أعلن الجيش الفرنسي أن مقاتلاته شنت 600 غارة خلال المعركة التي تخوضها القوات العراقية منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر لاستعادة مدينة الموصل من جهاديي تنظيم "داعش" الذي لم يعد يسيطر إلا على جزء بسيط من ثاني كبرى مدن العراق، في وقت أدين أكثر من 100 شخص بارتكاب جرائم إرهابية تتعلق بالصراع في سورية والعراق منذ عام 2014، بحسب نتائج بحث أجرته "بي بي سي".
وقال المتحدث باسم الجيوش الفرنسية الكولونيل باتريك ستيغر خلال مؤتمر صحافي: "إن المقاتلات الفرنسية شنت منذ بدء مشاركتها في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في أيلول/سبتمبر 2014 ما مجموعه 1307 غارات جوية في سورية والعراق. وبحسب البنتاغون فإن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة شن أكثر من 22 ألف و670 غارة في العراق و9675 غارة في سورية.
وفي منطقة الزركة غرب قضاء طوزخورماتو وبسبب ضعف حماية المنطقة وتراخي الجيش العراقي والحشد الشعبي في توفير الأمن، لجأت قوات البيشمركة لحفر الخنادق وإقامة أبراج المراقبة والحماية، فيما حذر الأعضاء الكورد في مجلسي محافظتي ديالى وصلاح الدين من إمكان قيام تنظيم "داعش" الإرهابي بإعادة تنظيم نفسه في المنطقة. وقال قائد محور طوزخورماتو لقوات بيشمركة كوردستان عبد الله بور، في تصريح صحافي، إن متطرفي "داعش" قاموا خلال الشهرين الماضيين بشن خمسة هجمات على مواضع ومواقع قوات البيشمركة، مستدركا أنه لحسن الحظ تم إفشال جميع تلك الهجمات.
وأضاف بور أن قوات البيشمركة ومن أجل تقوية الدفاعات وحماية المنطقة بدأت منذ أسبوعين بحفر الخنادق ومن ثم ستقوم ببناء الأبراج والتلال الترابية بهدف منع تسلل المتطرفين وشنهم هجمات في المنطقة. وأوضح أن العناصر المتطرفة التابعة لتنظيم "داعش" تقوم بشن الهجمات في منطقة الزركة انطلاقا من المناطق غير الخاضعة لسيطرة قوات البيشمركة وذلك باستغلال ضعف القوات الاخرى في المنطقة، مشيرا إلى أن البيشمركة أعدت هذه الخطة لحماية طوزخورماتو والمناطق الكردستانية في حدود محافظتي ديالى وصلاح الدين.
من جهتهم حذّر الأعضاء الكرد في مجلسي محافظتي ديالى وصلاح الدين من قيام عناصر تنظيم "داعش" بإعادة تنظيم قواتهم في المناطق الكردستانية في المحافظتين. وبيِّن عضو مجلس محافظة ديالى عن قائمة السلام الكردستانية زاهد طاهر في تصريح صحافي، أن تنظيم "داعش" يقوم منذ مدة بإعادة تنظيم نفسه في الفراغات بين ناحية السعدية وقضاء شهربان "المقدادية" ويقدر عدد مسلحيه في تلك المناطق بـ100 إرهابي، موضحا أن قوات البيشمركة ليست على تماس مع المناطق التي يحاول فيها "داعش" بإعادة تنظيم قواته إلا أن ذلك يعرض أمن المناطق الكوردستانية إلى الخطر.
وأشار العضو الكردي الوحيد في مجلس محافظة صلاح الدين عن قضاء طوزخورماتو حسن أحمد الذي يمثل قائمة السلام والتعايش، في تصريح صحافي، إلى أن سلسلة جبال حمرين التي تربط الأراضي المنبسطة والفراغات في ديالى صارت ميدانا لتحركات متطرفة لـ"داعش". وأوضح أحمد أن الجيش العراقي لم يمركز قوة متمرسة في تلك المنطقة التي هي خارجة عن سلطة قوات البيشمركة منذ سنوات طويلة، الأمر الذي منح المتطرفين فرصة استغلال سلسلة جبال حمرين كقاعدة قوية لهم في المنطقة، حسب تعبيره.
وفي الشأن ذاته سيطر الجيش العراقي على قاعدة عسكرية ضخمة تتبع تنظيم "داعش" الإرهابي في مدينة الموصل. وقال مصدر رسمي في بيان له إن "وحدات الشرطة الاتحادية تمكنت من السيطرة على مركز لتدريب الإرهابيين يعرف بـ "معسكر أبو مسعود" للتدريب العنيف في بلدة البوسيف الواقعة غرب الموصل." وأضاف المصدر أن المعسكر يقع على مساحة تبلغ 1500 متر وعلى عمق يصل لـ10 أمتار تحت الأرض.
