تدخل الطيران الأميركي الفرنسي لمساعدة القوات العراقية بعد تنفيذ تنظيم "داعش" 20 عملية انتحارية أوقعت خسائر كبيرة في صفوف القوات المُهاجمة في أحياء نابلس ووادي العين والرسالة والموصل الجديدة والمحطة وأطراف نينوى القديمة.
وطالب في الوقت ذاته رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي، الجمعة، المنظمات الإنسانية العربية والإسلامية والدولية للتحرك السريع والفوري لمساعدة النازحين من مدينة الموصل وضواحيها وإنقاذ المدنيين العالقين والنازحين في محافظة نينوى جرّاء المعارك المستمرة هناك بين القوات العراقية وتنظيم داعش .
وازدادت حدة وشراسة الاشتباكات في أحياء نابلس ووادي العين والرسالة والموصل الجديدة والمحطة وأطراف الموصل القديمة، بشكل لم تعهدها مدينة الموصل منذ بدء معركة تحريرها. وبلغ التصعيد أوجه مع تنفيذ تنظيم "داعش" لنحو 20 عملية انتحارية أوقعت خسائر كبيرة في صفوف القوات المهاجمة، التي بدورها نجحت في قتل أعداد مماثلة من عناصر التنظيم. وتدخل الطيران الأميركي والفرنسي لمساعدة القوات العراقية، طوال يوم أمس، وبدا القصف الجوي أكثر فاعلية من العمليات البرية، بحسب المصادر.
وذكر عضو قيادة عمليات نينوى في الجيش العراقي، العقيد الركن فلاح الوائلي، أن "التقدم أخذ بالتباطؤ بسبب حدة القتال، إذ يشعر أفراد داعش أنهم يجب أن يقاتلوا للحفاظ على حياتهم"، وفق تعبيره.
وتابع أن هؤلاء العناصر "سيقتلون في كلا الحالتين، إنْ فروا سيتم إعدامهم بتهمة عصيان الأوامر الموجه لهم من زعيم التنظيم، وإنْ استمروا سيقتلون لا محالة"، بحسب تقديره. ولفت إلى أن خيار مقاتلي "داعش" يتمثل في الاستمرار بالقتال، "ما يعني أن الاستسلام غير وارد مطلقًا"، على حد قوله.
وذكرت مصادر محلية أخرى في الموصل لـ"العرب اليوم" أنّ القيادي بتنظيم "داعش"، الأردني عمر مهدي زيدان، قد قتل في غارة جوية أميركية. ولفتت إلى أن زيدان هو أحد أبرز مساعدي البغدادي. إلا أن متحدثًا باسم وزارة الدفاع العراقية، قال إنه "لا يمكن إعلان ذلك بشكل رسمي حتى التأكد تماماً من المعلومات"، لافتاً إلى أن السلطات العسكرية العراقية تحقق في شأن مقتله.
ونقلت وكالة "رويترز" عن ضابط عسكري أن القوات العراقية سعت أمس لتطويق المدينة القديمة من أجل محاصرة عناصر "داعش" المتحصنين داخل هذه المنطقة.
وأعلنت قيادات عسكرية عراقية عن قرب إعلان السيطرة الكاملة على الجانب الغربي لمدينة الموصل، في تصريحات صحافية متفائلة عقب تقدم القوات العراقية وانحسار سيطرة "داعش" في مناطق سكنية صغيرة غربي الموصل خلال المعارك الحالية.
وقال قائد عمليات نينوى، اللواء نجم الجبوري، إن "إعلان السيطرة على غرب الموصل سيكون قريباً جداً"، بحسب تعبيره. ويأتي إعلانه بعد تمكن قوات الجيش العراقي و "الحشد الشعبي" من فرض سيطرتها على مناطق شمال الموصل بالتزامن مع تمكن قوات "الشرطة الاتحادية" و"التدخل السريع" وقوات "مكافحة الإرهاب" من السيطرة على أجزاء واسعة في منطقة الموصل القديمة والسيطرة على أقدم جسور الموصل الذي يربط قسمها الشرقي بالغربي.
