من اثار الدمار الذي خلفه الصراع في سورية
دمشق ـ جورج الشامي
رأى الرئيس السوري بشار الأسد، الأربعاء ، أنه لا خيار أمام بلاده في الأزمة التي تواجهها غير الانتصار مشيراً إلى أنه من دون ذلك، فإن سوريا ستنتهي، ووفقاً لتسجيل ترويجي قصير للمقابلة نشرته الرئاسة السورية على صفحتيها في موقعي "فيسبوك" و"يوتيوب" على الإنترنت، قال الأسد "لا يوجد خيار لدينا سوى
الانتصار، إن لم ننتصر، فسورية ستنتهي، ولا أعتقد أن هذا الخيار مقبول بالنسبة إلى أي مواطن في سورية".
واتهم الأسد، في مقابلة تلفزيونية بثتها قناة الإخبارية السورية، الأربعاء، الغرب بدعم تنظيم القاعدة في سورية، مشددًا أن الغرب سيدفع ثمن هذا غاليًا في قلب أوروبا والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الثورة ضده ليست سوى مؤامرة ينفذها متطرفون مدعومون من جهات أجنبية"ويضيف "الحقيقة أن ما يحصل هو حرب. وأقول دائماً لا للخضوع.. لا للتبعية.. لا للاستسلام".
وتطرق الأسد في المقابلة إلى دور الأردن في النزاع السوري، بحسب الصفحة الرئاسية، مضيفاً "من غير الممكن أن نصدق بأن الآلاف يدخلون مع عتادهم إلى سورية في وقت كان الأردن قادراً على إيقاف أو إلقاء القبض على شخص واحد يحمل سلاحاً بسيطاً للمقاومة في فلسطين".
فيما سقط قرابة 100 قتيل في سورية، الأربعاء، بينهم أكثر من 60 من الكتائب المقاتلة والقوات الحكومية، حيث قُتل في محافظة حمص 25 مواطنًا بينهم 15 مقاتلًا من الكتائب المقاتلة أحدهم قائد كتيبة خلال اشتباكات مع القوات الحكومية في ريف مدينة القصير، إضافة 10 مواطنين بينهم أربعة أطفال وسيدة قتلوا جراء القصف على بلدة البويضة الشرقية.
وفي محافظة ريف دمشق قُتل 15 مواطنًا بينهم خمسة مقاتلين خلال اشتباكات مع القوات الحكومية وقصف على مدينة داريا وبلدتي عدرا والعتيبة والغوطة الشرقية, وخمسة رجال بعضهم من الكتائب المقاتلة وذلك خلال اشتباكات مع القوات الحكومية عند أطراف وقصف على مناطق في بلدة جديدة الفضل، وقتل مواطنان جرّاء القصف على قرية جديدة الشيباني في وادي بردى، وقتل آخر متأثرًا بجراح أصيب بها جراء القصف على مدينة المعضمية منذ أيام كما عثر على جثتين مجهولتي الهوية في مدينة المعضمية في ريف دمشق.
وفي محافظة درعا قُتل 6 مواطنين بينهم ثلاثة مقاتلين من الكتائب المقاتلة خلال اشتباكات مع القوات النظامية بالقرب من بلدة خربة غزالة في ريف درعا, وقتُل رجل آخر برصاص القوات النظامية في بلدة داعل، كما قُتل رجل من بلدة الكرك الشرقي متأثرًا بجراحه جراء إصابته برصاص القوات الحكومية في وقت سابق ورجل من مدينة درعا قتل متأثرا بجراحه جراء القصف.
وفي محافظة دير الزور قُتل خمسة مواطنين بينهم أربعة مقاتلين من الكتائب المقاتلة بينهم اثنان، قتلا خلال اشتباكات مع القوات الحكومية في محيط مطار دير الزور العسكري، كما قُتل اثنان خلال اشتباكات في محيط الفرقة 17 في ريف الرقة ,وقتلت سيدة إثر سقوط قذيفة على حي المطار القديم في مدينة دير الزور.
وفي محافظة حلب قُتل خمسة مواطنين بينهم مقاتلان اثنان أحدهما استشهد خلال اشتباكات مع القوات الحكومية بالقرب من حي المشارقة في مدينة حلب والآخر قُتل متأثرا بجراح أصيب بها خلال اشتباكات مع القوات الحكومية في محيط مطار منغ العسكري منذ أيام, كما قُتلت سيدة برصاص قناص في حي الميدان، وقُتل رجل آخر متأثًرا بجراح hصيب بها جراء القصف على حي النقارين في المدينة, وقُتل آخر جراء القصف بالطيران الحربي على بلدة أعزاز في ريف حلب.