على صعيد ذي صلة، استكملت عناصر من الفرقة الثالثة للشرطة العراقية سيطرتها على شارع السرجخانه وصولا إلى ضفة نهر دجلة. وأشار إلى أن وحدات خاصة من الشرطة الاتحادية سيطرت على عمارة الشواف في منطقة النجفي في الموصل القديمة وتنشر قناصتها على سطح المبنى لتأمين تقدم القطاعات وسط المنطقة التي تعد أخر معاقل التنظيم في المنطقة.
من ناحية أخرى، أكدت قيادة العمليات العراقية المشتركة في بيان لها أن "القطاعات المشتركة مستمرة بالتقدم حتى تحرير ما تبقى من أجزاء من الموصل القديمة من قبضة "داعش"، وبالمقابل أدين أكثر من 100 شخص بارتكاب جرائم إرهابية تتعلق بالصراع في سورية والعراق منذ عام 2014، بحسب نتائج بحث أجرته بي بي سي.
وأصغر المدانين كان تلميذا، في الـ 14 من عمره، من بلاكبيرن، وحرض على عمل إرهابي في أستراليا. وتظهر الأرقام أيضا أن هناك أعدادا متزايدة من النساء والفتيات يتعرضن للملاحقة القضائية.
وتقول الشرطة إنها أحبطت خمس مخططات إرهابية منذ آذار الماضي، وبلغ ما تم إحباطه منذ 2013 نحو 18 مخططا إرهابيا. وتتبعت بي بي سي على مدار العامين الماضيين عددا من الأشخاص من بريطانيا تم استقطابهم إلى الصراع في سورية والعراق. ويبين أکثر السجلات الإلکترونیة شمولا ازدياد عدد الملاحقات القضائية للأشخاص الضالعين في أعمال إرهابية منذ 2014. وينتمي المدانون إلى شريحة كبيرة من المجتمع البريطاني، كما أن من بينهم سجناء سابقين ومدير مستشفى ونجل ضابط شرطة.
كما تمت مقاضاة أزواجا ثبت ضلوعهم في مخططات إرهابية، وأشقاء وأم لستة أشخاص. ومن بين 109 أشخاص أدينوا، هناك 18 امرأة وفتاة (يمثلن 16 في المائة). ومن المثير للاهتمام أن أكثر من 85 في المائة من المدانين لم يذهبوا قط إلى سورية أو العراق، وذلك بسبب أن بعض الجرائم تتعلق بمن خططوا للذهاب والقتال هناك، ولكن تم القبض عليهم قبل تنفيذ مخططاتهم.
كما أدين آخرون باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع ودعم منظمات وجماعات محظورة مثل تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت مديرة النيابة العامة البريطانية أليسون سوندرز، لبي بي سي "نحن بحاجة إلى أن ندرك أنه إذا لم يستطع أشخاص الوصول إلى سورية، وهو ما رأيناه في بعض القضايا، فإنهم قد يخططون لهجمات هنا بدلا من ذلك، أو قد يحرضون آخرين على التطرف لينفذوا هجمات".
ويؤكد على أن دائرة النيابة العامة لديها الموارد التي تحتاجها للتعامل مع زيادة عدد القضايا. وبعد مقتل ثمانية أشخاص في هجوم جسر لندن، دعت رئيسة الوزراء تيريزا ماي، إلى مراجعة استراتيجية مكافحة الإرهاب فى بريطانيا للتأكد من أن الشرطة والأجهزة الأمنية لديها الصلاحيات التى تحتاجها. وسياسيا، جدد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، موقفه الداعم لوحدة الأراضي العراقية، معبرا عن مخاوفه بأن تطالب محافظات ومدن عراقية بالاستقلال إذا مضى إقليم كردستان في إجراء الاستفتاء في يوم 25 من شهر أيلول/سبتمبر المقبل.
وشدد الحكيم على أهمية وحدة التراب العراقي، مردفا أن "هذا الأمر لا ينحصر على منطقة معينة وإنما ستتساقط قطع الدومينو، فأي تحرك في كردستان قد يؤدي إلى تحفيز وتشجيع محافظات ومناطق عراقية أخرى في اتجاه الانفصال وما شابه ذلك". وأضاف أنه "لذلك نعمل جاهدين على إقناع شركائنا في كردستان بأن هذه الخطوة تضر بهم وبالعراق عموما، فقوتنا في وحدتنا". وتابع الحكيم في مقابلة مع وكالة "فارس" الإيرانية أن "هناك أيضا قلق إقليمي ودولي تجاه هذه الخطوة، ونحن نقوم بمشاورات مع دول المنطقة والعالم في هذا الإطار لتكوين رؤية جامعة مشتركة لتشجيع وتحفيز إخواننا في كردستان على أن يتوقفوا عن مثل هذه الخطوة لأنها تعرضهم وتعرض العراق لخطر كبير".
أرسل تعليقك