بغداد – نجلاء الطائي
سقط عدد من القتلى والجرحى في تظاهرات غاضبة في مدينة النجف القديمة قرب منزل المرجع الشيعي السيستاني احتجاجًا على قلة الخدمات وخاصة الكهرباء، حيث باشرت وزارة الداخلية تحقيقًا في إطلاق النار خلال ذلك، فيما أعلنت شرطة محافظة النجف، الجمعة، فتح تحقيق فوري في أحداث تظاهرات الخميس، لافتة الى أن مسار التظاهرة تغيّر بعنف ما أدى الى مقتل مواطن وإصابة خمسة آخرين، فيما حذرت من التحريض على الأجهزة الأمنية.
وقالت شرطة النجف في بيان تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، "في ظل حرص الأجهزة الأمنية على حفظ أرواح الناس وممتلكاتهم انطلقت ليلا تظاهرة احتجاجا على انقطاع الكهرباء دون أية موافق أمنية"، موضحة أن "الأجهزة الأمنية توفير الحماية لها، إلا أن التظاهرة التي كانت في الشارع العام لحي الشرطة على طريق أبو صخي تغيرت من مظاهرات سلمية الى قطع الطرق وإشعال إطارات السيارات وإثارة مشاكل وإطلاق عيارات نارية مفاجئة وكثيفة من أسطح بعض المنازل وأماكن أخرى ورمي الحجارة".
وأضافت، أن "بعض المحرضين حاولوا تغيير مسار التظاهرة الى مجمع سكني قريب لها يسمى مدينة العلم وقد أدت العيارات النارية المجهولة إلى استشهاد مواطن وجرح خمسة آخرين من قبل أشخاص مجهولين كانوا يطلقون النار من السطوح وحاولت الشرطة إنقاذ حياته ونقله للمستشفى لكنه توفي"، مشيرة الى "اعتقال مجموعة منهم".
وتابعت، "تم إخلاء الجرحى من قبل الشرطة وصحة محافظة النجف الى المستشفيات لغرض علاجهم وفتح تحقيق فوري لمعرفة المتسببين والمشتركين بالحادث ومعرفة البيوت التي انطلقت منها النيران"، مؤكدة أن "محافظة النجف آمنة ومستقرة وهناك من يروج للإشاعات والأكاذيب ويحرض الناس ضد الأجهزة الأمنية".
وخرج مئات المواطنين في مدينة النجف القديمة (160 كم جنوب بغداد)، حيث مقر سكن المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني في تظاهرة الليلة الماضية للتعبير عن غضبهم من قلة الخدمات وخاصة الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي. وقام المتظاهرون بقطع الطرق الرئيسة وإضرام النار في اطارات السيارات مطالبين بمعالجة النقص في الخدمات وانهاء الانقطاعات المستمرة للطاقة الكهربائية اثر شمولها بالقطع المبرمج للكهرباء، بعد ان كانت غير مشمولة بذلك سابقاً.
ويبدو ان المتظاهرين قد تعمدوا التظاهر في المدينة القديمة، حيث منزل السيستاني لاسماعه احتجاجاتهم ومطالباتهم للضغط على الحكومة لمعالجة المشكلة.
وقد شهدت التظاهرة إطلاق نار أدى إلى مقتل شخصين وإصابة سبعة آخرين نتيجة المصادمات بين المتظاهرين والشرطة. وإثر ذلك أمر وزير الداخلية قاسم الأعرجي بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات إطلاق النار خلال التظاهرة، وأوضح وهاب الطائي المستشار الإعلامي لوزارة الداخلية في بيان الجمعة أن الوزير أمر بتشكيل لجنة تحقيق رفيعة المستوى من كبار ضباط وزارة الداخلية تنتقل من بغداد لتباشر أعمالها اليوم مباشرة إلى محافظة النجف الأشرف للتحقيق في حادثة التظاهرات هناك.
وقد أكد محافظ النجف السيطرة على الوضع الأمني في المحافظة بعد الاشتباكات التي حصلت بين الشرطة والمتظاهرين المحتجين، وقال لؤي الياسري في بيان رسمي إن التظاهرة ابتدأت بمطالبات لبعض المواطنين بتحسين التيار الكهربائي في مناطقهم "لكن مع الأسف هناك بعض المندسين والمخربين حولوا مسار هذه المطالبات إلى امور أخرى الغاية منها زعزعة الأمن والأمان لإرباك الوضع الأمني المستتب في النجف الأشرف".
وأضاف انه قد تم ظهر الخميس الاتصال بالوكيل الأقدم لوزارة الكهرباء والمطالبة بتحسين الطاقة الكهربائية لتلك المناطق قبل انطلاق المظاهرات.. موضحًا أنه تم اعتقال البعض من المتظاهرين، حيث أن تحقيقات جارية معهم لمعرفة من يقف وراءهم ويدعمهم. وأكد أن الوضع الآن مسيطر عليه بجهود القوات الأمنية والمنطقة هادئة ومستقرة، داعيًا وسائل الإعلام والصحافيين والإعلاميين إلى "أخذ الحيطة والحذر بنشر أخبار غير دقيقة والسعي لأخذها من مصادرها الرسمية ".
يذكر أن العاصمة بغداد ومدناً عراقية أخرى خاصة في الجنوب شهدت خلال اليومين الأخيرين ارتفاعاً غير مسبوق لدرجات الحرارة وصل إلى 50 درجة مئوية وسط انقطاعات للتيار الكهربائي لعدة ساعات في اليوم. ويشار إلى أنّ العراق يعاني نقصاً في الطاقة الكهربائية منذ عام 1990 وازدادت ساعات تقنين التيار الكهربائي بعد عام 2003 بسبب قدم الكثير من المحطات، بالإضافة إلى عمليات التخريب التي تعرضت لها المنشآت خلال السنوات الماضية، حيث ازدادت ساعات انقطاع الكهرباء عن المواطنين إلى حوالي عشرين ساعة في اليوم الواحد.
أرسل تعليقك