قُتل وأصيب 14 عنصرا من الحشد الشعبي في هجوم هو الأول الذي يشنه تنظيم "داعش" في إحدى نواحي الحويجة منذ تحريرها في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن عدد "الجهاديين" الفرنسيين الذين ما زالوا في سورية والعراق يناهز 500 شخص، مشددا على أن عودتهم إلى فرنسا أمر بالغ الصعوبة.
وكانت القوات الاتحادية بدأت في 21 أيلول/سبتمبر الماضي عملية لتحرير قضاء الحويجة، وناحيتي الرشاد والرياض، التي تقع إلى جنوب وغرب كركوك. ولم تستمر العملية العسكرية سوى بضعة أيام، فقد أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي تحرير المدينة ونواحيها في 5 تشرين الأول الماضي. وترددت أنباء عن فرار اغلب مقاتلي التنظيم إلى مناطق الأحراش باتجاه العظيم وسلسلة جبال حمرين. ولم يشهد مسرح العمليات الذي تزيد مساحته على 9 آلاف كم مربع تطهيرا للجيوب التي يعتقد تخفي التنظيم داخلها.
وقال مصدر أمني، الجمعة، إن"عناصر تنظيم "داعش" شنوا هجوما مسلحا على قرية العواسر التابعة لناحية الرياض ضمن قضاء الحويجة غربي كركوك مما أدى إلى مقتل10 من مقاتلي الحشد الشعبي وإصابة أربعة آخرين، فيما قُتل 4 مهاجمين من عناصر التنظيم". وفي سياق متصل، أعلن قائد عمليات كركوك، عن مقتل متطرف واعتقال آخر من المتورطين بارتكاب مجزرة ضد مدنيين غربي كركوك.
وقال اللواء علي فاضل عمران، إن "قوات تابعة لعمليات كركوك تمكنت من قتل إرهابي واعتقال آخر من الذين اشتركوا في تنفيذ عملية استهداف قرية الخزيفي شرق ناحية الرياض غربي كركوك"، مؤكدا "العثور على مضافة لعناصر "داعش" كانوا يستخدموها للاختباء". وكان عناصر "داعش" قد أقدموا على اختطاف 5 مدنيين وقتلهم وحرقهم بضمنهم امرأة بالقرب من ناحية الرياض نهاية الأسبوع الماضي.
وقال مصدر أمني من شرطة الاقضية والنواحي إنه تم الإبلاغ عن وجود عملية اختطاف قام بها عناصر "داعش" في قرية تدعى الخزيفي وقرية أخرى تدعى النصر تابعة لناحية الرياض". وفي السياق ذاته، وجّه محافظ كركوك راكان الجبوري القوات الأمنية بالتحقيق في مقتل ضابط في قسم شرطة ديوان المحافظة.
وأعلن المكتب الإعلامي للمحافظ، في بيان تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، أن "الجبوري ترأس اجتماعاً للجنة الأمنية بالمحافظة". وأضاف "في بداية الاجتماع دان رئيس اللجنة الأمنية محافظ كركوك الحادث المتطرف الذي استهدف الرائد ثامر عبد النبي جسام الضابط في قسم شرطة ديوان محافظة كركوك الذي إدى إلى استشهاده".
ووجه الجبوري، بحسب البيان الأجهزة الأمنية"بالتحقيق بالحادث المتطرف والعمل من أجل الوصول للجناة وتقديمهم للعدالة"، مشدداً على"أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في كركوك، بعد النجاحات التي تحققت في تحرير قضاء الحويجة ونواحيها وتطبيق خطة فرض القانون في كركوك". وفي غضون ذلك أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن عدد "الجهاديين" الفرنسيين الذين ما زالوا في سورية والعراق يناهز 500 شخص، مشددا على أن عودتهم إلى فرنسا أمر بالغ الصعوبة.
