عمان ـ العرب اليوم
سلّم المركز الوطني للطب الشرعي أمس السبت جثث 12 شخصًا من أصل 15 أعدمتهم السلطات الأردنية فجر السبت من المحكومين بقضايا الإرهاب والقضايا الجنائية إلى ذويهم لغايات القيام بإجراءات الدفن فيما صرح مصدر أمني بأنه لن يتم فتح بيوت عزاء لأي من المتطرفين. وأكد نائب عام عمأن القاضي زياد الضمور أن "تنفيذ حكم الإعدام بحق 15 من المجرمين هو رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمجتمع، وهو المصير المحتوم لكل من يرتكب فعلاً وجرماً آثماً".
وأضاف في تصريحات صحافية أن تنفيذ حكم الإعدام صباح أمس السبت يحقق الردع العام والخاص، لافتا إلى أن تنفيذ هذه الإعدامات بحق هؤلاء المجرمين "سيترك أثراً إيجابياً على ذوي المغدورين باعتبار أنه تم إلحاق الأذى بهم نتيجة الأعمال الآثمة التي ارتكبها المجرمون". وكانت ردود فعل الأشخاص الذين قتلهم المجرمين والإرهابين تراوحت بالفرح وتأكيدهم على سيادة القانون وعبّر علي العوضات والد "نور العوضات"، عن فرحته بتنفيذ حكم الاعدام بحق قاتل ابنته نور رغم أن فرحته كما وصفها "منقوصة" بسبب فقدانه لابنته خلال هذه الجريمة البشعة التي هزت الشارع الأردني.
وأوضح ذوو الشهيد النقيب جمال الدراوشة ارتياحهم وطمأنينة نفسهم إثر تنفيذ حكم الإعدام بحق قاتل ابنهم الذي قضى أثناء تنفيذ واجبه الرسمي. فيما ترحم اللواء الركن حسين الزيود والد الشهيد الرائد راشد الزيود الذي قُتل أثناء العملية الأمنية بما عرف "بخلية أربد الإرهابية"، على روح ابنه الفقيد الذي روى بدمه الطاهر تراب هذا الوطن والتحق بكوكبة الشهداء الذين قضوا دفاعا عن الأردن. وقالت والدة الشهيد سمير الدراوشة "أم سمير" ، " هذا يوم فرحتي داعية الله بحفظ رجال الأمن العام وحفظ الوطن وصونه من الإرهابيين القتلة " .العدل يبقى أساس المُلك وحدة قوية في تعزيز الأمن الوطني والاجتماعي
والشهيد الدراوشة متزوج، ولديه 4 أطفال توأمين بعمر 7 سنوات، وطفل عمره 4 سنوات والأخير رضيع عمره أشهر. فيما قالت عائلة الكاتب الصحافي المرحوم ناهض حتر أن تنفيذ حكم الإعدام بحق المجرم الذي اغتال حتر هو استحقاق لإنزال القصاص العادل بمرتكب الجريمة الإرهابية. هذا القاتل كان مجرد أداة في إطار حملة تحريض واغتيال شخصية مبرمجة. وأضافوا أن عائلة حتر لا تزال تنتظر الوعود بمحاسبة المقصرين ومعاقبة المحرضين وتنتظر نتائج لجنة التحقيق حول ذلك.
وفي سياق متصل انقسم الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض لعقوبة الإعدام. ولم تسجل اللجنة المشرفة على الإعدامات التي تمت في سجن "سواقة" جنوب العاصمة عمان اي من طلبات للمتهمين الذي نفذ فيهم حكم الإعدام سوى أن اثنين منهم طلبوا الصلاة وتمت الاستجابة لطلبهم فيما طلب محكوم آخر سداد ديونه وإبلاغ اهله سلامه.
وكان الأردن قد أعاد تفعيل عقوبة الإعدام في كانون الأول/يناير من العام 2014 بعد أن كان قد أوقفها منذ عام 2004 , حيث نفذ إعداما بنحو 11 شخصًا على خلفية قضايا جنائية, وفي شهر شباط/فبراير تم تنفيذ الحكم بالعراقية ساجدة الريشاوي المتهمة بتفجيرات فنادق عمأن 2005 والعراقي زياد الكربولي المتهم بقتل سائق شاحنات أردني في العراق وجاء تنفيذ حكم الإعدام بالريشاوي والكربولي بعد ردا على قيام تنظيم "داعش" بحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة .
ونُفذ حكم الإعدام بالمجرمين في سجن سواقة وهم اشرف حسين علي بشتاوي وفادي حسين علي بشتاوي وعماد سعود حسن دلكي وفرج انيس عبد اللطيف الشريف ومحمد أحمد حسين دلكي بعد إدانتهم بأعمال إرهابية أدت إلى موت إنسان فيما يعرف بقضية خلية أربد الإرهابية. كما تم إعدام محمود حسين محمود مشارفة منفذ الهجوم الإرهابي على مكتب دائرة المخابرات العامة في البقعة، وإعدام رياض اسماعيل أحمد عبد الله الذي أدين بجريمة اغتيال الكاتب ناهض حتر أمام قصر العدل.
وتم حكم الإعدام على علي مصطفى محمد مقابلة بعد إدانته بالقيام بأعمال متطرفة ضد رجال الأمن العام فيما يعرف بقضية صما الإرهابية، كما تم تنفيذ حكم الاعدام بالمجرم معمر أحمد يوسف الجغبير بعد إدانته بالقيام بأعمال إجرامية أدت إلى موت إنسان والمعروفة بقضية تفجير السفارة الأردنية في بغداد. وقد تم تنفيذ أحكام الإعدام بحضور نائب عام عمان ونائب عام الجنايات الكبرى ومساعديهم ومن نص على حضورهم قانون أصول المحاكمات الجزائية.
أرسل تعليقك