قُتِل وأُصيب العشرات من المدنيين، الجمعة، في تفجير نفذته عناصر تنظيم "داعش" بسيارة مفخخة في حي التحرير شرقي الموصل أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، فيما أعلن قائم مقام قضاء حديثة في محافظة الأنبار مبروك حميد، عن إعلان حالة الإنذار في مناطق حديثة وهيت والبغدادي، تحسبًا لهجمات ينفذها "داعش" على تلك المدن، ويواصل جهاز مكافحة التطرف تقدمه في منطقتي حي عدن والتحرير شرقي الموصل واللتان بدأ باقتحامهما، من جانب أخر واصل طيران الجيش طلعات مكثفة لإسناد القطعات العراقية المشاركة في عمليات " قادمون يا نينوى" وفي مختلف القواطع.
وأضافت قيادة طيران الجيش في بيان لها، أن طيران الجيش نفذ خلال الأيام الماضية نفذ أكثر من 800 طلعة جوية في مدينة الموصل، منها الطلعات القتالية والنقل والدعم اللوجستي اللازم لإدامة زخم العمليات العسكرية الجارية، لافتًا إلى مقتل مئات المسلحين وتدمير عدد كبير من العجلات المسلحة والمفخخة لعصابات "داعش" ومفارز التعويق المتمثلة بالقناصين ومفارز الهاونات، إضافة إلى دك معاقلهم وتدمير الأنفاق التي جرى حفرها في جميع المناطق المحررة.
بدوره أقدمت قوات "البشمركة الكردية"، على عزل بلدة بعشيقة عن الموصل، بساتر ترابي وخندق شَقّي، الأمر الذي أثار حفيظة مسؤولين محليين من محافظة نينوى، محذّرين من مخطط كردي للاستيلاء على المناطق التي حرّرتها البشمركة، وضمّها إلى إقليم كردستان، وقال مصدر عسكري، في قيادة عمليات نينوى إنّ "قوات البشمركة أقدمت بعد تحريرها بلدة بعشيقة على حفر خندق على حدودها من جهة الموصل، أعقبه وضع ساتر ترابي ليحدّ المدينة من هذا المحور، ويعزلها عزلاً كاملاً عن الموصل".
وأوضح أنّ "الخندق زاد طوله حتى الآن عن 22 كيلومترًا، والآليات تواصل العمل على إكماله"، مشيرًا إلى أنّ "الحديث يجري على تعميم السواتر والعزل في كل المناطق التي سيطرت عليها البشمركة، على محاور الموصل"، ويأتي هذا في وقتٍ أعلن سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني محمود كاكة حمه، أنّ "قوات البشمركة ستبقى متمركزة في المناطق التي حرّرتها، وأنّها ستقوي حدودها بشكل أفضل"، وأكد في تصريح صحافي، أنّ "قوات البشمركة لن تنسحب من المناطق التي حرّرتها في الموصل، وأنّها ستواصل البقاء فيها وتحصينها وتأمين حدودها، بشكل أفضل ممّا كانت عليه في السابق".
في المقابل، حذّر عضو المجلس المحلّي لمدينة الموصل عبد الوهاب الشمري، من "خطورة عزل مناطق معينة من محافظة الموصل عنها"، وقال الشمري، في تصريح صحافي إنّ "عملية تحرير الموصل والتعاون بين القطعات العراقية النظامية، نالت رضى وقبول أهالي المحافظة"، مضيفًا أنّه "في الوقت ذاته لا يمكن للأهالي القبول بأن تكون المعركة ذريعة لاقتطاع مناطق من المحافظة، كي يذهبوا إلى جهات أخرى".
واعتبر أنّ البشمركة الكردية بذلت جهودًا كبيرة في عمليات التحرير، وقدّمت خسائر لا يستهان بها، لكنّ ذلك هو إجراء حتمي كونها قوة عراقية، وفي الوقت نفسه فإنّ "داعش" باجتياحه للموصل، كان يهدّد كردستان، وهو ما دفع حكومة الإقليم إلى التحرّك لتحرير المناطق القريبة لتأمين حدودها، ما أسهم بضرب داعش"، ورأى الشمري في الوقت عينه أنّه من غير المقبول أن تتغيّر أهداف تأمين كردستان إلى أطماع بضم أجزاء من الموصل"، مبيّنًا أنّ "الأهالي محاصرون داخل المحافظة بين النيران ولا يستطيعون التحرّك، لكنّهم لن يسكتوا على اقتطاع أي جزء من محافظتهم.
