الاتحاد الأوروبي ينهار ببطء ولكن مؤيدي بقاء بريطانيا به لا يرون ذلك
آخر تحديث GMT20:30:31
 العرب اليوم -

يصور نفسه على أنه إمبراطورية غير مهتزة يمكنها أن تتحدى وتتنمر

الاتحاد الأوروبي ينهار ببطء ولكن مؤيدي بقاء بريطانيا به لا يرون ذلك

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الاتحاد الأوروبي ينهار ببطء ولكن مؤيدي بقاء بريطانيا به لا يرون ذلك

مؤيدي بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي
لندن - كاتيا حداد

يوجد شيئان غريبان بشأن مؤيدي بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، يتعلق بـ5٪ من أصحاب المصلحة في البلاد الذين يحاولون إيقاف خروج بريطانيا من الكتلة الأوروبية، فالشيء الأول معروف جيدًا، وهو عدم احترامهم لأكبر تصويت ديمقراطي ناجح لأي قضية أو أي حكومة في التاريخ البريطاني، لكن الثاني ليس كذلك، حيث موقفهم الغريب تجاه الاتحاد الأوروبي، من حيث "إشارات الفضيلة" المحمومة التي توصلوا إليها، وإيجاد كل خطأ مع بريطانيا، فلا يوجد أي منهم مع آلة بروكسل غير المنتخبة في "مفاوضات" الوحل المصارعة، ولكن ما هي الحالة الصحية الفعلية لهذه المؤسسة التي ستبقى مقيَدٌة ببريطانيا بعد خروجها من الاتحاد.

وهنا مقارنة بين الاتحاد الأوروبي والأنظمة الاجتماعية المعقدة المماثلة في الماضي، باستخدام الأدوات الأكاديمية، ويجب أن يقلق هذا الاستنتاج الرئيسي السيد سيلامر، البيروقراطي الألماني، الذي أخذ لتوه تهمة فعالة للاتحاد الأوروبي في انقلاب الشهر الماضي، وينبغي أن يطمئن كل من صوت على مغادرة الاتحاد الأوروبي في عام 2016.

ومن خلال الخروج الآن، ربما نتجنب فقط حافة الأزمة الرئيسية في الاتحاد الأوروبي، ولكن مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي لا يرون ذلك، وإذا طبقنا تقنية مشهورة لتحليل خطر الانهيار في المجتمعات المعقدة على الاتحاد الأوروبي، فإننا نجد أنه يقع ضمن منطقة تلك المخاطرة، كيف ذلك؟.. أولًا، علينا أن نحدد نوع المؤسسة التي ينتمي إليها الاتحاد الأوروبي، ويبدو وكأنه إمبراطورية، حيث استمع إلى السيد تاسك، يعامل رعاياه كأنهم في إمبراطورية، إنهم يتذمرون بثورتهم، كما تفعل الدول التابعة، أما الحكام، النخبة في بروكسل، يلقون بأعشابهم مثل أسلافهم في الاتحاد السوفييتي المنهار، وفي عام 2007، وصف رئيس المفوضية، خوسيه مانويل باروسو، الاتحاد الأوروبي بأنه إمبراطورية.

وتم استخدام المنهجية الرائدة اليوم لتحليل خطر الانهيار في الإمبراطوريات من قبل عالم آثار أميركي في مراجعة شاملة للإمبراطوريات القديمة، لقد اقتبسها من عالم التمويل وكيّفها لقياس المنفعة الهامشية المتصورة التي تقوم بها، وهو ما زاد من تعقيد البنية الاجتماعية، ومن وجهة نظر البروفيسور تاينتر، تعد الإمبراطوريات قوية فقط عندما تكون فوائد التعقيد المتزايد إيجابية، وعندما ينتج تعقيد أقل فائدة، تدخل الإمبراطورية منطقة خطر الانهيار، لذلك تظهر النتائج بوضوح تام أنه منذ تقديم اليورو، كان "المشروع" سيئًا على الشريحة، والحقائق الصارخة ظهرت في الاستفتاءات وعلى نحو متزايد في الانتخابات الوطنية أيضًا، منذ رفض الدنمارك والسويد لليورو، وهناك ما يقرب من عشرين عامًا من الرفض بعد رفض رغبات الاتحاد الأوروبي من قبل الشعب.

وكان التقديم السابق لآوانه لليورو في محاولة لإجبار وتيرة الاتجاه نحو الوحدة السياسية هو خطأ فدرالي أكبر، لقد أصاب المشروع بأكمله بمرض هزيل يدمر شرعيته بلا رحمة، وكانت الأزمة التالية في عام 2005/ 2006، عندما رفض الهولنديون والفرنسيون دستور الاتحاد الأوروبي، فقط من أجل الوصول إلى معاهدة لشبونة، وخشي كذلك الأيرلنديون، لذا اضطروا للجلد فوق السياج في المحاولة الثانية، وفي عام 2015، تجاهل الاتحاد ببساطة الاستفتاء اليوناني وفرضو شروطًا أكثر صرامة على هذه المستعمرة المزعجة.

وبدأت أكبر أزمة عنقودية في ذلك الوقت، مع أزمة الهجرة البريطانية في بريطانيا وغرب بريطانيا، والثورات في إيطاليا والآن في المجر هي الأحدث والأكثر تهديدًا، كل هذا الدليل على رفض المواطنين في الوقت الذي تستجيب فيه بروكسل للتعقيدات البيروقراطية الأخرى، واتجه  الاتحاد الأوروبي بوضوح إلى منطقة خطر الانهيار حيث يقف الآن، ومن أجل منع أي فوار محتمل آخر، تصور بروكسل نفسها أنها غير مهتزة ويمكنها أن تتحدى وتتنمر، على أمل إحباط البريطانيين، واستعادة السيطرة.

وإذا كان الشعب لا يعتبر سلطة الإمبراطورية شرعية، فهم يثورون، كما تشبه الإمبراطوريات صديق "تينكربيل" الخيالي من شخصية "بيتر بان"، لا يستطيع العيش إلا إذا صفق جميع الأطفال، وفي جميع أنحاء أوروبا، لن يصفق الشعوب أكثر من ذلك، هذه الإمبراطورية تنهار أمام أعيننا، لكنها ليست أزمة لـ "مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، ولكن فقط لـ "مؤيدي البقاء"، ويجب أن تفهم الحكومة هذا الدليل، مؤيدي الخروج حتى الآن الطرف الأقوى الذي يواجه هذا الاتحاد الأوروبي المتهالك.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاتحاد الأوروبي ينهار ببطء ولكن مؤيدي بقاء بريطانيا به لا يرون ذلك الاتحاد الأوروبي ينهار ببطء ولكن مؤيدي بقاء بريطانيا به لا يرون ذلك



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه
 العرب اليوم - العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab