كشف مصدر أمني أن مقاتلين سنة وشيعة تبادلوا إطلاق النار بعد أن تشابكوا بالأيدي مساء الخميس وهو ما تسبب بحدوث إصابات في صفوف الطرفين، في حين حذر نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، من عودة تنظيم "داعش" إلى مناطق البلاد، بشكله الحالي أو بشكل جديد, فيما أشار إلى ضرورة وجود حل سياسي لمنع تكرار التجربة.
وأوضح المصدر ، أن "تشابكًا بالأيدي تطور إلى إطلاق نار بين مقاتلين من حرس نينوي بزعامة أثيل النجيفي وكتائب سيد الشهداء التابعة للحشد الشعبي في المجمعة الثقافية في الساحل الأيسر للموصل", وأضاف المصدر أن "إصابات وقعت بين الطرفين، لكن لم يتسن التأكد من حجمها"، مشيرًا إلى أن "حالة من الخوف سادت بين أهالي حيي الجامعة والشرطة بسبب إطلاق النار وهو ما دفع أصحاب المتاجر إلى إغلاقها".
وتابع أن "قوة عسكرية وصلت إلى مكان الحادث، وتم حل المشكلة"، مبينًا أن "مقاتلي حرس نينوي ظلوا في مكانهم ولم ينسحبوا من هناك", ويتكون حرس نينوي من مقاتلين من محافظة نينوي وهم في الغالب من السنة تلقوا تدريبات على يد قوات الجيش التركي، بينما يغلب الشيعة على الحشد الشعبي الذي يلقى الدعم من إيران.
وطالبت لجنة الهجرة العراقية في البرلمان، رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بالكشف عن نتائج انتهاكات القوات العراقية التي طاولت مدنيين أثناء معارك تحرير عدد من المدن من سيطرة تنظيم "داعش"، مشددةً على ضرورة مواجهة من يحمل السلاح خارج إطار الدولة، فيما أقرت خلية الإعلام الحربي التابعة للقوات العراقية المشتركة بانتشال أكثر من 1400 جثة من الساحل الأيمن للموصل.
وقال عضو لجنة الهجرة والمهجرين، رعد الدهلكي، إن على العبادي الإعلان عن نتائج التحقيق بالانتهاكات التي ارتكبت ضد مدنيين، ووصلت إلى حد القتل في المناطق التي شهدت عمليات عسكرية ضد تنظيم "داعش"، موضحًا خلال مؤتمر صحافي أن مقاطع فيديو أظهرت في وقتٍ سابق انتهاكات بحق المدنيين، في محافظات الموصل وديالى وصلاح الدين والأنبار.
وشدد على ضرورة مواجهة من يحمل السلاح خارج إطار الدولة، مبينًا أن هذا السلاح يهدد أمن البلاد واستقرارها, وعلى الرغم من الاختلاف بشأن الإحصائيات الدقيقة لأعداد الضحايا المدنيين الذين قتلوا خلال العمليات العسكرية في العراق، ولا سيما الموصل، إلا أن أغلب الإحصائيات تتحدث عن آلاف الضحايا.
وأقر العراق رسميًا ولأول مرة اليوم الجمعة، بانتشال المئات من جثث القتلى المدنيين الذين سقطوا جراء العمليات العسكرية في الساحل الأيمن للموصل, وذكرت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات العراقية المشتركة، أن فرق الدفاع المدني العراقية انتشلت 1429 جثة خلال عمليات تحرير الموصل
ونشرت صحف بريطانية، الجمعة، تقارير تحدثت عن مقتل نحو 40 ألف مدني، فضلًا عن قيام القوات العراقية باعتقال عشرات الآلاف من المدنيين، محذرة من احتمال توجه العراق نحو الحرب الطائفية, وأشارت التقارير إلى العثور على جثث ملقية على قارعة الطريق، وأخرى تعود لشباب علقوا من أيديهم وأرجلهم وتعرضوا للجلد قبل مقتلهم.
وأكد عضو مجلس محافظة نينوي، حسام العبار، في وقتٍ سابق انتشال 1700 جثة تعود لمدنيين سقطوا خلال معارك الساحل الأيمن للموصل، مرجحًا زيادة هذا العدد بسبب وجود جثث أخرى تحت أنقاض المنازل المهدمة, وسبق للمرصد العراقي لحقوق الإنسان، أن انتقد وجود تجاهل حكومي عراقي واضح تجاه تعرض مدنيين للقتل في مناطق متفرقة من البلاد، مشيرًا في تقرير إلى وجود حالات قتل واعتداء ارتكبتها القوات العراقية وعناصر مسلحة مجهولة، من دون أن تقوم الحكومة بأية إجراءات لردع تلك الممارسات.