وطالب حكومة بغداد ورئيسها حيدر العبادي، بـ "متابعة الموضوع وعدم تركه للمستقبل، وعدم إعطاء أي وعود لحكومة أربيل تتعلّق بوحدة أراضي الموصل"، وفي الشأن ذاته أصدرت رئاسة إقليم كردستان، الجمعة، توضيحًا بشأن خطاب رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني حول انسحاب أو بقاء قوات البيشمركة في المناطق المحررة، وأشارت إلى أن الخطاب ترجم "بصورة خاطئة"، فيما أكدت التزام بارزاني بأي اتفاق مبرم مع الحكومة المركزية في بغداد حول هذا الموضوع.
وذكر بيان، لرئاسة إقليم كردستان، أن بعض وسائل الإعلام ألعربية تطرقت إلى خطاب الرئيس مسعود بارزاني الذي ألقاه في مدينة بعشيقة في الأربعاء الماضي، مبينةً أن "البعض منها أشار خطأً إلى فقرة تتعلق بسحب أو بقاء قوات الپيشمرگه من أو في المناطق المحررة، حيث أن الخطاب كان باللغة الكردية وترجمت جمل معينة من قبل بعض وسائل الإعلام إلى العربية بصورة خاطئة أدت إلى خروج هذه الجمل من سياقاتها ومضمونها، مؤكدةً أن بارزاني يؤكد في مجمل خطابه على التزام الإقليم بأي اتفاق مبرم بهذا الخصوص، ونص الترجمة الرسمية للخطاب منشور على موقع رئاسة الإقليم.
وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني قد أعلن الخميس، أنّ قوات البشمركة لن تنسحب من المناطق التي حرّرتها مؤخرًا في نينوى، واصفًا إياها بـ"المناطق الكردستانية"، وكشف عن اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية على إبقاء قواته فيها، وفي محافظة الأنبار التي تشهد تدهورًا أمنيًا بين الحين والأخر تبني تنظيم "داعش" الجمعة، الهجوم الانتحاري بسيارة مفخخة الذي استهدف حفلة زفاف في عامرية الفلوجة في محافظة الأنبار 60/ كيلومترًا غربي بغداد، فيما أعلن مجلس قضاء عامرية الفلوجة، بأن حصيلة التفجير الانتحاري الذي استهدف حفلة الزفاف، ارتفع إلى 63 قتيلاً وجريحًا، فيما فرضت قيادة شرطة القضاء حظرًا للتجوال داخل المدينة إلى إشعار آخر.
وأوضح قائم مقام قضاء حديثة في محافظة الأنبار مبروك حميد، الجمعة، عن إعلان حالة الإنذار، في حديثة وهيت والبغدادي تحسبًا لهجمات ينفذها "داعش" على تلك المدن، وقال حميد في تصريح صحافي، "إن القوات الأمنية أعلنت حالة إنذار في مدن حديثة وهيت والبغدادي غربي الأنبار تسحبًا لهجمات ينفذها تنظيم داعش على تلك المدن، وأن القوات الأمنية والعشائر على أتم الاستعداد لصد أي هجوم لتنظيم داعش على حديثة وهيت والبغدادي، وسط انتشار أمني في داخل تلك المدن وعلى السواتر أيضًا".
هذا وأدان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، الجمعة، التفجيرات التي استهدفت حفلة الزفاف، مؤكدًا أنها لن تمر دون "قصاص عادل وسريع″، فيما دعا السلطات الأمنية إلى اتخاذ إجراءات فورية لمنع وقوع هجمات أخرى، وقال رئيس مجلس القضاء شاكر العيساوي "إن حصيلة التفجير الانتحاري بسيارة مفخخة والتي استهدفت حفل زفاف في قضاء عامرية الفلوجة، جنوبي الفلوجة، ارتفعت إلى 21 قتيلاً و42 جريحًا"، وأضاف العيساوي، أن الجرحى مازالوا يتلقون العلاج في مستشفى عامرية الفلوجة، من جانبه أكد قائد شرطة عامرية الفلوجة المقدم عارف الجنابي أن قيادة شرطة القضاء فرضت حظرًا للتجوال داخل المدينة حتى إشعار آخر.
أرسل تعليقك