أطلقت قوات الأمن الخميس، قنابل الغاز على عشرات المتظاهرين في شمال الخرطوم، الذين واصلوا احتجاجاتهم لليوم الثاني، بعد سقوط 15 شخصاً في منطقتي بحري وأم درمان خلال احتجاجات الأربعاء.وفي شمال الخرطوم بقي المتظاهرون طوال الليل أمام حواجزهم، مواصلين الاحتجاج ضد قرارات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في "25 أكتوبر"، وسط انقطاع تام للإنترنت والهاتف الخميس، بحسب ما ذكرت "فرانس برس".
واحتج المتظاهرون الأربعاء في شوارع الخرطوم على القرارات التي أعلنها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر الماضي، وكان أبرزها حلّ مؤسسات الحكم الانتقالي وتوقيف عبد الله حمدوك وعدد من أعضاء حكومته.
وسبق أن نزل عشرات الآلاف من السودانيين إلى الشوارع مرتين في 30 أكتوبر و13 نوفمبر احتجاجاً على قرارات قائد الجيش، للمطالبة بحكم مدني للبلاد.من جهتها، أعلنت الشرطة السودانية الخميس، سقوط مواطن سوداني وإصابة 30 متظاهراً، إلى جانب إصابة 89 شرطياً بإصابات جسيمة، خلال "احتجاجات الأربعاء".
وقالت الشرطة السودانية في بيان، إنه بعد انطلاق عدة مسيرات ومواكب بولاية الخرطوم، "قامت بواجب التأمين لمؤسسات الدولة ولجموع المتظاهرين كعادتها في مثل هذه الأحداث إلا أنها قوبلت بالعنف غير المبرر تجاه أفرادها ومركباتها".
وأضافت أنه "تم حرق عربة ونهب محتوياتها فضلاً عن الإتلاف الكامل لعدد 3 دوريات بمحليات الخرطوم وجبل أولياء وأمبدة، على الرغم من ذلك استخدمت الشرطة الحد الأدنى من القوة والغاز المسيل للدموع ولم تستخدم السلاح الناري مطلقاً".
وتابعت أنه بـ"مراجعة جميع أقسام الشرطة وسجلاتها بالولاية تبين لنا أن هنالك حالة وفاة واحدة لمواطن في محلية بحري، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية بقسم شرطة الصافية"، كما أشارت إلى إصابة 30 متظاهراً نتيجة الاختناق بالغاز المسيل للدموع.
وأصدر تجمع المهنيين السودانيين، الخميس، بياناً، دعا فيه "الشعب السوداني إلى الانتظام وراء دعوات لجان المقاومة بالأحياء والفرقان، والالتزام الكامل بالعصيان المدني الخميس في كل مدن وقرى السودان".
ودعا إلى "إغلاق الطرق العامة والداخلية بالمتاريس"، والبعد عن الاشتباكات المسلحة والإضراب الكامل عن العمل، ومقاطعة كل المؤسسات الحكومية وعدم التعامل معها، وعدم دفع أي رسوم أو فواتير أو ضرائب لأي سلطات محلية أو ولائية أو اتحادية، بحسب البيان.
وساطة أميركية لحل الأزمة
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعلن الأربعاء، أن السودان سيحظى بدعم المجتمع الدولي ومساعداته مجدداً حال إعادة "الشرعية" للحكومة التي تمت الإطاحة بها إثر "الانقلاب العسكري" في 25 أكتوبر.
وقال بلينكن في مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة الكينية، نيروبي، في مستهل جولة إفريقية: "من الضروري أن تستعيد المرحلة الانتقالية الشرعية التي كانت عليها (...) إذا أعاد الجيش الأمور إلى مسارها وفعل ما هو ضروري، أعتقد أنه من الممكن استئناف دعم المجتمع الدولي الذي كان قوياً للغاية".
وتأتي تلك التظاهرات على وقع الأزمة التي عبرت واشنطن مجدداً عن مخاوفها بشأن تداعياتها وكررت دعوتها بضرورة "العودة إلى مسار الانتقال الديمقراطي للسلطة"، حسبما ذكر الناطق الإقليمي باسم الخارجية الأميركية صامويل وربيرج.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
مجلس السيادة السوداني يتعهد بتشكيل حكومة مدنية خلال أيام
قوى الحرية والتغيير في السودان تعلن رفضها لتشكيل الجيش مجلس سيادة جديد
أرسل تعليقك