تستعدّ القوات العراقية المتمركزة في المحور الشمالي للموصل لتحريك قطعاتها نحو المدينة، في وقتٍ قصف فيه الطيران العراقي معاقل تنظيم "داعش"، في الساحل الأيسر للموصل. يأتي ذلك في وقت تستمر القوات العراقية بالتقدم نحو أحياء وسط المدينة، وكشف القادة العراقيون أن "المسافة التي تفصلهم عن نهر دجلة هي 5 كيلومترات فقط".
وأوضح مصدر في وزارة الدفاع العراقية، لـ"العرب اليوم "، الأربعاء أنّ "قطعات الفرقة السادسة عشرة في الجيش العراقي، وقوات "حرس نينوى" التي يقودها محافظ الموصل السابق أثيل النجيفي، تستعد لخوض معركة المحور الشمالي للموصل، مبيّنًا أن هذا التحرك جاء لتسريع عمليات التقدم التي تباطأت في المحورين الشرقي والجنوبي، بسبب شدة المعارك مع تنظيم "داعش". واندلعت اشتباكات عنيفة في حي الزهور في الموصل، الثلاثاء، بين القوات العراقية ومسلحي تنظيم داعش، وسط قصف مروحيات الأباتشي العراقية لمواقع التنظيم.
وقال القائد العسكري في قوات مكافحة الإرهاب، عبدالوهاب الساعدي، للصحفيين: "يمكننا القول إن حي الزهور أصبح تحت السيطرة، واقتربنا من تقاطع (محروق)، ولا زالت الاشتباكات مستمرة، وقد أسهم القصف الجوي في القضاء على الكثير من مسلحي داعش". ويلجأ مسلحو تنظيم داعش لاستخدام السيارات المفخخة، في حين لا يقدم الجيش العراقي على أي خطوة دون استخدام صواريخ "كورنيت". وأضاف الساعدي، إن "قواتنا أكملت تطهير القادسية الثانية ودورة المحروق والعبادي شمال شرقي الموصل" و"عمليات التطهير استكملت بعد أن استعادة القوات العراقية لها أخيرًا".
وقال أحد ضباط مكافحة الإرهاب ، إنه "لم يبقَ سوى 5 كيلومترات لنصل إلى نهر دجلة الذي يقسم الموصل إلى شطرين".
وأقدم تنظيم داعش على زرع المتفجرات أمام وداخل منازل الموصل، كما خفض ارتفاع جدران المنازل بهدف الكر والفر خلال القتال. ويستقبل أهالي الأحياء المحررة في الموصل، القوات العراقية بفرحة عارمة، ويعبرون عن سعادتهم بالتحرير من قبضة تنظيم "داعش".
وتمكنت قوات مكافحة الإرهاب من التوغل بحي جديد في مدينة الموصل، حيث تقاتل لاستعادة أكبر معاقل داعش.
وأبلغ مصدر أمني، أن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب تواصل التوغل في حي البريد شرق مدينة الموصل وتتمكن من تفجير عجلتين مفخختين لتنظيم داعش قبل وصولهما إلى أهدافها".
وحررت قوات الحشد الشعبي، الأربعاء ، قريتي الصالحية والبوتة الشرقية جنوب غرب مدينة الموصل من عناصر" داعش"المتطرفة. وذكر بيان لإعلام (الحشد الشعبي ) أن "الحشد حرر قرية الصالحية جنوب غرب الموصل كما حرر قرية البوتة الشرقية"، مشيرًا إلى أن "الجهد الهندسي نجح بتطهيرهما بالكامل". وقصف طيران التحالف الدولي تجمعًا لتنظيم "داعش" جنوب مدينة كركوك.
وأفاد مصدر أمني، بأن متطرفي "داعش" كانوا يتجمعون بالقرب من ناحية الرشاد جنوب كركوك في محاولة لمهاجمة قوات البيشمركة في حقل (علاس) بالقرب من جبال حمرين، فتم استهدافهم من قبل طيران التحالف الدولي، ما أدى إلى مقتل 15 عنصرًا وإصابة سبعة آخرين".
وأوضح أن "التنظيم يحاول تجميع قواته بين الحين والآخر لتنفيذ هجمات على المواقع العسكرية أو حقول النفط".
وكانت خلية الإعلام الحربي العراقية، قد ذكرت الليلة الماضية، أن "الطيران العراقي قصف تجمعات "داعش" في الساحل الشرقي للموصل"، موضحةً في بيانٍ أن "القصف تم بناء على معلومات من جهاز المخابرات العراقي، وأدى إلى مقتل قياديين وعناصر بالتنظيم، فضلاً عن تدمير طائرات مسيرة وسيارات مفخخة له".
وكشف قائمقام قضاء الكرمة في محافظة الأنبار، أحمد خلف، الأربعاء، أن "قوات الأمن عثرت على رفات 9 جثث تعود لجنود عراقيين وعناصر من قوات صحوة العشائر ". موضحاً أن " عناصر الشرطة عثرت على المقبرة الجماعية التي تعود لضحايا اعدمهم داعش اثناء الفترة التي سيطر خلالها على قضاء الكرمة".
ولفت أيضًا إلى أن "القوات الأمنية فتحت تحقيقا على الفور لمعرفة هوية الضحايا وابلاغ ذويهم لاحقًا". وكان تنظيم "داعش" قد فرض سيطرته على قضاء الكرمة (40 كيلومتر غربي العاصمة بغداد) منذ مطلع 2014 عقب انسحاب القوات الأمنية العراقية التي تمكنت منتصف هذا العام من استعادة السيطرة على المدينة اثر عمليات عسكرية واسعة .
وأجرى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، اتصالاً برئيس إقليم كردستان العراقي مسعود بارزاني، لبحث مراحل تحرير الموصل.
وأوضحت رئاسة الإقليم في بيانٍ، أن الجانبين وصفا التعاون والتنسيق بين قوات "البشمركة" الكردية، والجيش العراقي بالجيدة، ما أدى إلى تحقيق انتصارات ومنجزات، مشددين على "ضرورة استمرار هذا التنسيق".
ونقل البيان عن بارزاني شكره للولايات المتحدة على دعمها لـ "البشمركة"، وتنسيقها مع القوات العراقية، فيما جدد بايدن تأكيد استمرار بلاده بهذا التنسيق.
واستقبل رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجرفان بارزاني، أمس الثلاثاء، مساعد سكرتير الأمم المتحدة للشؤون السياسية، ميروسلاف جينكا، وممثل الأمم المتحدة في العراق، يان كوبيتش، لبحث أوضاع النازحين الفارين من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة" إلى إقليم كردستان. وبحسب بيان حكومة إقليم كردستان فإن "المجتمعين ناقشوا سبل الدعم اللازم لقوات "البشمركة" الكردية في حربها على تنظيم "داعش"، مثمّنين التنسيق العالي بين القوات الكردية والجيش العراقي. وأكد رئيس حكومة الإقليم، أن الأشهر الماضية شهدت تنسيقاً عالياً بين " البشمركة" والجيش العراقي، أسفر عن تحقيق انتصارات كبيرة على التنظيم.
أرسل تعليقك