كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحرريين الشهادات الكاملة للأسرى الفلسطينيين المعاد اعتقالهم بعد هروبهم من سجن جلبوع، وذلك بعد نجاح الهيئة في إرسال 3 محامين للجلوس معهم.وقالت الهيئة في بيان إن محامي الهيئة خالد محاجنة، بعد زيارة الأسير محمد العارضة أكد تعرضه للضرب والتعذيب، حيث لم يسمح له منذ الاعتقال بالنوم سوى 10 ساعات فقط، وحرم من الطعام والشراب، مؤكدًا أنه محتجز حاليًا داخل زنزانة صغيرة تخضع لمراقبة كبيرة.
وكشف محاجنة أن محمد العارضة يمر برحلة تعذيب قاسية جدا، وتم الاعتداء عليه بالضرب المبرح ورطم رأسه بالأرض، وأنه لم يتلق العلاج حتى اللحظة، رغم ما يعانيه من جروح في كل أنحاء جسده، أصيب بها خلال مطاردة إسرائيل له ولزكريا الزبيدي.
وقال محاجنة، بحسب هيئة الأسرى: أحد المحققين قال لمحمد العارضة أنت لا تستحق الحياة وتستحق أن أطلق النار على رأسك".وقال محاجنة إن "محمد العارضة وزكريا زبيدي خلال أيام حريتهما لم يشربا نقطة ماء واحدة ما تسبب بإنهاكهما وعدم قدرتهما على مواصلة السير"وعن إعادة اعتقالهما قال خالد محاجنة: "عندما اقترب بحث قوات الاحتلال من الانتهاء في مكان احتماء محمد العارضة وزكريا الزبيدي، تم العثور عليهما بالصدفة عندما مد أحد عناصر الاحتلال يديه وأمسك بمحمد".
وقال المحامي خالد محاجنة: "الأسير محمد العارضة ذاق فاكهة الصبر من أحد بساتين مرج ابن عامر لأول مرة منذ 22 عاماً، خلال تحرره لأيام من سجن جلبوع".وأكد المحامي أن الأسير محمد العارضة يرفض التهم الموجهة إليه ويلتزم الصمت رغم كل التعذيب ومحاولات الضغط، ورد على محققي إسرائيل بأنه لم يرتكب جريمة، وقال: تجولتُ في فلسطين المحتلة عام 48 وكنت أبحث عن حريتي ولقاء أمي".
وعن طريقة الهروب والاعتقال أكد المحامي رسلان محاجنة، نقلا عن الأسير محمود العارضة أن الأسرى حاولوا عدم الدخول للقرى الفلسطينية في مناطق 48، حتى لا يتعرض أي شخص للمسائلة.وقال العارضة: "بعد هروبنا وصلنا إلى قرية الناعورة ثم تفرقنا كل اثنين في اتجاه، حاولنا الدخول لمناطق الضفة ولكن حالت التعزيزات الأمنية الشديدة دون ذلك، وتم اعتقالنا صدفة ولم يبلغ عنا أي شخص من الناصرة، حيث مرت دورية شرطة واعتقلتنا".
وأكد المحامي نقلا عن العارضة: لم يكن هناك مساعدة من أسرى آخرين داخل السجن، وأنا المسؤول الأول عن التخطيط والتنفيذ لهذه العملية، حيث بدأنا الحفر في شهر 12 من عام 2020، حتى موعد الهروب.وأضاف العارضة: "كان لدينا خلال عملية الهرب راديو صغير وكنا نتابع ما يحصل في الخارج من خلاله".واستطرد العارضة: "تأثرنا كثيرًا عندما شاهدنا الحشود أمام الناصرة، نوجه التحية لأهل الناصرة، نحيي كل جماهير شعبنا على وقفتهم المشرفة، وما حدث إنجاز كبير، ونحن قلقون فقط على وضع الأسرى، وما تم سحبه من إنجازات للأسرى".وأضاف العارضة بحسب المحامي: " أطمئن والدتي عن صحتي، ومعنوياتي عالية، وأوجه التحية لأختي في غزة".
في السياق ذاته، كشفت الهيئة أن المحامي الإسرئيلي أفيغدور فيلدمان تمكن اليوم من زيارة الأسير زكريا الزبيدي بمعتقل الجلمة، وتبين أنه تعرض للضرب والتنكيل خلال عملية اعتقاله مع الأسير العارضة، ما أدى إلى إصابته بكسر في الفك وكسرين في الأضلاع.
وبينت الهيئة، أن الأسير الزبيدي تم نقله إلى أحد المشافي الإسرائيلية وأعطي المسكنات فقط بعد الاعتقال، كما يعاني من كدمات وخدوش في مختلف أنحاء جسده بفعل الضرب والتنكيل. وقال محاميه فلدمان، إن "زكريا الزبيدي لم يشارك في أعمال الحفر، وانضم إلى غرفة الأسرى الستة قبل يوم واحد من خروجهم من النفق، الذي استغرق حفره قرابة العام".
وبين الزبيدي للمحامي فيلدمان خلال الزيارة، "أنهم وعلى مدار الأيام الأربعة التي تحرروا فيها لم يطلبوا المساعدة من أحد، حرصا على أهلنا بالداخل المحتل من أي تبعات أو عقوبات إسرائيلية بحقهم، ولم يتناولوا الماء طوال فترة تحررهم، وكانوا يأكلون ما يجدون من ثمار في البساتين كالصبر والتين وغيره".
وحذرت الهيئة، من مغبة مواصلة عزل الأسرى الأربعة بظروف صعبة وفي زنازين تفتقر لأدنى مقومات الحياة الآدمية وبعيدا عن المؤسسات الحقوقية والطواقم القانونية التابعة لها، ومن تعرضهم للتعذيب والمعاملة السيئة والتنكيلية من قبل المحققين والسجانين.
قد يهمك ايضا
الشرطة الإسرائيلية تمنع دخول سيارات الإسعاف لمنطقة باب العامود في القدس
المستوطنون يصعّدون من اعتداءاتهم بحق المواطنين وممتلكاتهم
أرسل تعليقك