عاد الهدوء إلى منطقة كورنيش المزرعة في بيروت، صباح السبت، بعد مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن استمرت لساعات طوال الليل، اندلعت بعد أن تجمع المتظاهرون للاحتجاج على اختيار حسان دياب رئيساً للحكومة اللبنانية المقبلة، وتحولت منطقة كورنيش المزرعة إلى ساحة مواجهة، بعد محاولة الجيش والقوى الأمنية فتح الطريق، ما دفع بالمتظاهرين إلى الرد برشق القوى الأمنية بالحجارة وإشعال النيران.
ونفى رئيس الوزراء اللبناني المكلف حسان دياب، في تصريح صحافي، أن يكون مرشحًا من قبل حزب الله أو أن يكون جاء بتنسيق مسبق مع أي فريق سياسي في لبنان، مؤكدًا أن حكومته ستكون لجميع اللبنانيين بمن فيهم متظاهرو الحراك، وستُمثّلُ حكومة إنقاذ تخرج البلاد من الأزمة التي تمر بها.
وكلف الرئيس اللبناني ميشال عون، الخميس، حسان دياب برئاسة الحكومة في البلاد خلفًا للرئيس المستقيل سعد الحريري، وذلك بعد أن انتهت الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري بـ69 صوتاً لصالح دياب، وأفادت الأمانة العامة لرئاسة مجلس النواب بأن حسان دياب سيجري استشارات تأليف الحكومة، اليوم السبت.
انطلاق التظاهرات وتفريق المحتجين بالغاز المسيل
واستخدم الجيش اللبناني، ليل الجمعة، الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من أنصار رئيس الوزراء المستقيل، سعد الحريري، يحتجون على تكليف رئيس الوزراء الجديد، حسان دياب، المدعوم من حزب الله، ووقعت الاشتباكات بين الجيش والمتظاهرين في كورنيش المزرعة بالعاصمة اللبنانية بيروت.
وخرج المتظاهرون، الخميس، في أول ردة فعل سريعة من الحراك الشعبي على تكليف دياب، إلى ساحة الشهداء يهتفون ضد القرار منددين به، كما تجمهر محتجون على دراجات نارية أمام منزل دياب، وهم يرددون شعارات رافضة لتكليفه، ومؤيدة للحريري.
وانتشرت دعوات إعلان إضراب عام، الجمعة، في طرابلس والشمال وإغلاق جميع المدارس والجامعات الحكومية والخاصة، وذلك في موازاة دعوة وجهها الحريري إلى أنصاره، تقضي برفض أي دعوة للنزول إلى الشارع أو قطع الطرقات.
يذكر أن المتظاهرين كانوا قطعوا طرقات في العاصمة اللبنانية، الخميس، بعد الإعلان عن تكليف دياب، وكذلك في طربلس وصيدا، كما أعلنت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام وصول محتجين على دراجات نارية أمام منزل دياب، وهم يرددون شعارات رافضة لتكليفه، ومؤيدة للحريري.
نداء الحريري
وجاءت التظاهرات بعد نداء، رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، حيث وجَّه في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، نداءً الى المحتجين قائلا، "من يحبني فعلا يطلع من الطرقات فورًا".
وبعد أن تراجعت حدّة التوتر في كورنيش المزرعة في العاصمة اللبنانية بيروت بين المتظاهرين وعناصر الجيش اللبناني، إثر وصول تعزيزات من عناصر مكافحة الشغب إلى المنطقة، ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية الرسمية أن أربعة عسكريين أصيبوا بجروح في المنطقة جراء إلقاء محتجين الحجارة عليهم، ما استدعى وصول تعزيزات عسكرية إضافية إلى الموقع.
وكانت حالة من التدافع والتلاسن قد حصلت على خلفية محاولة بعض المحتجين على تكليف حسان دياب بتشكيل الحكومة، إغلاق الطريق المؤدي إلى كورنيش المزرعة بالسواتر الترابية، واستقدامهم شاحنة لهذه الغاية. ما أدّى إلى مواجهة مع الجيش.
وفي الشمال، يسود الهدوء شوارع مدينة طرابلس، بعد ما شهدت ليلا مسيرات وقطع طرق واحتجاجات على تكليف حسان دياب لتأليف الحكومة.
حركات سير خجولة وإعادة فتح الطرقات
وتشهد المدينة صباح اليوم حركة سير خجولة، في حين أن معظم المؤسسات التربوية أعلنت إقفال أبوابها أمام التلاميذ، ولكن المحال التجارية والمؤسسات الخاصة بدأت تفتح أبوابها كالمعتاد، كذلك حضر العمال وموظفو المؤسسات العامة والدوائر الحكومية إلى مكاتبهم.
وأصدرت وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بيانا يناشد المحتجين بإخلاء الطرق والساحات درءا للأخطار والفتن وحفاظا على السلم الأهلي، ولا يزال عدد من الطرق الفرعية والرئيسية والدولية مقطوعة لا سيما الاوتوستراد الدولي عند نقطة البالما والطريق العام في البداوي بالاتجاهين وطلعة البحصاص ومستديرة السلام ومسارب مستديرة المرج والطريق الدولية مقابل فندق الكواليتي إن، فضلا عن عدد من الطرق الداخلية، مثل إشارات عزمي والمئتين والزاهرية.
وتعمل عناصر الجيش على فتح الطرق، وتمكنت من فتح الطريق البحرية أمام حركة المرور وبعض الطرق الداخلية.
الموقف الأميركي في الملف الحكومي
ووصل وكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل إلى لبنان لتأكيد دعم واشنطن لاستقرار البلاد، وحث القادة السياسيين على تطبيق إصلاحات اقتصادية سريعة.
وقال هيل بعد اجتماع مع الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا، "جئت إلى هنا لحث القادة السياسيين اللبنانيين على الالتزام بتطبيق إصلاحات مستدامة ومؤثرة يمكنها أن تؤدي إلى لبنان آمن ومستقر وينعم بالرخاء".
وأضاف هيل "حان وقت تنحية المصالح الحزبية والتصرف بما يخدم المصلحة الوطنية ودفع الإصلاحات وتشكيل حكومة تلتزم بتطبيقها وقادرة على فعل ذلك". والتقى بعد ذلك برئيس مجلس النواب نبيه بري وتناول الغداء مع الحريري.
وأكد هيل أن بلاده لم تتدخل في السياسة اللبنانية وتريد حكومة تتجاوب مع احتياجات شعبها وذلك ردا على اتهامات من حزب الله لواشنطن بتحريض بعض المتظاهرين.
قد يهمك أيضًا
ديفيد هيل في بيروت يحث على تشكيل حكومة إصلاحية مستدامة تتجاوب مع الحراك
حكومة حسان دياب في مواجهة الشارع اللبناني المنتفض والمجتمع الدولي
أرسل تعليقك