الجزائر – ربيعة خريس
يواصل رئيس حكومة الجزائر عبد المالك سلال استشاراته في تشكيل الحكومة المنتظر الإعلان عليها بعد تنصيب المجلس الشعبي الوطني الأسبوع القادم، ويؤكد نشاط سلال أنّ الجهاز التنفيذي القادم سيغلب عليه الطابع السياسي وبذلك ستسقط عنها اللمسة الـ"تكنوقراطية" كما ستتقلّص حظوظ حزب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في الحكومة المقبلة وسترتفع حظوظ غريمه "التجمّع الوطني الديمقراطي" ثاني تشكيلة سياسية في البلاد بعد دخول تشكيلات سياسية جديدة محسوبة على جناح السلطة على غرار تجمّع أمل الجزائر بقيادة عمّار غول والحركة الشعبية الجزائرية بقيادة وزير التجارة السابق عمارة بن يونس في انتظار ردّ حركة مجتمع السلم على عرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الانضمام إلى الحكومة المقبلة.
والتقى رئيس حكومة الجزائر عبد المالك سلال يوم الأحد الماضي، الأمين العام للحزب الحاكم جمال ولد عباس وأخطره رغبة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في تشكيل حكومة يغلب عليها الطابع السياسي أي حكومة متعدّدة الألوان السياسية حتّى تواكب التحدّيات المطروحة أمام البلاد سواء على الصعيد الأمني أو الاقتصادي أو الاجتماعي وتتضمّن بذلك الاستقرار السياسي المطلوب في تحقيق استمرارية الدولة الجزائرية.
وأبلغ عبد المالك سلال الأمين العام لحزب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بأنّ الحقائب الوزارية للحزب الحاكم ستتقلّص في الحكومة القادمة التّي ستتمخض عن الانتخابات البرلمانية بسبب النتائج السلبية التّي حققها الحزب في هذه المحطة كما سيتقلّص دخول تشكيلات سياسية أخرى محسوبة على جناح السلطة كتجمّع أمل الجزائر، حيث كشف زعيمه عمار غول قبل بضعة أيّام في تصريحات صحفية بأنّه كان من بين الأوائل الذّين التقاهم رئيس حكومة الجزائر عبد المالك سلال وأنّه لا يعارض فكرة الانضمام إلى الحكومة القادمة.
وقال الأمين العام في الحزب الحاكم ولد عباس يوم الأحد الماضي، في حوار أجراه مع إحدى الصحف المحلّية بخصوص توقعاته في تشكيلة الحكومة الجديدة ملمّحًا إلى أنها ستحمل طابعًا سياسيًا إذ أنّ رئيس الحكومة التقى قادة 5 أحزاب في إطار المشاورات في تشكيل الحكومة التّي ستشمل أحزابًا أخرى غير الحزب الحاكم والتجمّع الوطني الديمقراطي.
ويستحوذ الحزب الحاكم في الحكومة الحالية على 14 حقيبة وزارية مقابل أربعة حقائب للتجمّع الوطني الديمقراطي الذّي يقوده مدير ديوان الرئاسة أحمد أويحي والذي ستعزّز حظوظه بالنظر إلى النتائج الإيجابية التّي حقّقها الحزب في الانتخابات النيابية.
وعلّق القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في البلاد يوسف ناحت في تصريحات إلى "العرب اليوم" على المشاورات التّي يجريها رئيس الحكومة عبد المالك سلال قائلًا: "أولًا قانونيًا وأخلاقيًا لا يمكن لسلال إجراء مشاورات قبل إعلان المجلس الدستوري عن النتائج النهائية وقبل تنصيب المجلس الشعبي الوطنيّ إلّا إذا نال ثقة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كرئيس حكومة يمكنه إجراء مشاورات لتشكيل الحكومة، لكن حتّى ولو له ضمانات في مواصلة المهام كان عليه احترام القانون واحترام المؤسسات الدستورية" مشيرًا إلى أنّ ما يقوم به حاليًا هو عبارة عن اتصالات أولية وليست نهائية حيث انّ تشكيل الحكومة هي من صلاحيات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وأردف قائلًا: "أنّ التحرّك الذّي يقوم به رئيس الحكومة عبد المالك سلال يخفي في طياته العديد من الأمور أبرزها التحضّر للانتخابات الرئاسيّة 2019 فهو يريد أن يعبّد الطريق لنفسه وهو يواصل تمركزه في إقناع التشكيلات السياسية في دخول الحكومة ليبرز دليل قوّته وسيطرته للمشهد السياسي لفائدته".
أرسل تعليقك