يتوجه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى العاصمة الروسية موسكو، الأحد، لبحث تهدئة الحرب الأوكرانية، ومحاولة إنقاذ محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، حسبما ذكر مصدر مطلع على تفاصيل الزيارة لوكالة "بلومبرغ".ونقلت "بلومبرغ" عن المصدر، قوله إن الوزير القطري "يخطط للقاء نظيره الروسي سيرجي لافروف، ومن المحتمل أيضاً أن يجتمع أيضاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن وزير الخارجية القطري يعتزم التحدث إلى نظيره الأوكراني ديميترو كوليبا قبل زيارة موسكو.وتسعى قطر إلى الوساطة في تهدئة الحرب في أوكرانيا، بعد أن تحدث أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرتين هذا الشهر.كان وزير الخارجية القطري زار هذا الأسبوع فرنسا وألمانيا، حيث ناقش الاتفاق النووي الإيراني المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"، الموقع عام 2015، والحرب في أوكرانيا مع نظيريه هناك.
ولا تعد الوساطة القطرية الأولى على المستوى الدولي، إذ سعت العديد من الدول إلى الدخول على خط الأزمة الروسية الأوكرانية، في محاولة لإيجاد تسوية سياسية تضع حداً للحرب المندلعة منذ 24 فبراير الماضي؛ لا سيما أن هذه الدول لم تتخذ مواقف متشددة تجاه طرفي النزاع.
والخميس، استقبل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في أنطاليا، نظيريه الروسي سيرجي لافروف، والأوكراني دميترو كوليبا، في أول لقاء بينهما منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، وذلك في مسعى لإيجاد حل سياسي بين البلدين.على نحو مماثل، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت وساطة، السبت، في النزاع بين روسيا وأوكرانيا، إذ زار موسكو وأجرى محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الكرملين استمرت 3 ساعات، ثم اتصل هاتفياً بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قبل أن يتوجه إلى برلين.
مصر هي الأخرى حاولت إحداث تقارب بين روسيا وأوكرانيا، إذ دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال أجراه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء إلى "تسوية سياسية" للأزمة.بدورها، حاولت الهند التوسط لحل الأزمة بين موسكو وكييف، حيث كانت قد امتنعت عن التصويت في جلسة مجلس الأمن الطارئة، التي دعت إليها الولايات المتحدة وألبانيا في 28 فبراير، لإدانة الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.
في حين اعتبر المنسق العام للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، السبت، أنه على الصين التوسط في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، نظراً لأن الدول الغربية لا يمكنها لعب مثل هذا الدور.بينما كان الرئيس الفنلندي سولي نينيستو (75 عاماً) أول من ارتبط اسمه بجهود الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، بعد أن التقى بوتين قبل بدء الغزو الروسي في فبراير الماضي.
إنقاذ محادثات فيينا
تأتي زيارة الوزير القطري أيضاً في وقت تسعى الدوحة لإنقاذ محادثات فيينا بشأن الاتفاق النووي الإيراني التي وصلت إلى طريق مسدود، بعد أن طالبت روسيا الولايات المتحدة، بضمان ألا تؤثر العقوبات التي تستهدف موسكو بسبب حربها على أوكرانيا على شراكتها مع طهران.وبحسب المصدر المطلع، فقد تحدث آل ثاني تحدث بشكل منفصل مع نظيريه الأميركي، أنتوني بلينكن، والإيراني حسين أمير عبد اللهيان السبت.
والسبت، انتقد وزير الخارجية الإيراني، خلال اتصال هاتفي مع نظيره القطري، طرح الولايات المتحدة قضايا جديدة في مفاوضات فيينا لإحياء، مشيراً إلى أنَّ طهران "تسعى بجدية للتوصل إلى اتفاق جيّد وقوي ومستقر"، وفقاً لوكالة أنباء "فارس" الإيرانية.وبعد أن بدا إحياء الاتفاق الموقع عام 2015 وشيكاً، ظهرت عقبة جديدة متمثلة في مطالب روسيا بضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة، تُلزم بأن العقوبات الغربية التي تستهدف موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا لن تؤثر على تجارتها مع إيران.
وحذَّرت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، السبت، السلطات الروسية من أنَّ مطالبها بضمان تجارتها مع إيران تهدد بـ"انهيار اتفاق نووي شبه مكتمل"، وذلك في تأكيد لما تم تداوله من تقارير إعلامية خلال الأيام القليلة الماضية، بشأن تعقد المحادثات بسبب "مطالب موسكو في اللحظات الأخيرة".
كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده قال، الجمعة، إن توقف محادثات فيينا النووية مؤقتاً "قد يشكل زخماً لحل أي مشكلة متبقية والعودة النهائية للاتفاق"، وأضاف أن إيران "لن تدع أي عامل خارجي يؤثر على رغبتها في إنجاح المفاوضات".في المقابل، قال مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، الأربعاء، لـ"الشرق" إن طلبات بلاده "لا تعرقل" محادثات فيينا الجارية لاستعادة الالتزام بالاتفاق النووي الإيراني، التي لم تصل إلى نهايتها بعد بسبب "القضايا العالقة".
وأعلنت الخارجية الأميركية، الجمعة، أن رئيس وفد التفاوض الأميركي روبرت مالي وأعضاء فريقه عادوا إلى واشنطن للتشاور، بعد توقف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.وتهدف مباحثات فيينا التي انطلقت قبل 11 شهراً، إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، عبر عودة واشنطن إليه ورفع العقوبات، وامتثال طهران مجدداً لالتزاماتها.
قد يهمك ايضا
قطر وواشنطن تبحثان مُستجدات الملف الأفغاني ومحادثات فيينا
ووزير الخارجية القطري يلتقي المعارضة السورية والدوحة تؤكد على الحل السياسي للأزمة
أرسل تعليقك