اقتحمت القوات العراقية المشتركة اليوم الأحد أربعة أحياء في الجانب الأيمن من مدينة الموصل شمال العراق وذلك تمهيداً لاستعادتها بشكل كامل من قبضة تنظيم "داعش"،فيما كشفت مصادر عراقية، في وقت أكدت منظمات عراقية إجراء تحليل لعينات من شظايا الصواريخ أثبت استخدام التنظيم أسلحة محرمة في عمليات القصف الصاروخية والمدفعية.
وأعلن قائد عمليات نينوى عبد الأمير رشيد يارالله، اقتحام أحياء في الجانب الأيمن لمدينة الموصل.
وقال يارالله بحسب بيان لخلية الإعلام الحربي، إن "قوات الشرطة الاتحادية وفرقة الرد السريع اقتحمتا حي الدندان وحي الدواسة ولازال التقدم مستمرا". وأضاف كما "اقتحمت قوات جهاز مكافحة الإرهاب حي الصمود وحي تل الرمان ولازال التقدم مستمرا". فيما أكدت منظمات عراقية إجراء تحليل لعينات من شظايا الصواريخ أثبت استخدام التنظيم أسلحة محرمة في عمليات القصف الصاروخية والمدفعية.
ويجرى التحفظ على سبعة مدنيين داخل إحدى المستشفيات تقول السلطات العراقية إنهم تعرضوا لقصف صاروخي يحمل "مواد قذرة"، بينما قضى خمسة آخرون بالقصف نفسه، الذي استهدف الأحياء المحررة من سيطرة التنظيم ليلة الجمعة وصباح السبت شرقي المدينة. وأظهر تسجيل فيديو عبر ناشطين في الموصل بعض المصابين بأسلحة "داعش" المحرمة.
وأكد عضو مجلس محافظة نينوى (الحكومة المحلية)، حسام الدين العبار، أن تنظيم "داعش" بدأ باستهداف المدنيين في الجانب الشرقي لمدينة الموصل بصواريخ تحمل مواد كيميائية، إذ "سقط صاروخ على أحد المنازل في حي المحاربين شرقي الموصل، فتوجهنا فورا إلى هناك وكانت روائح غريبة وخانقة تنبعث من الصاروخ المنفجر، فيما عانى الضحايا من صعوبة في التنفس، وبعضهم توفي دون أن تصيبه شظايا من الانفجار".
وأكد العبار ورود معلومات عن وقوع أحداث مماثلة في مناطق أخرى من الجانب الشرقي للمدينة خلال الساعات الماضية، مضيفاً، أن "صواريخ تحمل غازات كيميائية طولها نحو متر و20 سم، يجري إطلاقها من الجانب الأيمن للموصل باتجاه الجانب الأيسر (الشرقي)، مخالفا الأعراف الدولية والقوانين الإنسانية والشرائع السماوية، وهذه جريمة حرب دولية"، وفقا لقوله.
وتابع أن "سبعة مصابين يرقدون الآن في مستشفى غرب نينوى، وهم يعانون صعوبة في التنفس وحروقا شديدة". من جهته، أكد قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد جودت، أن "مفارز الإسناد الكيميائي التابعة للشرطة الاتحادية عثرت، قريبا من مطار الموصل، على عجلة مفخخة مزودة بأسطوانة كبيره سعة 1000 لتر تحوي غازا ساما". وقال نائب رئيس مجلس محافظة نينوى، نورالدين قبلان، إنه "جرى الكشف على المصابين، ونحن نطابق نتائج الإصابات مع الإصابة ذاتها التي قمنا بنقلها إلى تركيا عندما قصف تنظيم "داعش" بلدة تازة خورماتو، العام الماضي في كركوك، ويبدو أن هناك تطابقا في الأعراض"، موضحا أن "الغاز المستخدم هو الخردل على الأرجح".
وأشار قبلا إلى أن "تحقيقا دوليا فتح لتحديد نوعية الغاز، ولكننا شبه متأكدين من أن الغاز المستخدم هو الخردل". ومن جهته، كشف الطبيب في مستشفى غرب نينوى، ريبين رشيد، عن تسجيل إصابات جديدة صباح اليوم الأحد بعد قصف للتنظيم بالصواريخ، مبينا أن "الضحايا يعانون من ضيق في التنفس وحروق في الجلد وتساقط للشعر"، مؤكدا تقديم مساعدة فورية لهم، "لكن سيحتاجون إلى مستشفيات متخصصة".
من جهته، ذكر والد أحد المصابين، ويدعى عمر خليل، في حديث ، أن "صاروخا سقط في باحة منزلنا وأصيب اثنان من أبنائي"، مبينا أنهم "لم يصابوا بأية شظايا، لكن الرائحة والغاز المنبعث من الصاروخ بعد انفجاره تسببا في حالة إغماء لهم". وكان المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والشرق الأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، روبير مارديني، قد أكد، في وقت سابق من مساء السبت، استقبال ضحايا لأسلحة غير تقليدية في الموصل، موضحا في بيان: "استقبل المستشفى التابع للجنة في الموصل، خلال اليومين الماضيين، خمسة أطفال وامرأتين مصابين بأعراض سريرية تظهر دائماً عند التعرض لعامل كيميائي مسبب للبثور".
وذكر مارديني أن "استخدام الأسلحة الكيميائية محظور حظراً مطلقاً بموجب القانون الدولي الإنساني. ونشعر بقلق بالغ مما شاهده زملاؤنا، وندين بشدة أي استخدام للأسلحة الكيميائية، من أي طرف، وفي أي مكان". وأضاف أن "من بين الأعراض، التي يعاني منها المرضى الذين استقبلهم مستشفى روزهاوا، البثور واحمرار العينين والتهيج والقيء والسعال. وكانت الطواقم الطبية التابعة للجنة الدولية والعاملة في المستشفيات القريبة من الموصل قد دربت العاملين في هذه المستشفيات على كيفية تطهير المرضى الذين تعرضوا لعوامل كيميائية وكيفية معالجتهم. وقدمت إليهم أيضاً مجموعات من المستلزمات الطبية. وتعمل الطواقم الطبية التابعة للجنة الدولية، بالتعاون الوثيق مع السلطات الطبية المعنية ومنظمة الصحة العالمية، تحسباً لوقوع أي حالات مماثلة أخرى".
وأكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي أن انتصار العراق في المعركة التي يقودها لمحاربة "داعش" في الموصل سيغير الكثير من مفاهيم دحر الإرهاب. وفي الشأن ذاته أكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي أن انتصار العراق في المعركة التي يقودها لمحاربة داعش في الموصل سيغير الكثير من مفاهيم دحر "الإرهاب".
وجاء تصريح بن حلي للصحافيين ضمن سياق الإعلان عن أعمال الدورة "147" لمجلس جامعة الدول العربية التي من المقرر أن تبدأ اليوم الأحد على مستوى المندوبين الدائمين وذلك على مدى يومين، على أن تعقد على المستوى الوزاري الثلاثاء المقبل في القاهرة. وأضاف بن حلي في هذا السياق أن الانتصار في معركة الموصل سيؤدي إلى تغيير الكثير من المفاهيم لدحر الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في المنطقة. كما وصف معركة الموصل بأنها نقطة مضيئة لتوحيد وتضامن الشعب العراقي والسير في مسار المصالحة وبناء الدولة العراقية.
وأعلن محافظ الأنبار صهيب الراوي، الأحد، أن دور القوات الأميركية والتحالف الدولي في الأنبار هو تدريب وتأهيل القوات العراقية ومقاتلي العشائر استعدادا لتطهير المناطق الغربية من تنظيم "داعش" الإرهابي. وقال إن" القوات العراقية من الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر وصنوف أجهزة الأمن هي المسؤولة عن تطهير ما تبقى من مناطق مدن الأنبار الغربية من سيطرة تنظيم "داعش ". وأضاف أن" معركة تحرير قضاء القائم وراوه وعنه غرب الأنبار من سيطرة التنظيم الإرهابي اقتربت مع استمرار معارك تطهير مناطق الموصل التي لن تؤثر على مجريات معارك التطهير في المناطق الغربية". وأشار الراوي إلى أن "القوات العراقية قادرة على تحرير مناطق أعالي الفرات غرب الأنبار ومسك الأرض المحررة وحماية أمن المواطن.
أرسل تعليقك