الخرطوم ـ جمال إمام
استقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرثيس أمس من منصبه، في تطور يعكس حدة الأزمة التي يعانيها هذا البلد العربي الأفريقي منذ نحو خمسة أشهر من القتال بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، الملقب «حميدتي».
وبعد أكثر من ثلاثة أشهر من عدّه «شخصاً غير مرحب به»، أبلغ بيرثيس الذي يترأس أيضاً بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان «يونيتامس»، أعضاء مجلس الأمن أنه سيستقيل. وإذ ذكر أنه طلب من الأمين العام أنطونيو غوتيريش إعفاءه «من هذا الواجب»، فإنه حذر من أن «ما بدأ نزاعا بين تشكيلين عسكريين يمكن أن يتحول إلى حرب أهلية شاملة».
كذلك أفادت مديرة شعبة العمليات والمناصرة لدى مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إيديم وسورنو بأنه «لا مبالغة في أنه بعد خمسة أشهر من الحرب الوحشية (...) يواجه السودان وشعبه أزمة ذات أبعاد ملحمية ومأساوية»، موضحة أن «المدنيين يموتون» بسبب القتال وتفشي الأمراض. وحذرت من أن «أكثر من ستة ملايين شخص صاروا الآن على بعد خطوة واحدة فقط من المجاعة».
إلى ذلك، توجه البرهان إلى تركيا، حيث اجتمع مع الرئيس رجب طيب إردوغان بهدف «تقوية علاقات التعاون بما يخدم مصالح الشعبين السوداني والتركي».وأجرى رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، مباحثات ثنائية مغلقة مع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان بالقصر الرئاسي في العاصمة أنقرة، تعلقت بمسار العلاقات الثنائية ودفع آفاق التعاون المشترك بين السودان وتركيا.
وكان البرهان، وصل إلى العاصمة التركية في زيارة رسمية، برفقة وفد يتكون من وزير الخارجية «المكلف» علي الصادق، ومدير جهاز المخابرات العامة، أحمد إبراهيم مفضل، ومدير الصناعات الدفاعية الفريق، ميرغني إدريس سليمان.
من جهة ثانية، لقي ما لا يقل عن 20 شخصاً وأصيب نحو 60 آخرين، جراء غارات جوية لطائرات الجيش السوداني على عدد من أحياء مدينة نيالا، حسب مصادر طبية في المدينة. تزامن القصف مع تحليق لطيران الجيش السوداني، وفق شهود عيان.
وتجددت المواجهات بين طرفي القتال الجيش وقوات الدعم السريع، في نيالا (الثلاثاء) الماضي، وتبادلا القصف المدفعي والاشتباكات بالأسلحة الثقيلة في محيط قيادة المنطقة العسكرية التابعة للجيش. وقالت غرفة طوارئ نيالا (مبادرة أهلية تطوعية) في إفادات على موقع فيسبوك: «سقط عدد من المدنيين جراء القصف الجوي على سوق الملجة وأماكن أخرى»، مضيفة أنه تعذر حصر القتلى بسبب حدة الاشتباكات العنيفة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك