جدل مصري  إثيوبي بشأن إعلان أديس أبابا الانتهاء بنسبة 90  من أعمال سد النهضة وشكوك حول موعد إتمامه
آخر تحديث GMT08:36:06
 العرب اليوم -

جدل مصري - إثيوبي بشأن إعلان أديس أبابا الانتهاء بنسبة 90 % من أعمال "سد النهضة" وشكوك حول موعد إتمامه

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جدل مصري - إثيوبي بشأن إعلان أديس أبابا الانتهاء بنسبة 90 % من أعمال "سد النهضة" وشكوك حول موعد إتمامه

«سد النهضة» الإثيوبي
القاهرة ـ العرب اليوم

أثار إعلان إثيوبيا الانتهاء بنسبة 90 % من إجمالي عملية بناء «سد النهضة» على نهر النيل، جدلاً واسعاً بين القاهرة وأديس أبابا. ففي حين شكّك خبير مياه مصري في حقيقة اكتماله بهذه النسبة، اتهم مسؤول إثيوبي القاهرة بـ«محاولة الإلهاء لإحداث ربكة بشأن تقنيته ‏وتشغيله». وتبني إثيوبيا «سد النهضة» على الرافد الرئيسي لنهر النيل، منذ عام 2011. ووفق الهيئة الحكومية المسؤولة عن المشروع، فقد اكتمل 90 % من عمليات البناء. وقال «مكتب التنسيق الوطني لبناء السد»، بمناسبة الذكرى الـ12 لوضع حجر الأساس، إن «90 % من أعمال البناء في السد أُنجزت».

وأشاد المكتب بمساهمات الإثيوبيين في المشروع من حيث التمويل والخبرة والعمالة، كما شكروا الدبلوماسيين الذين دافعوا عن المشروع دولياً.

لكن خبير المياه المصري الدكتور المصري عباس شراقي اعتبر الإعلان الإثيوبي «مُبالَغاً فيه»، قائلاً، في منشور له عبر صفحته بموقع فيسبوك، إن «نسبة البناء في سد النهضة حوالى 78 % (85 % خرسانة، 70 % كهرباء).

وأوضح شراقي، وهو أحد الخبراء البارزين والمعنيين بقضية السد، أن أديس أبابا كانت قد أعلنت، عام 2021، أن نسبة الانتهاء من بناء السد بلغت 80 %، في حين كانت في عام 2019، 70 %، ولهذا من المتوقع أن تنتهي إثيوبيا من البناء بشكل كامل عام 2025، مشيراً إلى أن المتبقي من الخرسانة حوالى 1.6 مليون متر مكعب من إجمالي السد، طبقاً للشركة المنفذة «We Build»؛ أي بنسبة 85 %.

وتابع قائلاً: «أما الكهرباء فهي متأخرة، حيث إنه لم يجرِ تركيب سوى توربينين اثنين فقط من إجمالي 13 توربيناً، والعمل في تركيب التوربينات يحتاج إلى وقت كبير وأعمال فنية دقيقة».

واستغرق تركيب التوربينين حوالي سنتين، ولم يعملا معاً حيث تعثّر الانتهاء من الثاني في افتتاح الأول يوم 20 فبراير 2022، في حين أن الثاني جرى تدشينه بعد 6 أشهر من التوربين الأول.

ونشر شراقي صورة من الأقمار الصناعية قال إنها تشير إلى استمرار فتح بوابة التصريف الشرقية مع تشغيل محدود لتوربين واحد أو اثنين، مع استمرار انحسار البحيرة وبُعدها عن سد السرج.

وأنهت إثيوبيا، في يوليو 2021، المرحلة الثانية من ملء الخزان، وفي أغسطس 2022 أنهت المرحلة الثالثة، في حين من المنتظر أن تنهي أديس أبابا المرحلة الرابعة من الملء بحلول الصيف. وبدأت إثيوبيا بالفعل توليد الكهرباء من سد النهضة في فبراير (شباط) 2022.

وتخشى مصر من تأثر حصتها في مياه النيل جراء السد، وتطالب القاهرة، ومعها الخرطوم، باتفاق قانوني مُلزم ينظّم عمليتي ملء وتشغيل السد، بينما تدفع أديس أبابا بإنشاء السد «الكهرومائي»؛ بداعي حقّها في التنمية عبر استغلال مواردها المائية.