وفي محافظة ادلب قُتل أربعة مواطنين بينهم طفلان اثنان قُتلا جراء القصف على بلدتي معرشورين وحاس في ريف أدلب ، وفي محافظة الحسكة قُتل ثلاثة مواطنين بينهم سيدة قُتلت إثر إطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين في ناحية الشدادي في ريف الحسكة، كما عثر على جثمان رجل مقتولا في أحد الحقول الزراعية بالقرب من مدينة رأس العين في ريف الحسكة ورجل مجهول الهوية عثر على جثمانه مقتولًا في مدينة عامودا.
وقُتل ضابطان اثنان منشقان برتبة ملازم وملازم أول وثلاثة جنود منشقين خلال اشتباكات مع القوات الحكومية في الرقة ودمشق وحمص وحلب، كما وردت أنباء عن مقتل ما لايقل عن ثمانية مواطنين إثر اطلاق نار وقصف على بلدة جديدة عرطوز وقرية جديدة الشيباني.
ووردت أنباء عن مقتل عدد من المواطنين بينهم نساء وأطفال إثر سقوط قذئف على مخيم اليرموك في مدينة دمشق، كما قُتل مقاتلان من جنسيات غير سورية خلال اشتباكات في محافظة حلب
وقتل ما لا يقل عن 28 من القوات الحكومية خلال قصف واشتباكات وتفجير مبنى في عدة محافظات سورية، بينهم 4 في حلب و 7 في حمص و6 في دمشق وريفها و10 في دير الزور و1 في الرقة.
في غضون ذلك أعلنت المعارضة السورية أنها تعتزم التقدم بطلب للحصول على مقعد سورية في الأمم المتحدة، أسوة بجامعة الدول العربية، في حين حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من إتباع الحل العسكري لإنهاء الأزمة السورية، لأنه سيزيد نفوذ "الإرهابيين"، بالتزامن مع سعي المبعوث الأممي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي لفك ارتباطه مع جامعة الدول العربية، ضمانًا لحياده.
وقال لافروف "مع الأسف هناك أنصار للحل العسكري في سورية، ولكن إن أتحنا الفرصة لذلك فإن الأزمة لن تحل، وسينتشر نفوذ الإرهابيين، ولا أستبعد وجود خلايا للقاعدة في المنطقة، منهم من يتلقون الأوامر من الظواهري، لذا فإن المراهنة على الحل العسكري سيزيد من التهديدات"، معتبرًا أن "أصدقاء سورية يؤثرون سلبًا على إنفاذ إتفاق جنيف"، داعيًا المجتمع الدولي إلى أن "يبذل جهوده لحل القضية، ويسعى لوقف إراقة الدماء"، وأوضح أن "بلاده تدعم الحوار بين السلطة والمعارضة السورية، ونحن مخلصون لتلك المواقف الواردة في بيان جنيف، ونؤكد على ضرورة الحوار لبدأ هيئة انتقالية"، مشيرًا إلى أن "روسيا لا تقوم بتغيير الأنظمة أو السلطات في أي دولة، والسبيل الوحيد لإنهاء الأزمة هو الجلوس إلى طاولة المفاوضات".
من جهته، قال وزير الخارجية التركي داوود أوغلو أن "الأزمة السورية تلقي بظلالها على بلاده، وما يجري في سورية نتيجة للعنف الذي يولده نظام الرئيس بشار الأسد، يؤثر على تركيا، إذ وصل عدد النازحين إلى 200 ألف"، لافتًا إلى أن تركيا قدمت مساعدات للاجئين بقيمة 700 مليون دولار، مشيرًا إلى أنه "من مصلحة المنطقة أن تنتهي الحرب في سورية"، وموضحًا أن "نحو 3 آلاف طفل ولدوا في مخيمات اللاجئين في تركيا، دون أن يروا بلادهم، وهم يتعلمون ويعالجون على نفقة تركيا".
وتبادل الوزيران التأكيد على أهمية التعاون بين بلديهما، لاسيما اقتصاديًا، لافتين إلى أن هناك "تقاربًا بين مصالحهما الاستراتيجية".
وجاءت تصريحات لافروف ونظيره أوغلو في مؤتمر صحافي في إسطنبول، وذلك خلال الجلسة الثالثة لمجموعة التخطيط المشتركة بين روسيا وتركيا، التي تعمل على تقوية التعاون بين البلدين في منطقة البحر الأسود، والتي تعمل ضمن إطار مجلس التعاون الروسي التركي على المستوى الرفيع، الذي تأسس عام 2012.
وفي حين تفيد أنباء بأن قطر تعتزم طرح مسودة قرار على الجمعية العامة، يرحب بالائتلاف السوري المعارض، لوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري، ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء أن المبعوث الدولي والعربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي يسعى إلى أن يكون مبعوثًا للأمم المتحدة فقط، والتخلص من ارتباطاته مع الجامعة العربية التي "إتخذت نهجًا لم يعد يضمن حياده"، وفقًا لدبلوماسيين في المنظمة الدولية، موضحين أن "الإبراهيمي يشعر باستياء متزايد من تحركات الجامعة العربية، للاعتراف بالمعارضة السورية، وهو ما قوض دوره وسيطًا محايدًا"، حيث قال أحدهم أن "الممثل المشترك يشعر أن نهج الجامعة العربية جعل من الصعب عليه أداء مهمته". ويقدم الإبراهيمي تقريرًا إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الجمعة المقبل، عن الأزمة السورية، المستمرة منذ أكثر من عامين.
