الوساطة التركية في الأزمة الأوكرانية تتقدّم على ما عداها وبوتين يعلن شروطه للمصالحة مع زيلنسكي
آخر تحديث GMT05:07:48
 العرب اليوم -

الوساطة التركية في الأزمة الأوكرانية تتقدّم على ما عداها وبوتين يعلن شروطه للمصالحة مع زيلنسكي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الوساطة التركية في الأزمة الأوكرانية تتقدّم على ما عداها وبوتين يعلن شروطه للمصالحة مع زيلنسكي

بوتين يبلغ أردوغان شروطه للوساطة بين موسكو وأوكرانيا
كييف - جلال ياسين

بدأت تركيا بين روسيا وأوكرانيا جهوداً مضنية للوساطة في الأزمة الأوكرانية ؟ ويبدو أن مساعيها قد تؤتي ثمارها، لاسيما بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، أبلغه فيها مطالب موسكو للتوصل إلى اتفاق سلام مع الجانب الأوكران إبراهيم كالين، كبير مستشاري أردوغان والمتحدث باسمه، و الذي كان من بين عدد قليل من المسؤولين الأتراك الذين استمعوا إلى المكالمة.
إن المطالب الروسية إلى فئتين.
المطالب الأربعة الأولى، بحسب كالين، ليست صعبة للغاية لتفي بها أوكرانيا، أهمها أن تقبل كييف بضرورة أن تكون محايدة وألا تتقدم بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو". وقد أقر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بهذا بالفعل.كما توجد مطالب أخرى في هذه الفئة، يبدو أنها في الغالب مطالب تحفظ ماء الوجه بالنسبة للجانب الروسي.
من بين تلك المطالب أنه يتعين على أوكرانيا قبول عملية نزع سلاح للتأكد من أنها لا تشكل تهديدا لروسيا، كما يجب أن تتوافر حماية للغة الروسية في أوكرانيا، وما أطلق عليه "اجتثاث النازية".
ويعد ذلك مسيئا جدا لزيلينسكي، فهو يهودي وبعض أقاربه ماتوا في الهولوكوست، بيد أن الجانب التركي يعتقد أنه سيكون من السهل على زيلينسكي قبول هذا المطلب، وربما يكفي أن تدين أوكرانيا جميع أشكال النازية الجديدة وتتعهد بتضييق الخناق عليها.

أما الفئة الثانية من المطالب فهي الفئة الصعبة، إذ قال بوتين، خلال اتصاله الهاتفي، إنه يرغب في إجراء مفاوضات وجها لوجه مع زيلينسكي قبل التوصل إلى اتفاق بشأن هذه النقاط. وكان زيلينسكي قد أعلن بالفعل استعداده للقاء الرئيس الروسي والتفاوض معه.
وكان كالين أقل تحديدا بشأن هذه القضايا، إذ قال ببساطة إنها تتعلق بوضع دونباس، في شرقي أوكرانيا، التي انفصلت مناطق منها بالفعل عن أوكرانيا والتشديد على هويتها الروسية، ووضع شبه جزيرة القرم.
وعلى الرغم من أن كالين لم يخض في تفاصيل، فثمة افتراض بأن ترغب روسيا في تنازل الحكومة الأوكرانية عن أراض في شرقي أوكرانيا، وهو أمر مثير للجدل بشدة.
الافتراض الآخر هو أن روسيا ستطالب أوكرانيا بإعلان قبولها رسميا بتبعية شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو بشكل غير قانوني عام 2014، لروسيا. وإذا كان هذا هو الحال، فسيكون ذلك بمثابة حبة مرة المذاق تبتلعها أوكرانيا.
ولكن هذا أصبح بالفعل أمرا واقعا، حتى لو لم يكن لروسيا الحق القانوني في شبه جزيرة القرم، خاصة أنها وقعت على معاهدة دولية، قبل وصول فلاديمير بوتين إلى السلطة، تقر فيها بأن شبه جزيرة القرم جزء من أوكرانيا.
ولا تعد مطالب بوتين قاسية كما يخشى البعض، ولا يبدو أنها تستحق كل أعمال العنف وإراقة الدماء والدمار الذي فعلته روسيا في أوكرانيا.
بيد أنه بالنسبة لأوكرانيا، ستكون ثمة مخاوف شديدة، فعدم التعامل بعناية فائقة مع التفاصيل الدقيقة لأي اتفاق، سيجعل بإمكان بوتين أو من يخلفه استخدام ذلك ذريعة لغزو أوكرانيا مرة أخرى.
وقد تستغرق تسوية اتفاق سلام بين الجانبين وقتا طويلا، حتى لو أنهى وقف إطلاق النار إراقة الدماء خلال تلك الفترة.

و عانت أوكرانيا بشدة خلال الأسابيع الماضية، وستستغرق عملية إعادة بناء البلدات والمدن التي دمرتها روسيا وقتا طويلا، وكذا الوضع بالنسبة لإعادة تسكين ملايين اللاجئين الذين فروا من ديارهم.
وماذا عن فلاديمير بوتين نفسه؟ كانت هناك آراء تقول إنه مريض، أو ربما غير متزن عقليا. فهل اكتشف كالين أي شيء غريب بشأنه خلال المكالمة الهاتفية؟
الرد كان بالنفي، بل أكد مستشار أردوغان أن بوتين كان واضحا ومختصرا في كل ما قاله.
ومع ذلك حتى لو نجح الرئيس الروسي في الترويج لاتفاق مع أوكرانيا على أنه انتصار كبير على النازية الجديدة، فهذا يضعف موقفه داخليا.وسوف يدرك المزيد من المواطنين أنه تجاوز حدوده بشكل سيء، وأن قصص الجنود الذين قُتلوا أو أُسروا تنتشر بسرعة بالفعل.

قد يهمك ايضاً

فلاديمير بوتين يشيد بـ"الانتصارات" في أوكرانيا ويهاجم "التضليل"

فلاديمير بوتين يَصْدُر مرسوماً بإجراءات إضافية لضمان الاستقرار المالي في روسيا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوساطة التركية في الأزمة الأوكرانية تتقدّم على ما عداها وبوتين يعلن شروطه للمصالحة مع زيلنسكي الوساطة التركية في الأزمة الأوكرانية تتقدّم على ما عداها وبوتين يعلن شروطه للمصالحة مع زيلنسكي



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - يحيى الفخراني يختار التمثيل ويترك مهنة التدريس في كلية الطب

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
 العرب اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 10:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:22 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

توتنهام يضم الحارس التشيكي أنطونين كينسكي حتى 2031

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 10:27 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

سبيس إكس تطلق صاروخها فالكون 9 الأول خلال عام 2025

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 14:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الإسباني يعلن رفض تسجيل دانى أولمو وباو فيكتور

GMT 11:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

كيروش يقترب من قيادة تدريب منتخب تونس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab