التحالُف الدولي يؤكد مشاركة 12 لواء للجيش العراقي في تحرير مدينة الموصل

أفادت مصادر عسكرية فرنسية، اليوم الجمعة، بأن الطائرات الفرنسية المقاتلة بدأت غاراتها المكثّفة من حاملة الطائرات الفرنسية تشارل ديغول الراسية في البحر المتوسط على مواقع تنظيم "داعش" في الموصل، فيما اكدت مشاركة 24 طائرة في ثالث مهمة لها منذ شباط/فبراير 2015، فيما أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "داعش"، أن ما يصل إلى 12 لواء للجيش العراقي على الأقل ستشارك في معارك تحرير مدينة الموصل من التنظيم.
 
وقالت مصادر عسكرية فرنسية في تصريحات نقلتها محطة الاذاعة الفرنسية وتابعها "العرب اليوم" ،إن "الطائرات الفرنسية المقاتلة باشرت صباح اليوم غاراتها الجوية المكثفة ضد معاقل تنظيم "داعش" في الموصل منطلقة من حاملة الطائرات الفرنسية تشارلي ديغول الراسية في البحر المتوسط".
 
وأضافت المصادر ان "هذه هي المهمة الثالثة لحاملة الطائرات منذ شباط عام 2015 دعما للحملة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" في العراق وسورية"، مؤكدة ان "الحملة الفرنسية تتخللها 24 طائرة رفائيل مقاتلة بمعدل غارة واحدة كل ثلاث دقائق".
 
يُشار إلى أن هذه الحملة الجوية تأتي بعد ساعات من إعلان التحالف الدولي عن مقتل احد قادة تنظيم "داعش" خلال إحدى الغارات الأميركية في الموصل والتي اسفرت عن مقتل 13 قيادياً من التنظيم في الموصل .
 
هذا وأعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "داعش"، أن ما يصل إلى 12 ألوية للجيش العراقي على الأقل ستشارك في معارك تحرير مدينة الموصل من التنظيم.
 
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم التحالف، جون دوريان، في المؤتمر الصحافي الذي عقده في بغداد، عبر دائرة تلفزيونية خاصة مع صحافيين في واشنطن.

وقال دوريان: "سيكون هنالك من 8-12 لواء من الجيش العراقي (اللواء يضم نحو ألف عسكري)، ونتوقع إشراك الشرطة العراقية لأنها ستكون جزءً من جهد الحفاظ على الأمن حال تحرير المناطق والسيطرة عليها كي لايستطيع "داعش" اختراقها".

وأشار إلى أن جميع تفاصيل عملية تحرير الموصل "يتم وضعها من قبل القوات الأمن العراقية، ونحن سنتابع خطتهم".

وتوقع المتحدث باسم التحالف أن يتراوح تعداد مسلحي "داعش" داخل الموصل ما بين 3000- 4500 بين عراقي وأجنبي.
 
وفيما يتعلّق بالتعزيزات التي أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن إرسالها إلى العراق والمكوّنة من 615 عسكرياً، أوضح أن مجموعة منهم ستكون من القدرات الاستخبارية، وأعلن البنتاغون قبل يومين عزمه إرسال أكثر من 600 جندي إضافي لدعم القوات العراقية في عملية استعادة مدينة الموصل من تنظيم "داعش" والمتوقع إطلاقها قبل نهاية العام الجاري.
 
والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق وأكبر مدينة في قبضة "داعش" في سورية والعراق، وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي في صيف عام 2014، قبل أن يجتاح شمالي وغربي البلاد، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة وأكثر من 65 دولة أخرى إلى تشكيل حلف دولي لمحاربة التنظيم الإرهابي.
 
ومنذ مايو/أيار الماضي، بدأت الحكومة في الدفع بحشود عسكرية قرب الموصل ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها، وتقول إنها ستستعيد المدينة من التنظيم قبل حلول نهاية العام الحالي.
 
وفي الرمادي أعلنت قيادة الحشد الشعبي بمحافظة الانبار، اليوم الجمعة، مقتل سبعة من عناصر تنظيم داعش وضبط معمل لتفخيخ العجلات وصناعة العبوات الناسفة في جزيرة هيت غرب الرمادي، (110 كم غرب بغداد) .
 
وقال معاون آمر الفوج الثاني في ناحية البغدادي الرائد مؤيد حمدان إن "القوات الامنية نفذت عملية عسكرية تعرضية استهدفت معاقل وتجمعات تنظيم "داعش" في منطقة تل الصفاكية غرب جزيرة هيت، (70 كم غربي الرمادي)، مما اسفرت عن مقتل سبعة من "داعش" وضبط معمل كبير لتفخيخ العجلات وصناعة العبوات الناسفة مع ضبط مستشفى لعلاج جرحى التنظيم".

وأضاف حمدان، أن "القوات الأمنية تمكّنت من ضبط 14 صاروخ كاتيوشا و22 عبوة ناسفة مصنعة محلياً و13 قذيفة متنوعة مع كميات من الاسلحة والاعتدة والمواد المتفجرة شديدة الانفجار فيما تم ضبط كميات أخرى من الادوية والعلاجات التي كان يستخدمها "داعش" الارهابي في علاج جرحاه".

يُذكر أن القوات الأمنية تمكّنت من تحرير غالبية مدن الأنبار ومناطقها الرئيسة، وأهمها مركز المحافظة، الرمادي، والفلوجة أكبر أقضيتها وقضاء الرطبة وهيت من تنظيم "داعش" .

