودانية بالمنبر الدولي للمشاركة في جهود إطفاء نار الحرب بالسودان".
ومن شأن فشل الجهود المبذولة لإنهاء الحرب أن يؤدي إلى تفاقم الصراع الذي تسبب في أكبر أزمة إنسانية في العالم، ودفع 10 ملايين شخص للفرار من ديارهم، وخلق ظروفاً شبيهة بالمجاعة في أنحاء البلاد.
قد يهمك ايضا
نائب رئيس مجلس السيادة السوداني يؤكد أن إن زيارته إلى روسيا بالمقام الأول هدفها اقتصادي
روسيا والسودان يؤكدان سعيهما لتطوير التعاون العسكري والأمني
أرسل تعليقك