تتواصل عملية تمشيط منطقة اللجاة من قبل القوات الحكومية السورية، في الريف الشمالي الشرقي لدرعا، بالتزامن مع سماع أصوات إطلاق نار في ريف المحافظة الشرقي، فيما تتواصل القوات الحكومية السورية بتنفيذ مداهماتها في قرى منطقة اللجاة والمناطق القربة من مطار خلخلة العسكري، وتنفيذها للمزيد من الاعتقالات بحق المواطنين، ليرتفع لأكثر من 240 عدد من اعتقلوا منذ مساء يوم الخميس الثاني من آب / أغسطس الجاري، من العام 2018.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان هذه المداهمات وتفتيش المنازل، بعد تعرض مطار خلخلة العسكرية على الحدود الإدارية لريف السويداء الشمالي الغربي مع منطقة اللجاة بريف درعا، لهجوم من قبل تنظيم "داعش"، تسبب في مقتل 7 على الأقل من عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، وتدمير معدات داخل المطار جراء استهدافه بعدة قذائف صاروخية.
وترافقت عمليات الاعتقال هذه خلال الساعات الأخيرة مع ضربات جوية طالت محيط المنطقة، بالتزامن مع استهدافات طالت مناطق في بادية السويداء، حيث مناطق تواجد تنظيم "داعش"، تزامنًا مع تعزيزات عسكرية مؤلفة من عشرات السيارات، التي تحمل على متنها جنود وعتاد وذخيرة، وصلت إلى قرى خط التماس الأول مع مناطق سيطرة التنظيم في الريف الشرقي للسويداء.
ونشر المرصد السوري أمس الخميس، أن ريف السويداء الشمالي الغربي، شهد هدوءًا حذرًا منذ نحو 36 ساعة، في أعقاب الهجوم المباغت الثاني لتنظيم "داعش" في ريف المحافظة منذ الـ 25 من تموز / يوليو الماضي، من العام الجاري 2018، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عملية استنفار من قبل القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها والمسلحين المحليين في محيط مطار خلخلة العسكري، ومحاور أخرى في ريف السويداء، وعلى طول خط القرى المحاذية لمناطق تواجد تنظيم "داعش" في شرق وشمال شرق محافظة السويداء.
وجاء ذلك في أعقاب الهجوم المباغت الذي تعرض له مطار خلخلة العسكري من قبل مجموعة من التنظيم بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، والتي عمدت لاستهداف داخل المطار بعدد من القذائف الصاروخية، متسببة بانفجارات أدت لدمار وأضرار في معدات عسكرية داخل المطار، كما أنه ومع هذا الهجوم الثاني داخل محافظة السويداء فإنه يرتفع إلى 265 على الأقل عدد المدنيين والمسلحين القرويين وعناصر القوات الحكومية السورية الذين استشهدوا وقتلوا على يد تنظيم “داعش”، منذ الـ 25 من يوليو/ تموز الماضي/ الفائت وحتى اليوم الثاني من آب / أغسطس الجاري من العام 2018، هم 142 مدنيًا بينهم 38 طفل ومواطنة، و116 مسلحاً غالبيتهم من المسلحين من أبناء ريف محافظة السويداء ممن حملوا السلاح لصد هجوم تنظيم "داعش" استشهدوا وقتلوا في ريفي السويداء الشرقي والشمالي الشرقي، بهجوم هو الأعنف والأكثر دموية في محافظة السويداء منذ انطلاقة الثورة السورية، و7 من عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها قتلوا في هجوم على مطار خلخلة العسكري.
قصف يطال الشمال الحموي وانفجار يهز ريف إدلب الشرقي
وتعرضت مناطق في الشمال الحموي، إلى عمليات قصف مدفعي وصاروخي من قبل القوات الحكومية السورية، طالت مناطق في قرية الصخر وبلدة اللطامنة، كذلك استهدفت القوات الحكومية السورية مناطق في بلدة كفرزيتا، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وسمع دوي انفجار في القطاع الشرقي من ريف إدلب، ناجم عن انفجار في منطقة سرمين، ما تسبب في أضرار مادية، ومعلومات أولية عن إصابات، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن.
