أكد القيادي في حركة حماس، مشير المصري، الخميس، أن المقاومة الفلسطينية تمتلك أوراق قوة يمكن لها أن تُخضع المسؤولين الإسرائيليين لشروطها في قضية تبادل الأسرى، وأضاف أن "المقاومة مستعدة لصفقة تبادل أسرى مشرّفة"، على قاعدة شروطها، وليس الاكتفاء فقط بالمبادرة التي أطلقها يحيى السنوار قائد حماس بغزة.
وأوضح في مؤتمر صحافي لإحياء يوم الأسير "أن المبادرة الإنسانية التي تقدمت بها حماس ما تزال قائمة، وهي تؤكد على إنسانية شعبنا وأولوية قضية أسرانا في سجون الاحتلال، وأن الأسرى المرضى وكبار السن والأسيرات والأطفال، يجب أن لا يواصلوا عيش هذا الظلم المركب في سجون الاحتلال، وأن هؤلاء يجب أن يكونوا بين ذويهم وأهليهم".
وحذر المصري من أن كل محاولات الاحتلال للتباطؤ والمماطلة والالتفاف حول القضية لا تخدم جنوده في قبضة المقاومة. وطمأن الأسرى وعائلاتهم، بقوله: "قضيتكم في أيد أمينة، وهي على سلم أولوياتنا، ومن صنع صفقة وفاء الأحرار الأولى قادر على صنع الثانية". في إشارة إلى صفقة تبادل الأسرى الأولى التي نفذت في عام 2011. كما وجه رسالة لقادة الاحتلال قال فيها: "نقول اليوم لغانتس ونتنياهو لن تروا جنودكم حتى نرى أسرانا وأسيراتنا بين أهليهم وذويهم".
ورسالة حماس جاءت عشية أحياء الفلسطينيين ذكرى يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف اليوم الجمعة 17 أبريل (نيسان) من كل عام، وفي وقت تتوسط فيه دول وجهات من أجل إتمام صفقة تبادل بين الحركة وإسرائيل. وتسعى حماس إلى صفقة جزئية الآن ومنفصلة تكون مقدمة لصفقة واحدة كبيرة شاملة.
ويوجد لدى حماس 4 إسرائيليين؛ الجنديان شاؤول آرون وهادار جولدن اللذان أسرتهما "حماس" في الحرب التي اندلعت في صيف 2014. (تقول إسرائيل إنهما جثتان ولا تعطي "حماس" أي معلومات حول وضعهما)، وأباراهام منغستو وهاشم بدوي السيد، ويحملان الجنسية الإسرائيلية، الأول إثيوبي والثاني عربي، دخلا إلى غزة بمحض إرادتيهما بعد حرب غزة في وقتين مختلفين.
وعاد الملف إلى الواجهة مجددا بعد مبادرة طرحها رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار قبل أسبوعين. واتصل وسطاء فعلا بحماس لكنهم لم يعودوا بإجابات.
ويتطلع الطرفان إذا ما نجحت الصفقة الإنسانية، إلى إنجاز صفقة شاملة تقوم خلالها حماس بتسليم جميع الأسرى لديها مقابل أن تفرج إسرائيل عن قيادات وأسماء ومعتقلين لديها وليس فقط مرضى وكبار سن ونساء وأطفال.
وقال مسؤولون إسرائيليون، أمس، بأنه توجد فرصة نادرة من أجل عقد صفقة تبادل الآن. ورجحت مصادر إسرائيلية مطلعة على ملف صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس، التوصل، إلى اتفاق خلال الأسابيع القريبة شريطة اتخاذ الطرفين قرارات صعبة وبسرعة.
وقالت هذه المصادر لصحيفة "إسرائيل هايوم" العبرية، بأن فرصة نادرة أصبحت مواتية لتطبيق الصفقة، محذرة مع ذلك من أن تلكؤ الطرفين في حسم الأمور قد يؤدي إلى تفويت الفرصة، وبالتالي إلى إرجاء الصفقة إلى أجل غير مسمى. ويوجد في السجون الإسرائيلية اليوم 5 آلاف أسير بينهم 41 أسيرة يقبعن في سجن "الدامون"، و180 طفلًا وقاصرا موزعين على سجون (عوفر، ومجدو، والدامون).
وبحسب مؤسسات الأسرى التي أصدرت أرقاما، أمس، في ذكرى يوم الأسير، فإن الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاق أوسلو، عددهم (26) أسيرًا، أقدمهم الأسيران كريم يونس، وماهر يونس المعتقلان بشكل متواصل منذ عام 1983. ويقضي الأسير نائل البرغوثي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، ما مجموعها (40) عامًا، قضى منها (34) عامًا بشكل متواصل، وتحرر عام 2011 في صفقة تبادل، إلى أن أُعيد اعتقاله عام 2014. أما عدد الأسرى الذين تجاوز اعتقالهم (20) عامًا، فهم (51) أسيرًا وهم عمداء الأسرى، ومن بينهم (14) أسيرًا مضى على اعتقالهم أكثر من (30) عامًا على التوالي.
وعدد أسرى المؤبدات وصل (541) أسيرًا، وأعلى حكم أسير من بينهم الأسير عبد الله البرغوثي ومدته (67) مؤبدًا.
وقالت مؤسسات الأسرى، "إن عدد شهداء الحركة الأسيرة بلغ (222) شهيدًا، وذلك منذ عام 1967. إضافة إلى مئات من الأسرى اُستشهدوا بعد تحررهم متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون". وقال التقرير بأن المعتقلين الإداريين، عددهم قرابة (430) معتقلًا إداريًا، والصحافيون عددهم (13) صحافيًا، والأسرى المرضى وعددهم قرابة (700) أسير منهم قرابة (300) حالة مرضية مزمنة بحاجة لعلاج مستمر، وعلى الأقل هناك عشر حالات مصابون بالسرطان وبأورام بدرجات متفاوتة، من بينهم الأسير فؤاد الشوبكي (81) عامًا، وهو أكبر الأسرى سنّا.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
جهود لترميم الحكومة اللبنانية من الداخل بدءًا بتعديل الخطة الإنقاذية
الحكومة اللبنانية تتجه لتمديد "التعبئة العامة" لمنع تفشي "كورونا"
أرسل تعليقك