وأعلن المتحدث باسم الجيش العراقي، العميد يحيى رسول، أنه تمت استعادة السيطرة على ما يصل إلى 60 في المائة من غرب الموصل، لكنها أشارت إلى تضارب بين هذه التقديرات والمعطيات التي كشف عنها القائد الأميركي لقوات التحالف البرية في العراق، الميجور جنرال جوزيف مارتن، بقوله إن القوات المهاجمة استعادت السيطرة على "ما يزيد قليلاً عن ثلث" أحياء غرب الموصل.
وأوضحت قيادة عمليات "قادمون يا نينوى" أن "قوات عراقية تمكنت من استعادة منطقة بادوش التي تقع شمال غرب الموصل بعد أكثر من أسبوع على محاصرتها".
وأضافت أن هذه القوات "تكون بذلك قد أحكمت سيطرتها على الضفة الغربية لنهر دجلة وقطع كل طرق الإمداد على مقاتلي داعش الموجودين داخل الجانب الغربي للموصل".
وشدد المتحدث باسم قوات "مكافحة الإرهاب"، صباح النعمان، على أن عناصر هذا الجهاز تمكنوا "من استعادة حي الموصل الجديدة بعد ثلاثة أيام من المواجهات انتهت بانسحاب مقاتلي تنظيم داعش من الحي بعد تكبدهم خسائر كبيرة".
وتابع أن "طيران التحالف الدولي قدم دعماً جوياً كبيراً للقوات البرية العراقية في توجيه ضربات مباشرة للمواقع والأماكن التي كان يتحصن فيها مقاتلو التنظيم في الحي وهو ما ساهم كثيراً في تمكن القوات العراقية من استعادة السيطرة عليه"، وفق قوله.
وحول أزمة النزوح التي سببتها العمليات العسكرية في الموصل، أكد مسؤولون محليون في الموصل استمرار توافد آلاف الأسر نحو مناطق سيطرة القوات العراقية، هرباً من القصف المكثف والاشتباكات الطاحنة التي تشهدها بعض مناطق الجانب الغربي لمدينة الموصل.
وكشفت "منظمة الهجرة الدولية" يوم الأربعاء، عن نزوح حوالي 100 ألف عراقي منذ بدء العمليات العسكرية لاستعادة الجانب الغربي للموصل من قبضة تنظيم "داعش"، وذلك في تغريدة عبر حساب المنظمة الرسمي على موقع "تويتر"، فيما أعلنت وزارة الهجرة العراقية عن ارتفاع عدد النازحين إلى 150 ألفاً.
وفي الشأن العربي طالب رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي ،اليوم، المنظمات الإنسانية العربية والإسلامية والدولية للتحرك السريع والفوري لمساعدة النازحين من مدينة الموصل وضواحيها وإنقاذ المدنيين العالقين والنازحين في محافظة نينوى جراء المعارك المستمرة هناك بين القوات العراقية وتنظيم داعش الإرهابي.
وشدد رئيس البرلمان العربي على أن جميع منظمات الإغاثة العربية والإسلامية والعالمية عليها واجب إغاثة النازحين الذين فروا إلى العراء وسط ظروف معيشية وجوية قاسية هربا من بطش تنظيم داعش. وفي ضوء زيادة أعداد اللاجئين وعدم قدرة المخيمات المخصصة لاستضافتهم على استيعاب أعداد متزايدة منهم، على ضرورة الإعلان الفوري عن حملة دولية عاجلة لإغاثة هؤلاء النازحين بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ووزارة الهجرة والمهجرين في الحكومة العراقية والهلال الأحمر العراقي وإعداد خطة سريعة للإغاثة.
وحذر رئيس البرلمان العربي من أن الوضع الإنساني للنازحين وبحسب التقارير الدولية والمحلية يزداد تعقيدًا مع ارتفاع أعدادهم التي فاقت التقديرات والإمكانيات، موضحا أن النازحين بلا مأوى أو إغاثة أو مساعدات، وهم بأمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة لإنقاذهم وتخفيف معاناتهم الكبيرة، خصوصا أن أغلبهم من الأطفال والنساء.
أرسل تعليقك