ومن جانبها، سارعت هيئة التنسيق الوطنية المعارضة لتوجيه نداء إلى الإبراهيمي لعدم تقديم استقالته، مناشدة إياه للتمسك بمهمته لـ "منع تفاقم الأزمة".
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، وأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات الحكومية ومسلحين من اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام، بعضهم من "حزب الله"، من طرف، مع مقاتلي المعارضة في محيط بلدات آبل والبويضة الشرقية وجوسية وجوبر والضبعة والسلطانية والبرهانية في ريف المحافظة، لافتًا إلى أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وأفاد ناشطون سوريون، أن "بلدة حزرما في ريف دمشق تعرضت للقصف من قبل القوات الحكومية، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، كما تدور اشتباكات في منطقة غبير في مدينة عربين وفي محيط حاجز دروشا العسكري، وسط أنباء عن خسائر في صفوف القوات الحكومية، في حين تجدد القصف على مدينة زملكا ترافق مع اشتباكات من جهة المتحلق الجنوبي، ولا يزال القصف مستمرًا من قبل الجيش السوري على حي جوبر، فيما سقطت قذائف عدة على أطراف ساحة العباسيين، وفي مدينة المعضمية عثر على جثماني رجلان اثنان مقتولان بالقرب من أحد الحواجز العسكرية، كما تجدد القصف على المعضمية وبلدة النشابية، ووردت معلومات عن ارتفاع عدد القتلى إلى 6 والذين قضوا جراء القصف على قرية جديدة الشيباني في منطقة وادي بردى, وفي مدينة دمشق سقطت قذيفة على حي الزاهرة القديمة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، في حين وردت معلومات عن مقتل سيدة إثر اطلاق نار في منطقة باب توما، وفي محافظة إدلب تدور اشتباكات بين مقاتلين من العارضة والجيش الحكومي في منطقة دوار الحزب في مدينة أريحا، في محاولة من الأخير اقتحام المدينة، وسط معلومات عن سقوط قتلى وجرحى، كما تعرضت بلدتي كفرلاتا ودير سنبل في ريف إدلب للقصف مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، وفي دير الزور تعرضت بلدة المريعية للقصف، كما تعرض حي القصور للقصف، من دون أن ترد معلومات عن خسائر بشرية، وفي محافظة حماة تعرضت بلدة عقرب للقصف مما أدى إلى أضرار مادية، كما قصف الجيش الحكومي بلدة قلعة المضيق مما أدى إلى تضرر عدد من المنازل وأضرار مادية، وفي حلب قتلت سيدة وأُصيب رجل بجراح إثر إطلاق نار من قبل قناص في حي الميدان، كما قتل ملازم أول منشق من منطقة اللجاة خلال اشتباكات مع القوات الحكومية، في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر مقربة من دمشق أن الجيش الحكومي يحرز تقدمًا بخطى متسارعة، لفتح طريق الإمداد الرئيسي، الذي يصل الثكنات العسكرية في غرب حلب مع مطاري النيرب العسكري وحلب الدولي في شرقها، من خلال منطقة الراموسة، لتحقيق مكسب استراتيجي، يقلب المعطيات الميدانية، وكفة موازين القوة لمصلحته، في حين تدور اشتباكات في بلدة الشيخ مسكين في محافظة درعا، يرافقها قصف على البلدة، كما تعرضت بلدات الكتيبة وتل شهاب وصيدا للقصف، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، وفي محافظة الحسكة، قتل ثلاثة مواطنين، أحدهم سيدة، قتلت إثر إطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين، في ناحية الشدادي في ريف الحسكة، كما عثر على جثمان رجل، مقتولاً في أحد الحقول الزراعية، قرب مدينة راس العين، ورجل مجهول الهوية، عثر على جثمانه مقتولاً في مدينة عامودا".
وأظهر شريط مصور، مسرب من قبل عسكري من القوات الحكومية، وورد إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان، جثث ما لا يقل عن 20 مقاتلاً من الكتائب، الذين نشر المرصد خبر مقتلهم، السبت، إثر إلتفاف القوات الحكومية على معقلهم في بلدة بابولين، عندما كانوا يغلقون طريق إمداد القوات الحكومية إلى معسكري وادي الضيف والحامدية في ريف معرة النعمان، كما وردت معلومات عن فَقدِ نحو 30 مقاتلاً، حتى اللحظة، وأكد أحد المسعفين الذين حاولوا إسعاف بعض الجرحى في حينها، أن الشريط هو في بابولين، وأن بعض الصور التي وردت في الشريط شاهدها هو قبل أن يصاب بجراح.
أرسل تعليقك