بغداد - العرب اليوم
تعرّض مقر حزب "تقدم" في منطقة الأعظمية بالعاصمة العراقية بغداد، ليل الخميس إلى الجمعة، لاستهداف بعبوات ناسفة، فيما ندد الحزب الذي يتزعمه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بهذا الهجوم الذي نفذته "مجموعة خارجة عن القانون" بحسب قوله.وجاء هذا الهجوم الذي استهدف مقر "تقدم"، عقب سقوط صاروخين في مجمع السفارة الأميركية الواقع في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، مساء الخميس، فيما سقط صاروخ ثالث على مدرسة في المنطقة ذاتها، ما تسبب في إصابة طفلة وامرأة.
وقال مصدر أمني عراقي ، إن الهجوم على مقر حزب "تقدم" في الأعظمية، تسبب في أضرار مادية جسيمة، فيما قال تحالف "تقدم" إن "هذا العمل الإرهابي يتزامن مع الإنجازات الواسعة التي يحققها تحالف تقدم بالتعاون مع شركاء الوطن، من أجل عراق آمن مزدهر وخالٍ من المليشيات".وأضاف أن "هذا العدوان الآثم لن يزيدنا إلا إصراراً وتمسكاً بموقفنا المبدئي، الداعي لوحدة العراق واستقراره".وانتخب البرلمان العراقي، الأحد الماضي، محمد الحلبوسي رئيساً له بأغلبية 200 صوت من بين أكثر من 320 نائباً حضروا الجلسة الافتتاحية.
والخميس، قررت المحكمة الاتحادية إيقاف عمل هيئة رئاسة البرلمان المنتخبة "مؤقتاً"، لحين نظر دعويين قضائيتين بشأن "مخالفات دستورية وإجرائية" في أولى الجلسات التي تم فيها اختيار هيئة رئاسة مجلس النواب.وأفادت خلية الإعلام الأمني في العراق، بأن امرأة وطفلة أصيبتا بجروح إثر سقوط صاروخ على مدرسة تقع في المنطقة الخضراء، مساء الخميس، فيما سقط صاروخان آخران في مجمع السفارة الأميركية.
ووصفت الخلية في بيان الهجوم بـ"الجبان"، مشيرةً إلى تعرض "المنطقة الخضراء ومقرات البعثات الدبلوماسية التي تتحمل القوات الأمنية العراقية مسؤولية حمايتها إلى هجوم بواسطة عدد من الصواريخ انطلقت من منطقة الدورة جنوبي العاصمة، ما أدى الى إصابة طفلة وامرأة بجروح".واعتبرت السفارة الأميركية في بغداد في تغريدة على "تويتر"، القصف الذي تعرضت له بأنه "يسعى لتقويض أمن العراق وسيادته"، مضيفةً "لطالما قلنا أن هذه الأنواع من الهجمات المشينة هي اعتداء ليس فقط على المنشآت الدبلوماسية، بل على سيادة العراق نفسه".
من جهتها، قالت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، الخميس، إن الصواريخ التي تستهدف السفارات وتصيب المدنيين العراقيين هي محاولات "لزعزعة استقرار" البلاد.بدوره، اعتبر الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة على "تويتر"، أن استهداف البعثات وتعريض المدنيين للخطر "عمل إرهابي إجرامي وضرب لمصالح العراق وسمعته الدولية"، مبيناً أن توقيتها جاء لـ"عرقلة الاستحقاقات الوطنية الدستورية بتشكيل حكومة نريدها مقتدرة حامية للسيادة وأمن المواطنين".
من ناحيته، ذكر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أن "هناك أطرافاً تدعي المقاومة.. وتدعي ضرب السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء وقد أصابت المدنيين والأطفال والنساء وهدمت صروح العلم والتربية".وبيّن الصدر أن الهجوم جاء بهدف "عرقلة مسيرتنا بإخراجه من خلال مجلس الأمن والأمم المتحدة وبطرق دولية وتحت طائلة القانون".وهذا الهجوم يأتي بعد سلسلة هجمات مماثلة ضد المصالح الأميركية في العراق خلال الأسابيع الأخيرة، التي تتم أحياناً بواسطة طائرات مسيرة مفخخة.
ولا يعلن أي طرف عادة مسؤوليته عن هذه الهجمات، لكن واشنطن تنسبها إلى فصائل عراقية موالية لإيران، تطالب مراراً بانسحاب كامل القوات الأميركية الموجودة في العراق في إطار التحالف الدولي لمكافحة "داعش".وسبق أن أعلن العراق رسمياً في 9 ديسمبر الماضي، أن وجود قوات "قتالية" أجنبية في البلاد انتهى مع نهاية العام 2021، وأن المهمة الجديدة للتحالف الدولي استشارية وتدريبية فقط.ويبقى نحو 2500 جندي أميركي وألف جندي من قوات التحالف في العراق، فيما تقدم هذه القوات الاستشارات والتدريب منذ صيف 2020 للقوات العراقية.
وعلى الصعيد المحلي، توالت البيانات والتصريحات بين المسؤولين العراقيين، حيث وصف رئيس الجمهورية برهم صالح، عملية الاستهداف بالعملية الإرهابية التي تهدف إلى عرقلة الاستحقاقات الوطنية والدستورية، بينما اعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الهجوم بالسعي لزعزعة الأمن في البلاد.من جانبه، اعتبر زعيم ميليشيا العصائب قيس الخزعلي، أن استهداف السفارة محاولة لخلط الأوراق، نافيا علاقة الفصائل المسلحة بالهجوم وهو موقف يختلف عن تصريحات الخزعلي السابقة.
قد يهمك ايضا
مجلس النواب العراقي ينتخب محمد الحلبوسي رئيساً له
رئيس مجلس النواب العراقي يعلن فتح باب الترشيح لمنصب رئيس البلاد
أرسل تعليقك