ضحية جديدة برصاص الجندرما التركية ترفع عدد الشهداء إلى 399
لا شيء يردع حرس الحدود التركي، عن إطلاق النار على المدنيين الفارين من الموت، ليلاقوا الموت برصاص الجندرما، فلا محاسبة تطالهم، ولاقرار يوقفهم، ولا شيء يمنعهم من تحرير طلقاتهم النارية لتستقر في أجساد سوريين فروا من بلادهم بحثاً عن ملاذ آمن، وهرباً من مأساة تفوق الأخرى وتلحقها.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عملية قتل جديدة طالت مواطناً خلال محاولته العبور من ريف إدلب الشمالي نحو الجانب التركي، حيث أطلق عناصر الجندرمة النار عليه ما تسبب باستشهاده، ليرتفع إلى 399 مدنياً على الأقل عدد الذين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهادهم، منذ انطلاقة الثورة السورية برصاص قوات الجندرما، من ضمنهم 74 طفلاً دون الثامنة عشر، و36 مواطنة فوق سن الـ 18 ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 28 من شهر تموز/يوليو الجاري أنه تواصل أعداد الخسائر البشرية الناجمة عن استهداف حرس الحدود التركي"الجندرما" ارتفاعها، إثر قتل مزيد من المواطنين ممن حاولوا الهروب من الموت فتلقَّفهم الموت برصاصات قناصات الجندرما، ليتركوا هذه الأرض بصمت، ويسجلوا مع من قبلهم في الرحلة المستمرة للبحث عن الملاذ الآمن.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد مواطنين اثنين، أحدهما من ريف حماة الجنوبي، والآخر مهجر من ريف دمشق برصاص قوات حرس الحدود التركي، بالإضافة لإصابة 3 آخرين من الريف الدمشقي، بجراح ، فيما رصد المرصد السوري إصابة المئات برصاص قوات الجندرما التركية "حرس الحدود" في استهداف المواطنين السوريين الذين فروا من العمليات العسكرية الدائرة في مناطقهم، نحو أماكن يتمكنون فيها من إيجاد ملاذ آمن، يبعدهم عن الموت الذي يلاحقهم في بلادهم سورية، وأن ينجوا بأطفالهم، حتى لا يكون مصير أطفالهم كمصير أكثر من 20 ألف طفل استشهدوا منذ انطلاقة الثورة السورية، ومصير عشرات آلاف الأطفال الآخرين الذين أصيبوا بإعاقات دائمة، أو مصير آلاف الأطفال الذين أقحموا في العمليات العسكرية وحوِّلوا إلى مقاتلين ومفجِّرين.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الـ 23 من شهر تموز / يوليو الجاري أنه وثق مزيدًا من الشهداء المدنيين جراء استمرار قوات حرس الحدود التركية باستهداف المدنيين المحاولين عبور الأراضي السورية باتجاه تركيا، حيث استشهد 3 أشخاص هم طفلة ومواطنة وشاب وهم نازحون من دير الزور ودمشق، استشهدوا جراء إطلاق النار عليهم من قبل قوات الجندرما التركية في منطقة الدرية الحدودية غرب إدلب، وذلك أثناء محاولتهم العبور باتجاه لواء إسكندرون.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في نهاية تموز / يوليو الماضي، العام 2017، أنه ورد إلى المرصد السوري، عدد من الأشرطة المصورة التي يظهر فيها ضحايا رصاص حرس الحدود التركي، ممن استشهدوا حين محاولتهم إيجاد الملاذ الآمن في الجانب التركي، فيما أظهرت العديد من الأشرطة المصورة اعتداء حرس الحدود التركي على شبان ومواطنين سوريين بعد اعتقالهم خلال محاولتهم عبور الشريط الحدودي، حيث يعمد عناصر حرس الحدود إلى ضربهم وتوجيه الشتائم لهم.
وكان آخرها شريط وردت نسخة منه إلى المرصد السوري في الـ 30 من تموز / يوليو من العام 2017، ظهر فيها اعتداء بالضرب بسوط وبالأيدي على عدد من الشبان الذين اعتقلوا، وأظهر الشريط توجيه أسئلة إليهم مع الضرب الوحشي والإهانة المتعمدة، من قبيل "ماذا لديكم في تركيا حتى تأتوا إليها؟ وهل أنتم مهربون؟!، هل ستأتي مرة أخرى إلى تركيا؟! ومن ثم عمد أحد عناصر الحرس إلى مناداة أحد رفاقه آمراً إياه بضرب أحد الشبان المعتقلين، وقال للعنصر الذي يقوم بتصوير المقطع، أرسل لي الفيديو حتى انشره على الواتس آب، كما هددهم في حال العودة مرة أخرى إلى تركيا، قائلاً لهم "إذا كنت تخاف من الضرب لماذا أتيت إلى تركيا، هل تريدوننا أن نعاملكم بشكل جيد؟".
قصف جبال اللاذقية
وتقصف القوات الحكومية السورية من جديد وبشكل مكثف المثلث الواصل بين جبال اللاذقية الشمالية وريف جسر الشغور وسهل الغاب بعد جولة من القتال العنيف في المنطقة.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات قصف مدفعي وصاروخي متجددة من قبل القوات الحكومية السورية، استهدفت مثلث جبال اللاذقية – جسر الشغور – سهل الغاب، في معاودة لاستهداف المنطقة بعد القتال الذي شهدته صباح يوم الجمعة الـ 3 من آب / أغسطس الجاري من العام 2018، حيث رصد المرصد السوري عمليات قصف مدفعي طالت مناطق في بلدة بداما، الواقعة في القطاع الغربي من ريف جسر الشغور، ما تسبب باندلاع نيران في ممتلكات مواطنين ومرافق عامة، كما استهدفت القوات الحكومية السورية مناطق في قرية الزيادية بجنوب جسر الشغور، واماكن في الطريق الواصل بين جسر الشغور وجبال اللاذقية الشمالية، في حين لم ترد معلومات عن خسائر بشرية، كما رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استهداف مدفعي طالت كل من الزيارة والعمقية، ومناطق أخرى في قرى القناطرة والحواش والعنكاوي، في سهل الغاب بالقطاع الشمالي الغربي من ريف حماة، ما تسبب بوقوع أضرار مادية، دون ورود معلومات عن إصابات.