وفي تصريحات، لـ«الشرق الأوسط»، اعتبر أستاذ القانون الدولي محمد مهران أن إعلان الحكومية الإثيوبية اكتمال نسبة 90 % من عمليات بناء السد، قبل الوصول لاتفاق قانوني مع الأطراف المشتركة في الحوض الدولي، يشكل خرقاً إثيوبياً جديداً للقانون الدولي، مشيراً إلى تعمد أديس أبابا انتهاك الاتفاقيات والمعاهدات الدولية عبر تصرفات أحادية تهدد حياة الشعبين المصري والسوداني.

ولفت إلى أن استكمال عمليات بناء السد، دون تنسيق مع دولتي المصب، سيؤدي لأخطار اقتصادية واجتماعية وبيئية، ولا سيما أن الدولة المصرية تعتمد اعتماداً كلياً على نهر النيل مصدراً للمياه.

في المقابل اعتبر مدير اتصالات الطاقة الكهربائية الإثيوبية موغس ميكونين التصريحات المصرية عن سد النهضة وفكرة الأمن المائي «إلهاء لإحداث ربكة بشأن تقنيته ‏وتشغيله». وقال ميكونين، في تصريحات لشبكة «فانا» الإثيوبية، إن «المستوى العالي من الأمن المائي يحقق أقصى استفادة من المياه للبشر والنظم البيئية، ويحدّ من مخاطر الآثار المدمرة المرتبطة بالمياه».

وقبل أسابيع حذَّر وزير الخارجية المصري سامح شكري، في تصريحات مُتَلفزة، من أن «خيارات مصر بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي مفتوحة، وإن لها الحق في الدفاع ‏عن مقدَّرات ومصالح شعبها». في حين ردّت وزارة الخارجية الإثيوبية، في بيان، بأن «مثل هذا التهديد يشكل خرقاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة، والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي»، وطالبت مصر بـ«أن تكفّ عن تصريحاتها القاسية وغير القانونية».

وانتقد ميكونين الحديث المصري عن أن ملء السد وتشغيله ستكون له تداعيات اقتصادية وبيئية واجتماعية كبيرة، لافتاً إلى أن السد «سيضاعف توليد الكهرباء في إثيوبيا، ويُحتمل أن يحفز النمو الاقتصادي للبلاد، من خلال الزيادات في إنتاج القطاعات المعتمدة على الكهرباء، وكذلك القطاعات الأخرى».

وأضاف أن «تصدير الطاقة يخلق تكاملاً اقتصادياً سلمياً، من خلال تقاسم الموارد المتبادلة، ومن ثم تأمين الاستثمار الأجنبي المباشر لدول المنطقة».

وشدّد على أن الغرض من سد النهضة هو «انتشال الملايين من الفقر وتوفير الكهرباء لأكثر من 60 مليون إثيوبي، وتوفير الكهرباء بأسعار معقولة للقطاعات الخدمية والصناعية والزراعية والاقتصادية».

وتنظر مصر للسد الإثيوبي باعتباره «خطراً وجودياً» يهدد حياة الملايين من مواطنيها. ووفق وزير الموارد المائية المصري هاني سويلم، فإن «الممارسات الأحادية غير التعاونية في تشغيل هذا السد، المُبالَغ في حجمه، يمكن أن يكون لها تأثير كارثي».

وقال سويلم، أمام الجلسة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023، نهاية الأسبوع الماضي، إنه «في حالة استمرار تلك الممارسات على التوازي مع فترة جفاف مطوّل، قد ينجم عن ذلك خروج أكثر من مليون ومائة ألف شخص من سوق العمل، وفقدان ما يقرب من 15 % من الرقعة الزراعية في مصر، ومضاعفة فاتورة واردات مصر الغذائية».

قد يهمك ايضا

جدل مصري - إثيوبي حول قرب إتمام «سد النهضة»

خبير مياه مصري يدحض ما أعلنته السلطات الإثيوبية بشأن نسبة الانتهاء من عملية بناء "سد النهضة"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدل مصري  إثيوبي بشأن إعلان أديس أبابا الانتهاء بنسبة 90  من أعمال سد النهضة وشكوك حول موعد إتمامه جدل مصري  إثيوبي بشأن إعلان أديس أبابا الانتهاء بنسبة 90  من أعمال سد النهضة وشكوك حول موعد إتمامه



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 العرب اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab