الجزائر ـ ربيعة خريس
أسفرت نتائج عملية ضبط القوائم الانتخابية في الأحزاب السياسية التي قررت المشاركة في الانتخابات البرلمانية المُزمع تنظيمها 4 مايو / آيار المقبل، عن ترشح قيادات حزبية فضلت تصدر القوائم الانتخابية، للظفر بمقعد في مبنى البرلمان الجزائري، في محاولة منهم لإعادة التموقع تحسبًا للمرحلة المقبلة، فالرئاسيات التي ستنظمها السلطة الجزائرية ربيع عام 2019، هي محور العملية الانتخابية التي ستشهدها الجزائر بعد شهرين، فالنتائج التي ستسفر عنها الانتخابات البرلمانية هي التي سترتب أوراق رئاسيات 2019.
واختارت الأمينة العامة لحزب العمال المُعارض في الجزائر، لويزة حنون، الترشح لعهدة برلمانية رابعة رفقة عدد من نواب حزبها، وتعتبر حنون أول امرأة قادت حزبًا سياسيًا في المغرب العربي، نافست مرتين الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في الاستحقاقات الرئاسية التي نظمت عام 2009 و 2014، وفازت بأربع عهدات في البرلمان الجزائري، رغم أنها تدعو في كل مناسبة إلى حلّه وترفض الاعتراف بشرعيته، وتعتبر " حنون " خصمًا سياسيًا وإيديولوجيا للإسلاميين في الجزائر، شاركت في العديد من المواقف الدولية المُعادية للسياسات الأميركية في المنطقة، كرفضها للعدوان الأميركي على العراق، حيث نسقت ميدانيًّا مسيرة أوقعتها جنبًا إلى جنب مع قيادات التيار الإسلامي، وشاركت في عدة مهرجانات ومسيرات لصالح فلسطين ولبنان أثناء العدوان الإسرائيلي.
واختير عبد المجيد مناصرة، من طرف القطب الذي يضم كل من حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير ليكون على رأس قائمة التشكيلتين السياسيتين في العاصمة، مناصرة لما لا يعرفه هو مفكر سياسي جزائري وبرلماني ووزير سابق, ورئيس جبهة التغيير شغل عدة مناصب سامية في الدولة الجزائرية، ويُعتبر تلميذًا للشيخ محفوظ نحناح والذي كان الأب الروحي لفكر الإخوان المسلمين داخل الجزائر, وهو رئيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين سابقًا ورئيسه بالنيابة حاليا، معروف برزانته وهدوئه في معالجة المسائل السياسية، يملك قدرات عالية في الإقناع والاستقطاب، ما أهله ليكون على رأس قائمة العاصمة.
ورشح التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، الذي أعلن عن رغبته ي العود للمعارك الانتخابية بعد فترة طويلة من القطيعة، زعيمه محسن بلعباس، الذي انتخب خلفا لسعيد سعدي، عام 2012، كان نائبا بالبرلمان سابقا، لا تختلف مواقفه عن مواقف الزعيم السابق للحزب، سعيد سعدي المتشدد تجاه السلطة و فيما يخص القضية البربرية والواقع السياسي الذي ينتقده بشدة لكنه أكثر قبولا ويرى فيه الكثيرون شابا ومثقفا لكن يعاب عليه افتقاده للخبرة السياسية، ويعتمد الأمين العام للأرسيدي في ثورته على قراءات واستراتيجيات سياسية مغايرة لتلك التي اعتاد عليها الحزب في وقت سابق. ونفس الأمر ينطبق على جبهة القوى الاشتراكية، اقدم حزب معارض في الجزائر، رشح الأمين الأول للحزب عبد المالك بوشافع على رأس قائمة محافظة قسنطينة شرق الجزائر.
أرسل تعليقك