ويُعد هذا القصف في تكرار لعمليات استهداف القطاع الغربي من ريف إدلب، ورصد المرصد السوري عمليات استهداف من قبل القوات الحكومية السورية بالقذائف الصاروخية، مناطق في محيط قرية الشغر بلدتي الطيبات والغسانية وطريق الزعينية في ريف جسر الشغور الغربي، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، كما يأتي بعد القتال الذي دار في المثلث ذاته صباح يوم الجمعة الـ 3 من آب الجارين.
إذ نشر المرصد السوري أنه رصد دوي انفجارات عنيفة ومتتالية بشكل مكثف، ناجمة عن عمليات قصف طالت من جديد، مثلث سهل الغاب – جسر الشغور – جبال اللاذقية، حيث رصد المرصد السوري قصفاً مكثفًا بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية، من قبل القوات الحكومية السورية طالت مدينة جسر الشغور، وأماكن في منطقة القرقور وبلدتي قسطون وتل واسط والزيارة ومناطق أخرى من سهل الغاب في القطاع الشمالي الغربي من ريف حماة، عند الحدود الإدارية مع محافظة إدلب.
وجاء هذا القصف المكثف، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة رصدها المرصد السوري لحقوق الإنسان بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية السورية وغير السورية العاملة في المنطقة من جهة أخرى، في محور السرمانية، إثر رصد الأخيرة عملية استطلاع أجراها عناصر من القوات الحكومية السورية، في نقاط متقدمة، ما تسبب باندلاع قتال على محوري منطقة المشاريع ومزارع الأبقاء، اللتين تعدان الخاصرة الرخوة لمحور السرمانية، إذ تسعى القوات الحكومية السورية لعملية التقدم هذه، فيما تستيمت الفصائل لمنع القوات الحكومية السورية من التقدم من هذا المحور، لكونه البوابة الرئيسية للدخول نحو الريف الغربي لإدلب من جهة جسر الشغور.
وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات العنيفة بين الطرفين، والتي ترافقت مع استهدافات متبادلة بينهما، تسبب بسقوط خسائر بشرية، في صفوف القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها وفي صفوف الفصائل، ومعلومات عن أسرى من القوات الحكومية السورية، فيما كان رصد المرصد السوري بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة، قصفًا من قبل القوات الحكومية السورية طال مناطق في محاور جبل التركمان الواقع في الريف الشمالي الشرقي للاذقية، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
كما كان شهد مثلث غرب جسر الشغور – جبال اللاذقية الشمالية الشرقية – سهل الغاب، عمليات استهداف مكثفة بعشرات القذائف فجر يوم الثلاثاء الـ 31 من تموز / يوليو من العام 2018، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان جولتين من القصف إحداهما بدأت بشكل مكثف فجر يوم الخميس واستهدفت مناطق تل واسط والقرقور والزيارة والمشيك والسرمانية والمنطقة الواصلة إلى المحطة الحرارية في سهل الغاب، والتي تقع قرب مناطق تواجد القوات الحكومية السورية، مع قصف طال مناطق في القطاع الغربي من ريف جسر الشغور والطرقات والمناطق الممتدة نحو جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، واستهدفت نحو 100 قذيفة صاروخية في الجولة الأولى هذه المناطق آنفة الذكر.
وتراجعت وتيرة القصف في الجولة الثانية من القصف، لتستهدف القوات الحكومية السورية بشكل متقطع بأكثر من 60 قذيفة المناطق ذاتها، في حين يشار إلى أن المرصد السوري كان حصل في مطلع حزيران / يونيو الماضي، من العام الجاري 2018، على معلومات من مصادر موثوقة، أكدت أن عناصر وضباط القوات الإيرانية والقوى الموالية لها، انسحبوا من منطقة تل رفعت ومحيطها، في القطاع الشمالي من ريف حلب، بعد خلافات روسية – إيرانية، بشأن مشاورات روسية – تركية، لتسليم تل رفعت إلى القوات التركية والمعارضة السورية العسكرية، مقابل انسحاب فصائل المعارضة السورية من مثلث غرب جسر الشغور – سهل الغاب – ريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
انسحاب العناصر الإيرانية
وجاء انسحاب الضباط والعناصر الإيرانيين والموالين لها، بالتزامن مع وصول آليات عسكرية روسية مصحوبة بآليات للنظام إلى منطقة تل رفعت، يرجح أنها لتبديل وحدات عسكرية من القوات الحكومية السورية في المنطقة، كذلك أضافت المصادر بأن المشاورات تجري حول استكمال فتح طريق غازي عنتاب الذي يصل تركيا بريًا بالحدود الجنوبية لسوريا مع الأردن، وإنهاء تواجد القوات الكردية في ريف حلب الشمالي بعد انسحابها من عفرين.
أرسل تعليقك