تونس ـ حياة الغانمي
أكد مصدر في الجيش السوري أن تنظيم "داعش" المتطرف أعلن منذ فترة عن رصد مكافأة مالية قدرها 50 ألف دولار أميركي، لأي شخص يدلي بمعلومات عن المتطرف المدعو أبو عبد الرحمن التونسي، أو غسان الرحال، بعد اختفائه منذ أشهر. وأوضح المصدر أن التنظيم اتهم الرحال بالعمالة لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، قائلاً إنَّه شغل مناصب عدة في التنظيم، أهمها أمير الأمنييّن في محافظة دير الزور وريفها، حيث يحمل جوازي سفر، بلجيكي وإيطالي، مرجحًا هروب المذكور إلى تركيا.
وأوضح المصدر أن المتطرف التونسي هو من كان يقود أغلب العمليات المتطرفة في المنطقة الغربية الليبية (طرابلس والمناطق المجاورة للحدود التونسية)، بعد أن أعلن عن مبايعته لأبو بكر البغدادي، أثناء وجوده في مدينة سرت، رغم أن عمره لا يتجاوز 28 سنة. ويقدرعدد المتطرفين التونسيين الذين يقاتلون في ليبيا وسورية والعراق، وفق تقارير دولية، بنحو خمسة آلاف عنصر، محتلين بذلك المرتبة الأولى ضمن مقاتلي تنظيم "داعش". وأكدت وزارة الداخليّة في تونس أن عدد التونسيين الذين يقاتلون في بؤر التوتر يصل إلى 2929 شخصًا، سواء في سورية أو العراق أو ليبيا أو حتى ماليً.
وأفاد تقرير أمني بأن ما لا يقل عن سبعة متطرفين تونسيين أعضاء في تنظيم "داعش"، في سورية، وصلوا متسللين إلى تونس في حزيران / يونيو، وهم الآن بصدد تشكيل خلايا سرية والتحضير لتنفيذ عمليات متطرفة دموية في تونس، مشيرًا إلى أن الأشهر المقبلة ستشهد تصعيدًا في الجبهة الأمنية في تونس. وتوقعت الأجهزة الأمنية الأوروبية وقوع عمليات متطرفة دموية في تونس خلال الاشهر المقبلة، بعد تأكد وصول ما لا يقل عن سبعة أعضاء في تنظيم "داعش" من سورية إلى تونس. وتسلل الأعضاء
الهاربون، وفق التقرير ذاته، إلى تركيا ثم غادروها بأوراق مزورة ومنها إلى ليبيا وصولاً إلى تونس، وهذا هو الطريق الوحيد المتاح أمام متطرفي "داعش" حاليًا لمغادرة سورية والعراق، مبينًا أن المتطرفين السبعة سيكونون النواة التي تتشكل منها خلايا تستقبل المزيد من المغاربيين العائدين من سورية والعراق. وتعمل الأجهزة الأمنية التونسية والجزائرية، وفق مصدر مطلع، على التحضير لمواجهة عمليات نزوح واسعة للعشرات من المتطرفين التونسيين والأجانب من العراق سورية، وباقي أنحاء العالم، من أجل إعادة تشكيل "خريطة الجهاد العالمي"، بعد الهزائم المدوية التي تلقاها التنظيم في معاقله الرئيسية، في العراق وسورية.
أرسل تعليقك