الجزائر ـ ربيعة خريس
وظف المرشحون للرئاسة الفرنسية الجزائر في حملاتهم الانتخابية، فهناك من أطلق وعودًا لكسب ود الجالية الجزائرية، من خلال اللعب على وتر الذاكرة، باعتباره ملف حساس مشترك بين البلدين، بينما وجه آخرون سهامهم نحو الجزائر، وأظهروا عدائهم نحوها، وهو حال مرشحة اليمين المتطرف، ماري لوبان.
وبعث المرشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية، إمانويل ماكرون، برسائل ايجابية للجزائر، معبرًا عن الأهمية التي يوليها للجزائر، وللفرنسين من أصول جزائرية. وأشاد بنوعية العلاقات التاريخية بين الجزائر وفرنسا، التي تجسدت خلال مناسبات الفرح والحزن، داعيًا إلى كتابة "تاريخ جديد" بين فرنسا والجزائر.
وأضاف أن الجزائر وفرنسا يواجهان مشاكل مشتركة، وعلى رأسها التطرف، والاضطرابات في منطقة الساحل والشرق الأوسط، مؤكدًا على أهمية تحقيق نمو اقتصادي وتجاري متوازن بين البلدين، من خلال الاستثمار الرشيد للطاقات البديلة.
وقال إن الجزائر بلد مهم كوجهة انتخابية، بالنظر للمكانة التي يمثلها في نظر الفرنسيين، وللجزائريين المقيمين في فرنسا أيضًا. وقرر "ماكرون" زيارة الجزائر لمدّة يومين، مشيرا إلى أنّ هذه الزّيارة أمر لا غنى عنه أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية الفرنسيّة.
وأضاف: "الزّيارة ضرورية لندرك في كلّ لحظة حجم وثقل الماضي، ولاعتماد خطاب تفاهمي حول أهمية المستقبل، داعيًا إلى "التجاوز من أجل بناء المستقبل".
ولم تخف المترشحة للانتخابات الرئاسية في فرنسا، ماري لوبان، عدائها تجاه الجزائر. وصوبت كالعادة سهامها نحوها. ودعت، المرشحة عن حزب "الجبهة الوطنية" اليميني، المناهض للمهاجرين في فرنسا، الإثنين، في تصريحات استفزازية، إلى التعامل مع الجزائر كما يتعامل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مع المكسيك.
واختارت "لوبان" العنصرية والتحامل على الجزائر خلال حملتها الانتخابية، عن طريق ملف المهاجرين الأجانب، حيث تبنت فكرة "ترامب"، ببناء جدار على الحدود مع المكسيك، زاعمة أن "مكسيك فرنسا هي الجزائر". وقالت أن برنامجها الانتخابي يتضمن بناء "جدار" مع الجزائر، مبينة أنها لن تعتمد في ذلك على أموال دافعي الضرائب.
وقالت: "يجب أن نضع الجزائر أمام مسؤولياتها، حيث إن الفقر والجريمة والإسلام الراديكالي لا يخضعون مع الأسف للضريبة. وحمَّلت "لوبان" الحكومة الجزائرية مسؤولية تلك المشكرت. ودعتها إلى جمع تسعة مليارات و360 مليون يورو، لإرسالها إليها.
وتملك الجزائر واحدة من كبرى الجاليات في فرنسا، حيث تشير أرقام رسمية، أعلنها سفير الجزائر السابق في واشنطن، عمار بن جامع، عام 2016، إلى أن هناك أكثر من مليون فرنسي من أصل جزائري، معنيون حاليًا بهذه الانتخابات.
وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر، عبد العالي رزاقي، في تصريحات إلى "العرب اليوم"، أن بعض المترشحين للرئاسة الفرنسية، يحاولون كسب ود الجالية الجزائرية، من خلال توجيه رسائل لطمأنتهم، خاصة وأن عدد الجزائريين المقيمن في فرنسا تجاوز مليون نسمة، فهناك من يسعى لجس نبض السلطة الجزائرية، لأن الجزائر تصنف دائمًا من قبل المرشحين للفوز بكرسي الرئاسة الفرنسية في صدارة دول المغرب العربي، بالنظر إلى التاريخ المشترك الذي يجمع بين البلدين، ففرنسا دائمًا تعتمد على مستعمراتها القديمة في الاستحقاقات الرئاسية، وفق تعبيره.
أرسل تعليقك