كشفت مديرية الاستخبارات العسكرية، اليوم السبت، عن اختراق وتفكيك خلية ار مكونة من سبعة عناصر في قضاء هيت بالأنبار".
وأكدت المديرية في بيان أن "مفارز مديرية الاستخبارات العسكرية في لواء المشاة 29 وبالتنسيق مع شعبة المصادر في المديرية واستخبارات مقر قيادة الفرقة 7 تمكنت وبعملية استباقية نوعية وفق معلومات استخبارية دقيقة، من اختراق وتفكيك خلية متطرفة مكونة من سبعة عناصر في قضاء هيت في الأنبار".
وأضافت المديرية أن "هذه الخلية تعمل بشكل سري وتخطط لتنفيذ عمليات إجرامية تستهدف المواطنين الأبرياء والقوات الأمنية في المحافظة"، مشيرة إلى انه "تم إلقاء القبض على جميع أفرادها".
وأشارت أن "هؤلاء من المطلوبين للقضاء بموجب مذكرات قبض وفق أحكام المادة 4 إرهاب"
هذا ورغم الهجمات المحدودة لتنظيم داعش أو ما تبقى من جيوب وخلايا متناثرة له في مناطق غرب وشمال العراق، إلا أن قوى سياسية عراقية عدة حرصت، خلال الأيام الماضية، على تضخيم خطر التنظيم، حتى وصل الأمر إلى التحذير من سيناريو سقوط المدن مرة أخرى.
وتشترك مختلف القوى بهذا الأمر، وغذت ذلك وسائل إعلام عراقية مملوكة لتلك القوى والأحزاب التي خصص بعضها برامج حوارية حول داعش وإعادة تجمعه مجدداً وخطره، ما خلق حالة من عدم الاستقرار والقلق بين المواطنين.
وباتت القوى السياسية السنية العربية تستخدم ورقة التنظيم في التحذير من أنه سيكون لأي غبن سياسي جديد تبعات على الملف الأمني، فيما تستخدم فصائل الحشد الشعبي وقوى موالية لإيران ورقة "جيوب داعش" كغطاء لتبرير بقاء عشرات الآلاف من عناصر المليشيات داخل المدن والقصبات السنية، في شمال العراق وغربه ووسطه وفي حزام بغداد.
وفي هذا الإطار، أكد مسؤولون عسكريون في وزارة الدفاع العراقية ببغداد أن جميع التصريحات التي أطلقتها القوى، والتي تتحدث عن دور داعش وفاعليته هي إما للابتزاز السياسي أو للإبقاء على وضع غير قانوني أو للحصول على مكاسب من نوع محدد.
وقال جنرال بارز في قيادة العمليات العراقية المشتركة في ديوان وزارة الدفاع في بغداد للعربي الجديد إن المدن المحررة، تحوي حالياً نحو نصف مليون جندي وعنصر أمن، يتوزعون على الجيش العراقي والشرطة الاتحادية وقوات الشرطة المحلية وجهاز مكافحة الإرهاب وألوية التدخل السريع، وأفواج الطوارئ، بالإضافة إلى الحشد الشعبي بمختلف فصائله وقوات العشائر.
وأوضح أن "آخر التقارير تحدثت عن أن ما بين 500 إلى 600 عنصر فعلي من داعش يتفاعلون أو ينشطون في عمليات إرهابية في كل مدن شمال وغرب العراق، وهذا العدد لا يشكل أي خطورة كما يجري التضخيم له من قبل الساسة العراقيين".
وشدد على أن "نشاط عناصر التنظيم في المدن حالياً ضعيف للغاية، وهم بشكل عام منشغلون بتأمين قياداتهم والبحث عن مقرات أو نقاط آمنة لهم، بعد تهاوي عدد من الزعامات أخيراً، جراء الاعتقال أو القتل، في سوريا والعراق".
بدوره، قال قائد عمليات نينوى اللواء الركن نجم الجبوري إن الحديث عن خطر داعش وتهديده للمدن غير واقعي، مبيناً أن "الجيش العراقي يمسك بزمام الأمور في نينوى، والعمليات الاستخبارية مستمرة، ونجحنا بتفكيك خلايا إرهابية كثيرة، ولا خوف من أي تهديدات على أمن المواطنين".
في هذه الأثناء، تحرص قوى سياسية سنية على التحذير من خطر عودة التنظيم في كل مناسبة، عازية ذلك إلى استمرار الانتهاكات بمجال حقوق الإنسان والحيف الذي يلاقيه سكان تلك المدن واستمرار سياسة التهميش والإقصاء.
وقال عضو التيار المدني العراقي صفاء العلي إن "القوى الطائفية العراقية هي فقط من تستخدم ورقة داعش، لتحقيق مكاسب، رغم أنها متورطة في صناعة التطرف بشكل أو آخر".
وأضاف العلي أن "وجود أجندة لكل طرف من الأطراف السياسية يجعلها تستخدم ورقة داعش بما يخدم مصالحها، لكن الحقيقة أن التنظيم انتهى في نفوس سكان المدن الشمالية والغربية قبل أن ينتهي عسكرياً، بعد أن اكتشفوا زيف ادعاءاته".
واعتبر أن "النفوذ الإيراني في المدن الشمالية والغربية، واستفزازات الميليشيات وتنصل الحكومة من وعود إعمار وتأهيل المدن المحررة، هي الخطر الوحيد على السكان واستقرارهم بالوقت الحالي".
أرسل تعليقك