السلطات الجزائرية تعتقل الناشط عبدالوهاب فرساوي بتهمة التحريض على الشغب
آخر تحديث GMT11:24:12
 العرب اليوم -

تسعى إلى تنظيم انتخابات رئاسية في 12 كانون الأول مهما كان الثّمن

السلطات الجزائرية تعتقل الناشط عبدالوهاب فرساوي بتهمة "التحريض على الشغب"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - السلطات الجزائرية تعتقل الناشط عبدالوهاب فرساوي بتهمة "التحريض على الشغب"

السلطات الجزائرية تعتقل الناشط عبدالوهاب
الجزائر - العرب اليوم

تخوض السلطة في الجزائر حربا ضروسا ضد أي ناشط فاعل يملك تأثيراً في الحراك، وقدرة على التعبئة، وذلك باعتقاله، ثم سجنه، بهدف إبعاده عن طريقها، وهي تنفذ حسب بعض المتابعين للشأن السياسي المحلي، خريطة الطريق التي رسمتها، أي تنظيم الرئاسية التي قررتها في 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل مهما كان الثمن.

واعتُقل الناشط البارز عبدالوهاب فرساوي رئيس «تجمع - عمل - شباب»، وهو تنظيم يمثل القوة الضاربة للحراك الشعبي. وقال محامون يدافعون عن معتقلي الحراك لـ«الشرق الأوسط»، إن رجال أمن بزي مدني اعترضوا طريق فرساوي أمس، بينما كان يمشي في العاصمة، واقتادوه إلى مكان مجهول، ليصبح بذلك سادس قيادي من التنظيم الشبابي، الذي أضحى صداعاً في رأس السلطات، يتعرض للاعتقال في غضون أسبوع. وقد تم إيداع 5 منه الحبس الاحتياطي، بعد أن وجّهت لهم تهمة «التحريض على الشغب للمسّ بأمن الدولة».

ويتميز التنظيم، المعروف اختصاراً بـ«راج»، بتفاعله الميداني مع كل الأحداث الكبيرة التي تعيشها البلاد، ونشاطه الموجه دائماً ضد سياسات السلطة، والمنحاز في الغالب لمطالب المجتمع المرتبطة بالحريات والديمقراطية. وعلى هذا الأساس، كان في طليعة المظاهرات التي اندلعت منذ 22 فبراير (شباط) الماضي لمطالبة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بالعدول عن الترشح لولاية خامسة.

وطيلة الأشهر الثمانية الماضية، ظلّ أعضاء هذا التنظيم في قلب الأحداث، ولهم حضور لافت في وسائل الإعلام. حتى عندما بدأ اليأس ينال من عزيمة رجال السياسة من المعارضة، وانسحبوا الواحد بعد الآخر من الحراك، بقي قادة «راج» يحملون مطالب المتظاهرين، رافضين كل الإجراءات والقرارات التي اتخذتها السلطة لحل الأزمة، ومن بينها الانتخابات الرئاسية، التي اعتبروها «حيلة من النظام للالتفاف على مطلب التغيير، بهدف إطالة عمره».

وراهنت السلطات على تراجع الحراك في شهر رمضان الماضي، وفشل الرهان. ثم عوّلت على إجازة الصيف وحرارة شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) لثني المتظاهرين عن الخروج يومي الثلاثاء (طلبة الجامعات) والجمعة، لكن دون جدوى.

وبات واضحاً منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي أن السلطات لم تعد تطيق استمرار الحراك، ولذلك كثّف قائد الجيش الجنرال قايد صالح من تصريحاته ضد المتظاهرين، فاتهمهم بـ«العمالة للخارج»، وبأنهم «أذناب العصابة»، ويقصد بذلك بوتفليقة ووجهاء نظامه المسجونين حالياً. كما أعلن بشكل صريح أنه سيعتقلهم إن وقفوا في طريق الانتخابات.

ونفّذ قايد صالح تهديده عندما أطلقت قوات الأمن حملة اعتقالات، لم تعرفها الجزائر حتى في فترة الاقتتال الدامي مع الإرهاب، شملت في مرحلة أولى المتظاهرين «حاملي راية الأمازيغ»، ثم ناشطين سياسيين بارزين، وبعدهم قيادات تنظيم «راج». ويُحصي المحامون والحقوقيون نحو 120 سجيناً، كلهم من الحراك، يتقاسمون 3 تهم أساسية، هي «إضعاف معنويات الجيش»، و«القيام بمظاهرات من دون رخصة، وهو ما يعرض النظام العام للخطر»، و«كتابة منشورات تحرض على التمرد على سلطة الدولة».

وقال المحامي عبد الغني بادي، المدافع عن كثير من المعتقلين لـ«الشرق الأوسط»: «ما يميز ملفات المساجين السياسيين ومعتقلي الرأي أنها فارغة. بمعنى أن الاتهام لا يستند لأي دليل. فكيف يعقل أن يسجن ناشط لمجرد أنه أبدى موقفاً معارضاً لقرارات السلطة، عبر حسابه في (فيسبوك)؟! وهل يعقل أن يسجن رجل شارك في ثورة الاستقلال كالعم لخضر بورقعة، لا لشيء إلا لأنه عارض توجهات الجيش السياسية؟».

ويقع القضاة تحت ضغط شديد في هذه الفترة، وهم محل انتقادات حادة من طرف قطاع من الصحافة والحقوقيين، وذلك بسبب «الإفراط» في اللجوء إلى الحبس الاحتياطي، بينما توجد بدائل أخرى، منها الرقابة القضائية والإفراج المؤقت. ويتضمن القانون إصدار أوامر الحبس الاحتياطي كإجراء استثنائي، خاصة عندما لا يكون المتهم متابعاً في قضية قتل أو الاتجار بالمخدرات، غير أن العكس هو ما يجري حالياً. واللافت أن القضاة كانوا في طليعة المتظاهرين الثائرين ضد نظام بوتفليقة، لكن حدة هجومات قائد الجيش على المتظاهرين دفعتهم إلى تغيير موقفهم من الحراك.

قد يهمك ايضا

احتجاجات الجزائر تشهد مُجدَّدًا موجة اعتقالات لمُتظاهري طلبة الجامعات

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطات الجزائرية تعتقل الناشط عبدالوهاب فرساوي بتهمة التحريض على الشغب السلطات الجزائرية تعتقل الناشط عبدالوهاب فرساوي بتهمة التحريض على الشغب



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab