واصل الطيران العراقي، الجمعة، قصفه لتجمعات تنظيم "داعش" في الجانب الغربي للموصل. وذكرت وزارة الدفاع، في بيان صدر مساء الخميس، أنّ طيران الجيش العراقي دمّر عدة أهداف لتنظيم "داعش"، من خلال توجيه ضربات جوية ناجحة استهدفت عناصر التنظيم ضمن المحور الغربي للموصل، مؤكدة أن القصف الذي استهدف مواقع "داعش في قرية تل حاجم أسفر عن تدمير مدفعين عيار 23 ملم، وآخرين عيار 37 ملم، وغيرها".
وتسعى القوات العراقية إلى تسريع وتيرة التقدّم نحو المجمّع الحكومي في الجانب الغربي للموصل وسط تقدم حذر بسبب كمائن تنظيم "داعش"، فيما تؤكد مصادر أمنية أن عناصر التنظيم بدأوا يتخفون داخل الأحياء السكنية خشية تعرضهم للضربات للجوية، في وقت أعلن ضابط استخبارات لواء "حديثة " في الحشد العشائري في محافظة الأنبار عن قيام تنظيم "داعش" بقصف القضاء بصواريخ كاتيوشا، مؤكدًا عدم وقوع أي إصابات.
وأفاد مصدر في قيادة العمليات العراقية المشتركة، اليوم الجمعة، بأن تقدم القوات العراقية باتجاه وسط مدينة الموصل، بدا أكثر حذرًا خلال الساعات الماضية، بسبب وجود عدد كبير من الألغام والكمائن التي نصبها تنظيم "داعش" في محيط الأحياء غير المحررة، مؤكدًا لـ"العربي الجديد" أن عمليات تحرير الأحياء الواقعة في قلب الجانب الأيمن للموصل قد تتطلب وقتًا أكثر من سابقاتها.
وأضاف: "على الرغم من وصول القوات العراقية المشتركة إلى أطراف حي الدندان في الجهة اليمنى للموصل، منذ ثلاثة أيام، إلا أنها لم تتمكن من اقتحامه بسبب المقاومة العنيفة لعناصر (داعش)، فضلًا عن وجود عدد كبير من المنازل المفخخة والعبوات الناسفة في محيطه"، مبينًا أن تنظيم "داعش" بدأ "يحتمي بالمدنيين في هذا الحي، وينقل مقراته إلى داخل الشوارع الضيقة التي لا تزال مأهولة بالسكان، خشية التعرض لضربات طيران التحالف الدولي والقوة الجوية العراقية".
وأكدت مليشيا "الحشد الشعبي"، أمس الخميس، تمكنها من إحباط هجوم شنّه تنظيم "داعش" على قرية تل عبطة، قرب بلدة تلعفر، غرب الموصل، موضحة، في بيان، أنها رصدت تحركات التنظيم من خلال الإحداثيات الأرضية.
وأشارت إلى إعطاب ثلاث آليات تابعة لتنظيم "داعش"، لافتة إلى قيام طيران الجيش العراقي بمطاردة عناصر التنظيم في عمق صحراء الموصل.
وقال ضابط في قيادة عمليات نينوى إنّ "القيادات الأمنية عقدت اجتماعًا لبحث خطط جديدة وطرق تختصر التقدّم نحو مركز المدينة، وقرّرت فتح محاور القتال وتوسيعها، في محاولة منها لتشتيت تنظيم داعش، ومنح الطيران فرصة استهدافه عندما يقاتل في أراض مكشوفة"، وفق تعبيره. وبيّن أنّ "القطعات تقاتل حالياً في أربعة محاور من جهة الجنوب نحو مركز الموصل، فيما تضمّنت الخطة الجديدة فتح ثلاثة محاور أخرى من جهتي الشمال والشمال الغربي بالإضافة إلى محور آخر جنوبي"، وفق قوله.
وسيطرت القطعات العراقية على مطار الموصل قبل عدّة أيّام، حتى بدأت التعزيزات العسكرية تتواصل نحو الساحل الأيمن. وفي هذا الصدد، قال مصدر عسكري إنّ "تلك القطعات يجرى حالياً إعدادها وتوزيعها ضمن الخطة الجديدة على محاور القتال". وأعلن الرائد في "جهاز مكافحة الإرهاب"، أثير الساعدي، أن "القوات العراقية لا تزال تخوض اشتباكات عنيفة مع داعش في الجهة الغربية لحي وادي حجر القريب من حي الدواسة الذي يضم المباني الحكومية، وذلك بعدما تمكنت من فرض سيطرتها على أحياء الطيران والجوسق والمأمون وأجزاء من حي المنصور".
وأبرز أنّ "قطعات مكافحة الإرهاب لا تزال تخوض اشتباكات عنيفة مع عناصر التنظيم الذين ينتشرون بين أزقة الحي (وادي حجر)، ويستخدمون أسلوب القنص والهجمات الانتحارية لعرقلة تقدّم القوات" العراقية.
وأشار إلى أنّ "طائرات الأباتشي الأميركية تلعب دورًا كبيرًا في تدمير العربات المفخخة التي تهاجم القطعات، كما تستهدف أي تحرّك لداعش بين الأزقة الضيقة"، بحسب ما ذكر.
وأفاد المسؤول العسكري نفسه بأن "قوات الجيش العراقي تحركت نحو مناطق شمال غرب مدينة الموصل، ونجحت بالسيطرة على المدخل الشمالي الغربي لمدينة الموصل الواقع في منطقة باب الشام والاقتراب من بلدة بادوش"، بحسب قوله.
في المقابل، وفي تطور لافت في مجريات معركة الموصل، صعّد تنظيم "داعش" من هجماته التي تستهدف قطعات القوات العراقية، مكثّفاً من هجماته الانتحارية. وقال مصدر محلّي إنّ "القوات العراقية تمكّنت من صدّ هجوم لتنظيم داعش استهدف منطقة الكبة شمال مدينة الموصل".
وأوضح أنّ "مواجهات عنيفة جرت بين الجانبين استمرت لنحو خمس ساعات تمكّنت القوات العراقية خلالها، وبإسناد طائرات التحالف الدولي، من تدمير السيارات الملغمة قبل وصولها إلى أهدافها، وأجبرت المهاجمين على التراجع إلى مواقعهم بعد مقتل عدد منهم" بحسب تعبيره.
وكشف عن"مقتل خمسة من الجنود العراقيين وجرح آخرين، إضافة إلى تدمير آليات تابعة للجيش العراقي". وأضاف أنّ "داعش وسّع من دائرة قصفه الأحياء السكنية التي انتزعت منه أخيراً". كما أفاد بأنّ هذا "القصف طاول أحياء وادي حجر وحي التنك والشهداء وتل الرمان، كما استهدف القطعات العراقية، وقد أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين والعسكريين"، بحسب المصدر نفسه.
وبيّنت مصادر طبية في مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق عن تعرّض مدنيين من أهالي مدينة الموصل لإصابات بأسلحة كيميائية يُعتقد أنّ "داعش" استعمالها بقصفه على المدينة.
وقال أحد الأطباء المتخصصين في مستشفى طوارئ غرب أربيل، في تصريح صحافي، إنّ "عائلة عراقية من أربعة أفراد، الأب والأم وطفلين، نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، جرّاء إصابات تعرّضوا لها بقنابل احتوت مواد كيميائية". ورجّح الطبيب أنّ "يكون الغاز المستخدم في الهجوم هو غاز الخردل، استناداً لتجربتنا في التشخيص" وفق تعبيره. وسبق لتنظيم "داعش" أن استخدم مثل تلك القنابل في استهداف قوات البشمركة شرقي وشمال مدينة الموصل.
ولفت الخبير العسكري، العميد المتقاعد جمال التميمي، أنّ "توجه القيادات العسكرية نحو فتح محاور قتال جديدة يعدّ الخطة الأمثل لمعركة الموصل".
وتابع أنّ "مجريات المعركة أظهرت تباطؤ وصعوبة كلما اقتربت القطعات من مركز المدينة". وبيّن أنّ "المعلومات العسكرية تؤشّر إلى أنّ التنظيم يعمل على تقوية دفاعاته في حدود بلدة الدواسة، محاولاً منع القطعات من الوصول إلى المجمّع الحكومي ومركز المدينة"، وفق تأكيده. وأشار إلى أنّه "وفقًا للخطة الجديدة، ومع فتح المحاور الجديدة، سيضطر داعش إلى تشتيت قطعاته لصد الهجمات بالمحاور الجديدة، الأمر الذي سيضعف كثيرًا من خطوط دفاعاته وسيمنح القطعات فرصة اختراقها والتقدّم نحو مركز المدينة" وفق تقديراته.
وبيّن أنّ "المعركة باتت محسومة لصالح القطعات العراقية، لكنّ تأخيرها ليس في صالح القطعات، لأنّ داعش تنظيم خطير وقد يغيّر من استراتيجيته، مما سيكلّفها خسائر في صفوفها"، وفق تعبيره. لكن الخبير العسكري رجّح "حدوث تغيّر في سير المعركة لصالح القطعات مع بدء فتح المحاور الجديدة". وأفاد مصدر محلي في نينوى، الجمعة، بان ماكنة "داعش" الإعلامية نعت فيه خمسة من قادتها قتلوا في معارك الجانب الأيمن للموصل، وذلك بعد صمت إعلام التنظيم لثلاثة أيام متتالية.
