أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الاثنين، أنه سيقود جيش بلاده في الخطوط الأمامية للقتال، اعتباراً من الثلاثاء، وذلك مع تصاعد المواجهات بين الحكومة وقوات جبهة تحرير تيجراي، واقتراب الأخيرة من العاصمة أديس أبابا.وقال آبي أحمد في بيان نشره على تويتر: "هذا هو الوقت الذي نحتاج فيه إلى قيادة الدولة بالاستشهاد"، مضيفاً، بحسب ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، "فلنلتقِ في جبهات القتال".
ووفقاً لـ"أسوشيتد برس"، لم يذكر بيان رئيس الوزراء الإثيوبي، وهو جندي سابق، إلى أين سيتجه بالضبط يوم الثلاثاء.واتهم آبي أحمد في بيانه الدول الغربية بأنها "تحاول إلحاق الهزيمة بالإثيوبيين"، وذلك في أحدث ردوده على ما تعتبره حكومته تدخلاً من المجتمع الدولي في الأزمة الإثيوبية.
"خطوة درامية"
ووصفت "أسوشيتد برس" إعلان آبي أحمد التوجه إلى ميادين القتال بأنه "خطوة درامية جديدة يتخذها الفائز بنوبل للسلام في الحرب المدمرة الممتدة طوال عام كامل".وأشارت الوكالة إلى أنه بعد عام من الحرب، انتقلت حكومة آبي أحمد من تقديم الصراع باعتباره "عمليات لفرض القانون" إلى وصفه بأنه "حرب وجودية".
ويأتي ذلك فيما يواصل مبعوثون من الاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة جهودهم الدبلوماسية سعياً إلى وقف إطلاق النار، وبدء محادثات لحل سياسي دائم.
واشنطن تراقبوذكر مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة ستستمر في مراقبة الأوضاع المتطورة في إثيوبيا عن كثب، مشيراً إلى أن واشنطن تحث جميع الأطراف على التحرك باتجاه إنهاء الصراع.
وقال المسؤول الكبير، خلال إيجاز صحافي عبر الهاتف عن إثيوبيا، الاثنين: "ما زلنا نعتقد أن هناك نافذة صغيرة من الفرص، ونأمل أن نتمكن من جمع الأطراف المتحاربة معاً لتحقيق وقف إطلاق النار".وشدد على أن "الموقف الأميركي بخصوص الوضع في إثيوبيا واضح وثابت، وهو وقف فوري للأعمال العدائية بدون شروط مسبقة، وتمكين جميع المحتاجين من الوصول إلى المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، إضافة إلى الإنهاء الفوري لانتهاكات حقوق الإنسان".
وبشأن الجهود المستمرة لتشجيع المواطنين الأميركيين على المغادرة، ذكر المسؤول أن الوزارة "توصي المواطنين الأميركيين بمغادرة إثيوبيا فوراً، إذ لا يزال من الآمن فعل ذلك"، لافتاً إلى أن "هناك عدة خيارات متاحة للأميركيين الراغبين في المغادرة".
وكشف أن السفارة الأميركيةفي إثيوبيا يمكن أن تقدم قروضاً لأولئك الذين يعجزون عن شراء تذكرة، وذلك لمساعدتهم على العودة إلى الولايات المتحدة.
"لا إجلاء عسكرياً"وأكد المسؤول الأميركي أنه "ليس هناك خطط لتكرار عملية الإجلاء على النحو الذي حصل في أفغانستان، كما أنه من غير المتوقع أن ينخرط الجيش الأميركي في إجلاء المواطنين الأميركيين من إثيوبيا".
وكشف أن الوزارة على علم باحتجاز مواطنين أميركيين في إثيوبيا، لافتاً إلى أنها تجري محادثات مع المسؤولين الإثيوبيين للوصول إلى المحتجزين، كما أنها تقيم محادثات منتظمة مع الحكومة الإثيوبية بشأن أي احتياجات متعلقة بالسفارة الأميركية.
تحذيرات من التفكك
وحذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، من أن البديل لحل سياسي دائم في إثيوبيا هو "انهيار البلاد داخلياً".وقال بلينكن: "إذا استمرت الأطراف كافة في الاعتقاد بأن هناك حلاً عسكرياً لمشكلتهم، فنحن نخاطر برؤية زيادة العنف وزيادة المعاناة، وربما تفكك دولة إثيوبيا"، مؤكداً أنه "لا تزال هناك فرصة للتوصّل إلى حل وتوقف الجهود العسكرية".
وفشل أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ15 هذا الأسبوع في الاتفاق على تبني بيان يدعو إلى وقف إطلاق النار بإقليم تيجراي في إثيوبيا، ويعرب عن القلق حيال اعتقالات مزعومة على أساس الهوية العرقية، على ما قالت مصادر دبلوماسية، الجمعة.
وصرّح مصدر دبلوماسي لوكالة "فرانس برس"، طالباً عدم كشف هويته، أن مسودة النص التي قدمتها إيرلندا العضو غير الدائم في المجلس لاقت رفضاً صينياً روسياً، و"تم التخلي عنها".وبدأت المعارك في إثيوبيا في 4 نوفمبر 2020 بعدما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الجيش الفيدرالي إلى تيجراي للإطاحة بالسلطات المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيجراي.ويشهد الإقليم منذ ذلك الحين ما تصفه الأمم المتحدة بأنه "حصار فعلي" يمنع إيصال المساعدات الإنسانية.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك