اتفق الرئيسان العراقي برهم صالح والتركي رجب طيب إردوغان في أنقرة، أمس الخميس، على ضرورة إيجاد حلول جذرية للملفات والقضايا العالقة بين البلدين، حسب ما ورد في بيان للرئاسة العراقية.
وكان صالح قام بزيارة لأنقرة أمس على رأس وفد عراقي رفيع المستوى. وقال مكتبه في بيان إنه استعرض مع إردوغان وجهات النظر بشأن التطورات والأحداث التي تشهدها المنطقة، وأهمية تخفيف التوتر فيها وترسيخ أسس السلام والاستقرار.
وأكد الرئيس العراقي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي عقب المحادثات، أن "بلاده تريد شراكة وتعاوناً استراتيجياً مع تركيا، ونتطلع إلى دور تركي فاعل في إعادة إعمار المناطق المحررة من الإرهاب في العراق". وأضاف: "نحتاج إلى اتفاقية شاملة مع تركيا تتناول الملفات المختلفة بين البلدين، وسنعمل على عقد اجتماع المجلس الاستراتيجي المشترك".
وشدد على أن "العراق لا يريد وصاية من أي طرف على قراره الوطني». واعتبر أن "أزمة المياه مع تركيا ستنتهي باتفاق شامل"، لكنه لم يكشف أياً من بنود هذا الاتفاق أو آلياته. لكنه أكد أن "العراق حريص على استمرار العمل والتنسيق مع الجانب التركي في المجالات كافة".
أما إردوغان فحاول التركيز على مواجهة "حزب العمال الكردستاني"، قائلاً إن هناك منظمات إرهابية مثل "داعش" وكذلك حزب العمال الكردستاني (الذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية)، تشكل تهديداً لتركيا والعراق على حد سواء، وندرك أهمية العمل معاً لتحقيق النجاح في محاربتنا ضد الإرهاب. وأضاف: "نريد تطوير اتصالاتنا وتعاوننا مع العراق في مجال الأمن أيضاً، وهناك العديد من الأشياء التي يمكننا القيام بها، خصوصاً في مجال الصناعات الدفاعية".
وأعرب أردوغان عن استعداد تركيا للمساهمة في مشاريع البنية التحتية والتنمية في العراق، وعلى رأسها إعمار المناطق المتضررة من الاشتباكات. وأكد ضرورة استمرار اجتماعات المجلس الاستراتيجي الرفيع المستوى مع العراق العام الحالي. وأشار إلى أن التجارة بين تركيا والعراق سجّلت عام 2013 رقماً قياسيا بلغ 16 مليار دولار، قائلاً: "دعونا نعادل ذلك الرقم مجدداً ونرفعه إلى 20 مليار دولار". وعن ملف المياه الشائك بين البلدين، قال إردوغان إن تركيا "حريصة على إدارة هذ الملف مع العراق، لا سيما أن هناك بعض المشكلات سنعمل على حلها دبلوماسيا".
وأكد المتحدث باسم الرئاسة العراقية لقمان فيلي لـ"الشرق الأوسط" أن زيارة برهم صالح إلى تركيا تأتي في مرحلة إقليمية ودولية مهمة وتحديداً مع تطورات الأزمة السورية، فضلاً عن التحذيرات من عودة نشاط "داعش" الإرهابي، إذ يتوجب العمل مع جميع دول المنطقة على عدم عودة الإرهاب إلى مدننا.
وأضاف أن الرئيس صالح أجرى قبيل سفره إلى تركيا تنسيقاً عالي المستوى مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في ما يخص طبيعة الزيارة وأهدافها وطبيعة الملفات التي سيتم بحثها مع الجانب التركي، ورافقه وفد حكومي رفيع المستوى. وأكد أن التنسيق الأمني المشترك مع الجانب التركي في غاية الأهمية لضمان محاربة بقايا "داعش" وعدم السماح له بالتقاط أنفاسه مجدداً والعودة إلى نشاطاته الإرهابية التي أضرت بجميع دول المنطقة.
وعن أزمة "حزب العمال الكردستاني"، قال فيلي إن "هذا الأمر جرت مناقشته بشكل واضح بحيث لا يؤدي إلى تشنج في العلاقات بين البلدين ولا يخدش في الوقت نفسه السيادة العراقية بعد الضربات الجوية التي قامت بها تركيا مؤخراً والتي سلمت بغداد السفير التركي بشأنها رسالة احتجاج".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا
- إردوغان يتعهد باستئصال بقايا "داعش" في غضون أشهر
- برهم صالح يدعو إلى الإسراع في إكمال عقد الحكومة العراقية وتجاوز التعثر السياسي
أرسل تعليقك