وقال لودريان لقناة "بي أف أم تي في" الإخبارية الفرنسية "هناك رقم يدور حول 500 جهادي موجودين هناك، وهؤلاء سوف يقعون في الأسر أو يتبعثرون في أماكن أخرى". وأضاف أن "عودتهم إلى فرنسا بوسائلهم الخاصة أمر بالغ الصعوبة"، من دون مزيد من التوضيح. وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي قالت في تشرين الأول الماضي، إنه يجب "القضاء على أكبر عدد من الجهاديين" وإنهم "إذا قضوا في المعارك فهذا أفضل".
هذا واستأنفت القوات العراقية عملياتها العسكرية في إطار المرحلة الثانية من تطهير الصحاري الغربية من فلول تنظيم "داعش". ويميل أغلب الخبراء العسكريين والأمنيين إلى صعوبة القضاء على التنظيم بشكل كامل، ويرجّحون أن تمثّل نهاية حرب الجبهات ضدّه، بداية حرب أمنية لا تقلّ ضراوة ضدّ فلوله وخلاياه النائمة التي سيستخدمها بصورة مختلفة في الهجمات الخاطفة وتنفيذ الاقتحامات والتفجيرات لمنع إعادة الاستقرار وبسط الأمن.
كذلك تطلق نهاية حرب "داعش" في العراق عملية تفكير واسعة في مرحلة ما بعد التنظيم التي يُؤمل أن تكون مختلفة عما سبقها، لكنّ عوامل عدة أبرزها صعوبة الوضع الاقتصادي وهشاشة الأوضاع الاجتماعية وتشوّهات العملية السياسية وقيامها على المحاصصة وتكريسها للتهميش والتفرقة على أسس عرقية وطائفية، تشرّع للبعض التشاؤم بإحداث تغيير في العراق ينأى به عن الأوضاع بالغة السوء التي عاشها خلال السنوات الثلاث الماضية.
وأعلن قائد عمليات تطهير الجزيرة وأعالي الفرات الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله في بيان أن الجيش وقوات الحشد الشعبي "شرعا في تنفيذ عملية واسعة لتطهير مناطق الجزيرة بين نينوى والأنبار ضمن المرحلة الثانية" من العمليات.
وتهدف هذه العملية إلى التقاء القوات في الصحراء بين محافظة نينوى الشمالية ومحافظة الأنبار الغربية، في طريق يمتد نحو مئتي كيلومتر مربع بموازاة الحدود مع سورية.
ونُقل عن مصدر عسكري في محافظة الأنبار غربي العراق، قوله إن القوات الأمنية حررت ثماني مناطق في صحراء المحافظة. وشرح ذات المصدر أن الفرقة السابعة بالجيش تمكنت من تحرير مناطق أم العظام وكويت والخرار والأعمى والكعيديين في صحراء الأنبار شمال مدينة القائم، بينما تمكّنت الفرقة التاسعة من استعادة مناطق السجيريات وبصالة وصبيخة في المنطقة الممتدة بين محافظتي صلاح الدين ونينوى.
ومن جهتها، أكدت فصائل الحشد الشعبي المكوّنة في أغلبها من ميليشيات انطلاق العمليات "لاستكمال تحرير بادية الجزيرة الرابطة بين الموصل والأنبار وصولا إلى الحدود السورية". وفي أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول أن القوات العراقية "طهرت خمسين في المئة من الصحراء البالغة مساحتها الجملية حوالي 29 ألف كيلومتر مربع".
وتوقع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس الماضي الذي تشارك بلاده ضمن التحالف الدولي ضدّ "داعش" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، أن تعلن الحكومة العراقية التحرير الكامل للبلاد من تنظيم "داعش" بحلول منتصف الشهر. وقال ماكرون "حتى لو أن جهودا كبرى ستتواصل من أجل النهوض بالعراق ونزع الأسلحة والألغام فيه، سيتم تحرير البلد قبل نهاية السنة، وآمل أن أرى في الأشهر المقبلة انتصارا عسكريا في الأراضي العراقية السورية"، مشددا على وجوب نزع سلاح الميليشيات كشرط لتحقيق الاستقرار في البلد.
أرسل تعليقك