طرابلس - فاطمة سعداوي
حالت الخلافات حول من تعهد إليه القيادة العليا للجيش الليبي دون اتفاق الضباط الليبيين، الذين اجتمعوا الثلاثاء في القاهرة في إطار المساعي المصرية لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، على الإعلان عن اتفاق نهائي، وفقًا لمصادر ليبية رفيعة المستوى.وعوضًا عن ذلك، اكتفى المشاركون في الاجتماع السادس من نوعه للمفاوضات، التي انطلقت في القاهرة منذ يوليو (تموز) الماضي، بالتقاط صور تذكارية وتوزيع بيان رسمي، تقرر فيه مواصلة وفد الجيش الليبي لسلسلة اجتماعاته في القاهرة خلال الفترة القليلة المقبلة، بهدف بحث آليات التنفيذ والتطبيق الفعلي للمشروع الوطني لتوحيد الجيش الليبي، بما يتلاءم مع مهامه المنوط بها، وكذلك لتلبية متطلبات وحاجات الدولة.
وقال البيان، إنه تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، واصل أبناء المؤسسة العسكرية الليبية، بمشاركة رؤساء الأركان، جهودهم لتوحيد الجيش الليبي، على أسس مهنية واحترافية خالصة، بما يجعله قادرًا على الاضطلاع بدوره بصفته ضامنًا لوحدة الدولة المدنية في ليبيا، وسيادتها على كامل ترابها الوطني، وحماية مقدراتها وثرواتها باعتبارها ملكًا خاصًا لأبناء الشعب الليبي.ولفت البيان إلى أن الجولة السادسة من الاجتماع عقدت الثلاثاء بمشاركة اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية، وسامح شكري وزير الخارجية، ورئيسي أركان الجيش الليبي الفريق عبد الرازق الناظوري، واللواء عبد الرحمن الطويل، بالإضافة إلى رئيسي وفدي الجيش الليبي اللواء فرج الصوصاع، واللواء علي عبد الجليل، وأعضاء اللجنة الوطنية المعنية بالملف الليبي.
وأوضح أن وفد الجيش الليبي اتفق على إعادة تأكيد الثوابت الوطنية الراسخة، وعلى رأسها الحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا، وعلى مدنية الدولة، والابتعاد بالمؤسسة العسكرية عن أي استقطابات من شأنها التأثير السلبي على الأداء الاحترافي، والدور الوطني للجيش الليبي، وخلال اللقاء أكد المشاركون ضرورة المضي قدمًا في توحيد الجيش الليبي، بما يجعله قادرًا على التعاطي مع التحديات التي تواجهها ليبيا، وعلى رأسها خطر الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة.
لكن مصادر ليبية مطلعة قالتلمصادر صحافية إن نقطة الخلاف، التي حالت دون إعلان اتفاق نهائي في ختام الاجتماع العسكري الليبي السادس في القاهرة، تمحورت حول تعريف مَن هو القائد الأعلى للجيش الليبي في حال توحيده.
وأوضحت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، أن الوفد الذي يمثل حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج في العاصمة الليبية طرابلس، ويتمتع بدعم بعثة الأمم المتحدة، طالب بتنفيذ بنود اتفاق الصخيرات المبرم في المغرب نهاية 2015، الذي نص على أن السراج الذي يترأس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق هو من يتولى منصب القائد الأعلى للجيش.
وجادل وفد الجيش الوطني الليبي، وفق المصادر، بأن هذا المنصب يجب أن يبقى في عهدة رئيس مجلس النواب (البرلمان) المعترف به دوليًا، الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرًا له. وقالت المصادر إن ما وصفته بهذا الموقف الدستوري يتوافق مع الإعلان الدستوري، الذي لم يتضمنه اتفاق الصخيرات، قبل أن تعتبر أن حكومة السراج التي لم تحظ بموافقة البرلمان، لا يمكن أن تكون مسؤولة عن القيادة العليا للجيش.وأعلن الجيش الوطن الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، أن قواته شنت غارات جوية على تجمعين كبيرين لمجموعات إرهابية في الجنوب الليبي ضمن عملية تأمينه. وقال بيان لشعبة الإعلام الحربي إن المقاتلات استهدفت تجمعًا للجماعات الإرهابية في المنطقة، الواقعة جنوب شرقي تربو.
و شنت القوات الجوية أول طلعة جوية قتالية، استهدفت عشر آليات جنوب جبال الهاروج، كما قصفت المروحية "مي 35" تجمعًا لآليات تابعة للعصابات الإجرامية المنحدرة من المعارضة التشادية داخل الأراضي الليبية، على حد تعبيره.
وفى بيان آخر، قال الجيش إنه خصص طائرة عسكرية لنقل الجرحى من أوباري إلى مدينة بنغازي لتقديم العلاج اللازم لهم داخل البلاد وخارجها، وذلك بالتنسيق بين المنطقة العسكرية أوباري، والهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء والجرحى بالقيادة العامة.
و كررت بلديات ليبيا للمرة الثانية اقتراحها بالقيام بوساطة، لإجراء حوار بين برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة، الموجود في العاصمة بطرابلس، قصد تشكيل حكومة وحدة وطنية وتوحيد المؤسسات، أو تسليم السلطة إلى المجلس الأعلى للقضاء خلال شهر من الآن.وقال بيان ختامي، صدر عن الملتقى الثاني لبلديات ليبيا، الذي استمر يومين في طرابلس، بمشاركة 107 من عمداء البلديات ورؤساء المجالس المحلية، إنه في حال انقضاء المدة الممنوحة دون اتفاق، سيدعى المجلس الأعلى للقضاء للقيام بـ(مهمة تاريخية) لتولي زمام السلطة في ليبيا، وتشكيل حكومة تصريف أعمال لا تزيد مهمتها عن عام كامل.
وأعلن فوزي النويري، النائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبي، تأييده لعقد جلسة للمجلس في مدينة بنغازي في شرق البلاد، حيث أبلغ وكالة الأنباء المحلية هناك أنه يجري اتصالات مع جميع الجهات ذات العلاقة للنظر في الإجراءات الأمنية والإدارية التي تساعد في انعقاد الجلسة في أقرب فرصة في مدينة بنغازي.وأعلن ائتلاف شركات إيطالية (إيناف) الثلاثاء، عن تدشين مشروع إنشاء برج مراقبة في مطار معيتيقة الدولي في العاصمة طرابلس.
أرسل تعليقك