وصرّح مصدر أمني، بأن "ماكنة داعش الإعلامية أصدرت بيان مقتضبا نعت فيه خمسة من قادتها قتلوا في معارك الساحل الأيمن للموصل أمام القوات الأمنية المشتركة". وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "بيان الماكنة الإعلامية لداعش جاء بعد صمتها ثلاثة أيام متتالية، ما يعكس حالة الانهيار الحاصل في صفوف التنظيم".
وكان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي، أعلن في (19 شباط 2017)، عن انطلاق عمليات تحرير الجانب الأيمن من الموصل، فيما تمكنت القوات الأمنية من الاندفاع في العديد من مناطق المدينة وتكبيد "داعش" خسائر جسيمة.
وفي محافظة الأنبار، أعلن ضابط استخبارات لواء "حديثة " بالحشد العشائري في محافظة الأنبار عن قيام تنظيم "داعش" بقصف القضاء بصواريخ كاتيوشا، موكدًا عدم وقوع أي إصابات.
وذكر الجغيفي، أن "تنظيم داعش اطلق خمسة صواريخ كاتيوشا على قضاء حديثة، (160كم غرب الرمادي)"، مبينا أن "تلك الصواريخ أطلقها من الجهة الجنوبية الغربية للقضاء (الصحراء)".
وأضاف الجغيفي، أن "تلك الصواريخ سقطت على أماكن متفرقة من حديثة، ولكنها لم توقع أي خسائر مادية او بشرية بين المدنيين والأجهزة الأمنية".
يذكر أن القوات الأمنية والعشائر تسيطر على قضاء حديثة فيما يتعرض القضاء الى قصف مستمر من قبل داعش الإرهابي، وغالبا ما يسفر عن وقوع خسائر بين المدنيين.
وأعلنت البيشمركة، اليوم الجمعة أن قواتها مخولة بالتحرك في جميع أراضي كردستان من دون طلب الإذن من أحد، وذلك في اعقاب اشتباكات مسلحة وقعت بين قوات كردية سوريا بسنجار.
وذكر المتحدث باسم الوزارة هلكرد حكمت ، "ان قوات بيشمركة كردستان حرة في التحرك في أي وقت واي مكان في ارض كردستان لاستبدال قواتها. وانها لن تطلب إذن احد في هذا الأمر".
وأردف أن قوات البيشمركة تعمل على أداء واجبها لحماية كردستان وليس لها أي نية في الدخول في اشتباكات ولا تريد حصول ذلك في المنطقة.
ووقعت مصادمات مسلحة، بين مقاتلين كرد سوريين واخرين تابعين لحزب العمال الكردستاني في مدينة سنجار بمحافظة نينوى.
وأبلغ مصدر امني لـ"العرب اليوم" ، ان قوات بيشمركة "روج افا" اشتبكت مع وحدات حماية شنكال التابعة لحزب العمال الكردستاني في مجمع خانصور قرب ناحية سنوني بسنجار.
وبيّن أن البيشمركة في إقليم كردستان تدخلت وهدأت الموقف. وأكد غياث السورجي مسؤول إعلام الاتحاد الوطني الكردستاني في نينوى لشفق نيوز، أن الاشتباكات تسببت بوقوع قتلى بين الجانبين.
ووصلت تعزيزات كبيرة لقوات البيشمركة السورية مكونة من مدرعات واسلحة ثقيلة الى قرية حسايوك على الحدود السورية غربي مجمع خانصور، ومن الطرف الاخر من الحدود ايضا وصلت تعزيزات اضافية لقوات وحدات حماية الشعب في المنطقة المذكورة. وبيشمركة سوريا هم مقاتلون كرد من سوريا تم تدريبهم على يد قوات البيشمركة في إقليم كردستان العراق عندما نزح الآلاف من الكرد السوريين إلى الإقليم منذ عام 2011. وتحارب تلك القوات إلى جانب بيشمركة إقليم كردستان في الحرب ضد تنظيم "داعش"
وكشفت وسائل إعلام كردية في دهوك عن وقوع اشتباكات منذ صباح اليوم الجمعة، بين قوات بيشمركة روج افا وبين وحدات حماية شنكال التابعة لحزب العمال الكردستاني PKK، في منطقة خاني سوري القريبة من ناحية سنوني بإقليم كردستان.
وذكرت "أن قوات (بيشمركة روج افا) قد جاءت إلى هذه المنطقة وفق تعليمات من وزارة البيشمركة، لحماية هذه المنطقة"، مشيرًا إلى "قتل أحد عناصر وحدات حماية شنكال وأصيب 3 آخرون في هذه الاشتباكات، وأصيب 4 من مقاتلي بيشمركة روج افا".
أرسل تعليقك