وفي العاصمة العراقية بغداد أفاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية، اليوم الجمعة، بأن 11 شخصاً سقطوا بين قتيل وجريح بانفجار عبوة ناسفة، غربي بغداد.

وقال المصدر في تصريح إلى "العرب اليوم"  إن "عبوة ناسفة انفجرت، صباح اليوم، بالقرب من سوق شعبية في قرية خان ضاري بقضاء ابو غريب، غربي بغداد، مما أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة".
 
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "قوة أمنية هرعت إلى منطقة الحادث ونقلت الجرحى إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج وجثتي القتيلين إلى دائرة الطب العدلي، فيما نفذت عملية دهم وتفتيش للبحث عن منفذي التفجير".
 
وقال إن "عبوة ناسفة انفجرت، صباح اليوم، بالقرب محال تجارية في قرية سطيح التابعة الي قضاء المدائن، جنوبي بغداد، مما أسفرت عن مقتل شخص وإصابة ستة آخرين بجروح متفاوتة".

وأضاف المصدر،  أن "قوة أمنية هرعت إلى منطقة الحادث ونقلت الجرحى إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج وجثة القتيل إلى دائرة الطب العدلي، فيما نفذت عملية دهم وتفتيش للبحث عن منفذي التفجير". وبدورها أغلقت القوات الأمنية، صباح اليوم الجمعة، ثلاثة جسور وسط العاصمة بغداد.

وقال النقيب فادي، من إعلام وعلاقات مديرية المرور العامة، "تم اغلاق متقربات ساحة التحرير، اي جوانب ساحة التحرير، والتي تبدأ من جسر السنك، وساحة الخلاني باتجاه ساحة التحرير، فضلا عن شارع السعدون باتجاه التحرير، وساحة الاندلس، وذلك بسبب التظاهرات التي من المقرر ان تخرج اليوم".
 
وأضاف، كما يتم "إغلاق شارع النضال، وتقاطع أسفل الجسر من وزارة الداخلية، وساحة الطيران، باتجاه ساحة التحرير، علاوة على جسري الجمهورية والاحرار". وأكد، ان "هذا القطع مؤقتا وجزئيا، فعندما تقل حركة المواطنين باتجاه ساحة التحرير فسيتم إعادة فتح الطرق".
 
يُشار إلى أن، العاصمة بغداد تشهد منذ عدة ايام إجراءات امنية مشددة ما تسبب ازدحام مرورية في شوارعها.
 
وكانت لجنة حقوق الإنسان النيابية، انتقدت الأربعاء، تضييق القوات الأمنية على المواطنين، عبر الإجراءات التي اتخذتها أخيرًا.

وقال رئيس اللجنة عبد الرحيم الشمري، في بيان تلقى "العرب اليوم" ،"لا نعرف لماذا تبقى نقاط التفتيش في شوارع العاصمة دون ان تقوم بأي دور إيجابي، ولماذا تنتشر السيطرات المشتركة والمرابطات في بغداد دون وجود اية اجراءات امنية، فقط لتأخير المواطنين وخلق الزحام المروري"، داعيا قيادة عمليات بغداد الى " "إيضاح الإجراءات المتخذة في العاصمة، وعدم التضييق على المواطنين الذين يعانون بالأساس من وجود نقاط التفتيش المنتشرة".

من جانبها اكدت قيادة عمليات بغداد، أن هناك تضافر للجهود وتعاون بين الجهات المختصة لغرض وضع خطط مناسبة لتخفيف شدة الزحامات المرورية التي تشهدها شوارع العاصمة.

وفي الشأن السياسي عمّقت إقالة البرلمان العراقي، لوزير المالية هوشيار زيباري القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزني رئيس إقليم كردستان، حجم الخلافات بين الكرد والتحالف الوطني الشيعي ذو الأغلبية في البرلمان، وسط تكهنات بانفراط التحالف الذي امتد لنحو 9 أعوام بين الجانبين.
 
وكشف مصدر سياسي في تصريح لـ"العرب اليوم" الجمعة، عن تفاصيل الاتفاقات التي جرت خلال زيارة رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني إلى بغداد واجتماعه مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، فيما اشار إلى ان جملة الاتفاقات التي جرت جعل البيشمركة بإمرة العبادي وزيادة موازنة الإقليم خلال الموازنة المالية للعام المقبل.

وقال المصدر إن " العبادي ومسؤولين اكراد اتفقوا بشأن أبرز القضايا المُختلف عليها، وفي مقدمها معركة تحرير الموصل ومشاركة الحشد الشعبي والبشمركة، فيما جرى وضع آلية للوصول إلى حلول بشأن القضايا الاقتصادية والمالية بين بغداد وأربيل، في ما يخص الاتفاق النفطي".
 
وأكد المصدر أنه تم الاتفاق على توزيع الأدوار والمهمات في معركة تحرير مدينة الموصل المرتقبة، بين قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي والبشمركة"، مشيراً إلى أن "الأخيرة ستكون بإمرة العبادي وضمن قيادة العمليات المشتركة، وفق ما تمّ الاتفاق عليه في نيويورك خلال لقاء العبادي بالرئيس الأميركي باراك أوباما".
 
ولفَت المصدر إلى إلغاء الاتفاق الأخير بين بغداد وأربيل، والعمل على وضع آلية جديدة بشأن تصدير النفط وإيراداته، مرجحاً أن يتم رفع حصة الإقليم بنسبة 3% لتصل إلى 20% بهدف تمكُّن الإقليم من دفع رواتب الموظفين ومستحقاتهم، بعد موجة غضب عارمة بدأت مطلع الأسبوع الحالي".