تونس - حياة الغانمي
كشفت مصادر أمنية مطلعة أن تهديدات إرهابية مدعومة من جهات خارجية مقرّبة من الجماعات الإسلامية في ليبيا، تستهدف مسؤولين رفيعي المستوى في الدولة ورجل الأعمال المعروف كمال اللطيف، الذي تم إعلامه رسميًا بتلك التهديدات والشروع في توفير الحماية الأمنية اللازمة له ولعائلته.
ويبدو أن تلك التهديدات لها علاقة مباشرة بالاعتقالات التي شملت أشخاصًا متهمين بالتآمر على الأمن القومي للدولة التونسية، ويذكر أن رجل الأعمال الموقوف شفيق جراية، هو الغريم التقليدي لكمال لطيف، وكانت علاقتهما متوترة إلى أبعد حد، وكان جراية قد أكد قبل إيقافه أن جهاز داخل وزارة الداخلية التونسية متورط في تسريب وثائق شخصية خدمة لحسابات شخصية وحزبية ضيقة، مضيفًا أن تلك المجموعة يقودها رجل الأعمال كمال لطيف، الذي يسيطر على جهاز الأمن الموازي صلب الوزارة، مضيفًا أن مسؤولًا رفيعًا في الشرطة الفنية أشرف على تسريب تلك الوثائق..
وندد وقتها جراية في موقع ويكلكس التونسي، الذي اعتبره نسخة مشوهة عن الموقع العالمي، في إشارة منه إلى التسريبات والمعلومات التي روجها الموقع دون احترام لحرمة الفرد وحرمة الدولة ودون إذن قضائي.
وذكر جراية، أن النائب عن حزب نداء تونس زاره بمنزله قرابة 3 مرات، وكان مبعوثًا من القيادي بالنداء رضا بلحاج لابتزازه بوثائق سرية مدّها رجل الأعمال كمال لطيف، إلى بلحاج، مشيرًا إلى أن رضا بلحاج هدده في أكثر من مناسبة مستندًا لنفوذه، مبينًا أنه لا يخاف ولا يخشى بلحاج.
وكشف جراية أن كمال اللطيف ومحسن مرزوق ورضا بلحاج ونور الدين بن تيشة وغيرهم حاولوا بشتى الطرق عزل الرئيس الباجي قائد السبسي، عن حزبه ودكه هو في هذه المعركة، قائلًا إن كمال اللطيف أخطبوط ورجل الدسائس الخسيسة.
كل تلك التهم التي كالها جراية لكمال اللطيف قبيل إيقافه تجعل فرضية أن رجاله هم وراء التهديدات الجدية التي طالت هذا الأخير، وشفيق جراية معروف أيضًا بعلاقته الوطيدة بالجماعات الإسلامية الليبية وبصداقته الحميمة بعبدالكريم بالحاج، المشرف على تلك الجماعات والممنوع من دخول تونس لتورطه في الإرهاب.
وكان شفيق جراية يدافع عن بالحاج ويسافر للقاءه، كما كان يتفاوض معه في العديد من الأمور على غرار عملية اختطاف ديبلوماسيين تونسيين وطلب مقايضتهم بإرهابيين ليبيين مسجونين في تونس، وكان جراية قد أوقف بتهمة التآمر على أمن الدولة بسبب اتفاقه مع جماعات ليبية لتوليه مهمة إدخال صفقة أسلحة إلى ليبيا عبر تونس...
أرسل تعليقك