وقال النجيفي في مقابلة متلفزة، إن "أهل الموصل لم يحتضنوا داعش، لكن الذي حصل، هو أن هناك نوع من الفوضى، التي سادت في السنوات الماضية، من قبل الحكومة المركزية للمدينة، ومدن أخرى"، مبينًا أن "الظلم الذي كان يقع على الناس، واهمال التفاهمات، وكسر الإرادة، وفرض الأمر الواقع، كلها أسباب أدت الى القطيعة، التي استغلها تنظيم "داعش".
وأضاف، "لن نقبل بعد الآن بأن تعود السياسات السابقة، ولا بد من دراسة الماضي، ومعالجة الأسباب، والبدء بأمل جديد وعلاقات جديدة، عبر دولة يشارك جميع أبناؤها فيها"، متابعًا "لا نستطيع أن نبقى في السلطة الضعيفة، والميليشيات، والعصابات، وفساد القوات الأمنية في السابق هذه الأشياء تجاوزناها في المعركة ويجب أن يبنى مشروع جديد الآن".
وقال لاهور طالباني المسؤول الكردي الكبير في مكافحة التطرف إن المتشددين يتحصنون ويمكنهم الوصول إلى العاصمة بسهولة، ويشارك طالباني في طليعة الجهود الرامية إلى القضاء على "داعش" في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة, وعبر طالباني عن اعتقاده بأن الأيام الأصعب مقبلة، وتعود جذور بعض مسلحي "داعش" إلى الحملة التي شنتها القاعدة بسيارات ملغومة وتفجيرات انتحارية وكانت تودي بحياة عشرات الأشخاص يوميًا ونجحت في تأجيج حرب طائفية في العراق المنتج الكبير للنفط والحليف الرئيسي للولايات المتحدة, وعندما سحقت مبادرة عشائرية بتمويل أميركي تنظيم القاعدة أعاد الأكثر تشددًا منهم تجميع صفوفهم في الصحراء بين العراق وسورية, وعاودوا الظهور في شكل جديد تمامًا هو "داعش".
وبعد الاجتياح الخاطف للموصل تفوقت الدولة الإسلامية على وحشية القاعدة ونفذت عمليات قطع رؤوس وإعدام جماعية من خلال فرضها لفكرها المتشدد, وقال ستيف تاونسند قائد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للصحافيين "سيحاولون الاختباء وسط السكان, ستكون خلاياهم أصغر بدلًا من المجموعات والفصائل وسيتحولون إلى فرق وخلايا وستتخفى عناصر أصغر كثيرًا وسط السكان".
وأضاف "على شركائنا من قوات الأمن العراقية خوض عمليات على غرار التصدي للتمرد عند مرحلة ما ونبذل جهودًا بالفعل الآن لبدء تشكيل تدريبهم على أسلوب تنظيم "داعش" الجديد, ويمكن للقوات العراقية بالتأكيد الإشارة إلى الانتصارات التي حققتها في الموصل ومدينتي الفلوجة والرمادي في محافظة الأنبار التي كانت ذات يوم في قبضة داعش لكن مسؤولين محليين يقولون إن هذه المدن لا تزال معرضة لهجمات من الصحراء مترامية الأطراف التي يعرف دروبها المتشددون
وأكد عماد الدليمي المسؤول في الأنبار أن العمليات الأمنية ستكون بلا جدوى ما لم تسيطر قوات الأمن على الصحراء, وأضاف انها باتت ملاذا آمنًا لداعش, وأضاف أن "داعش" غير موجود كتنظيم في المدن لكنه ينفذ هجمات من خلال أفراد وسيارات ملغومة وانتحاريين، وقال المسؤول الكردي الكبير ووزير الخارجية العراقي الأسبق هوشيار زيباري إن فكرة الخلافة انتهت وإن الحلم تبدد, وأضاف أن المتشددين سيعودون إلى هجمات الكر والفر القديمة وكتلتهم الصلبة الأساسية ستواصل القتال, فيما استقبل رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل.
وأكد العبادي العزم على إنهاء وجود داعش في الاراضي العراقية، والمضي بتحرير ما تبقى منها، وحماية وتأمين الحدود، والتوجه لتحقيق الاستقرار وإعادة النازحين، مع الاستمرار بتعزيز قدرات القوات العراقية في مجالات التسليح والتدريب، وقدم الجنرال فوتيل التهنئة بانتصار القوات العراقية وتحرير الموصل، مشيدًا بشجاعتها في خوض هذه المعركة التي وصفها بالنموذجية بجميع أبعادها العسكرية والانسانية، وأثنى على قيادة العبادي لعمليات التحرير، مؤكدًا استمرار الولايات المتحدة بتقديم الدعم لاستكمال تحرير ما تبقى من الأراضي العراقية
أرسل تعليقك