استعادت القوات العراقية، السيطرة على مطار تلعفر في بضع ساعات من قبضة تنظيم "داعش" إلى الغرب من مدينة الموصل، وفيما كثَّفت من وتيرة عملياتها القتالية ضد التنظيم المتطرف في الأحياء الداخلية للمدينة، في حين أكد المبعوث الأميركي الخاص بريت ماكغورك أنّ المعركة التي يخوضُها التحالف الدولي والقوات العراقية ضد تنظيم داعش ستستمر بعد أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبَهُ.
وفي المحور الغربي للموصل، أعلنت قوات "الحشد الشعبي" في بيان مقتضب تحرير مطار تلعفر، وجاء في البيان بشرى تحرير مطار تلعفر بعد معارك شرسة. وأكد القيادي في "الحشد الشعبي" مرتضى الحسين أن مقاتلي "الحشد" استعادوا في طريق وصولهم إلى المطار قرى الحمرة وتل الرمج وتل الصوبان من سيطرة "داعش".
وواصلت القوات العراقية، تقدّمها البطيء في المحور الجنوبي لمدينة الموصل، في وقتٍ ذكر فيه ضباط عراقيون أنّ تنظيم (داعش)، يستخدم القنّاصين لعرقلة تقدّم القوات في المناطق الشرقية للمدينة.
وأوضح مصدر عسكري محلي الخميس، أنّ "قوة من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية تمكنّت، الليلة الماضية، من تحرير قرية البوسيف في أطراف الموصل الجنوبية"، مشيراً إلى أنّ "القوات المشتركة حاولت التوغّل في القرى المجاورة، لكنّها اصطدمت بعددٍ كبير من العبوات الناسفة، والكمائن التي نصبها تنظيم داعش".
وشهدت القرى الجنوبية، بحسب المصدر، معارك عنيفة مع عناصر "داعش" طوال الساعات الماضية، مشيرًا إلى الاستعانة بالغطاء الجوي للتخفيف من مقاومة التنظيم. كما لفت إلى أنّ "تقدّم القوات يسير ببطء في المحور الجنوبي لمدينة الموصل، بسبب مقاومة عناصر "داعش"، مرجّحاً أن يتطلّب حسم المعارك فيه وقتاً أطول. وتزامنًا مع ذلك، تحاول القوات العراقية التقدّم في الأحياء الشرقية لمدينة الموصل، في ظل مقاومة عنيفة من "داعش"، تسبّبت في تأخّر حسم المعارك.
ولم تتمكّن القوات العراقية من حسم استعادة حي التحرير شرقي الموصل، بحسب الضابط في الجيش، عبد الوهاب الساعدي، والذي أكّد، الليلة الماضية، سيطرة القوات العراقية على نحو 80% من الحي، موضحاً، خلال تصريح صحافي، أنّ المعارك مستمرة مع مسلّحي التنظيم.
وقال الساعدي، إنّ "قواتنا استطاعت تحرير جزء كبير من حي التحرير، لكنّ مسلحي داعش لا زالوا موجودين، ويقاتلون في عدة نقاط داخل الحي"، مؤكداً أنّ التنظيم يحاول إيقاف تقدّم القوات من خلال القناصين.
وذكرت خلية الإعلام الحربي التابعة للقوات المشتركة، الأربعاء، أنّ طيران الجيش العراقي تمكّن من قتل 87 عنصرًا من "داعش"، بقصف جوي على مدينة الموصل، موضحةً، في بيان، أنّ الطيران العراقي يقدّم الإسناد لقوات الشرطة الاتحادية التي كبّدت التنظيم خسائر فادحة. وأفادت بأنّه "تمّ تدمير 5 أوكار، و7 زوارق، وعجلتين، ومستودعين للأسلحة، ومضافة ودار مفخخ لتنظيم داعش".
وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبد الأمير يار الله، إنه تم تحرير قرية تل عاكوب شمال الزاب، موضحًا أن "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة كبدت العدو خسائر بالأرواح والمعدات".
وفي المحور الشرقي للموصل، أعلن قائد جهاز مكافحة الارهاب للعمليات الخاصة الثانية اللواء الركن معن السعدي، اقتحام القوات المشتركة لحي عدن، لافتاً إلى أنه تم تطويق الحي تمهيداً لتحريره.
وقَتل جهاز مكافحة الارهاب ، ثلاثين عنصرا من داعش ، اثناء عملية تحرير حي عدن ، بالساحل الايسر من الموصل .
وأفاد مصدر أمني أَن معارك عنيفة تخوضُها القوات الأمنية، لاستعادة الساحل الأيسر من المدينة، والذي يكتظُ بالمدنيين. وتمكّن جهاز مكافحة الإرهاب من إجلاء مئةٍ وعشرين عائلة من عدة أحياء في الموصل إلى مخيم الخازر شمال شرق المدينة. وأفاد مصدر أمني بأَن القوات الأمنية قدمت لهم مختلف المساعدات بعد أَن أجلتهم من أحياء القادسية الثانية وحي الزهراء شمال شرق المدينة .
ونقل تلفزيون الرسمي الكردي عن البارزاني قوله، إن قوات "البشمركة" لن تنسحب من المناطق التي استعادتها من "داعش"، في إشارة على ما يبدو إلى أن الأكراد حريصون على توسيع إقليمهم شبه المستقل شمالاً، ليشمل القرى والبلدات المحيطة التي انتزعوا السيطرة عليها من "داعش".
وألمح المبعوث الأميركي الخاص بريت ماكغورك، إلى أن المعركة التي يخوضُها التحالف الدولي والقوات العراقية ضد تنظيم داعش ستستمر بعد أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبَهُ في كانون الثاني. وأضاف ماكغورك أن شيئا واحِدًا وَحَّدَ المرشحين في حملة الانتخابات الرئاسية ويُوحد العالم وهو المعركة ضد داعش . وتوقع مبعوثُ الرئيس الأميركي باراك أوباما في الحملة ضد التنظيم المتطرف انتقالا سلسا للسلطة إلى ترامب رغمَ الانقسام بين الاميركيين ، بسبب نتائج الانتخابات الرئاسية .
وصرّح اللواء الركن قاسم المحمدي، قائد عمليات الجزيرة بالجيش العراقي في محافظة الأنبار (غرب)، الخميس، إلى أن قوة من الجيش، بمساندة "العشائر" صدوا هجوما لداعش على ناحية كبيسه غربي الأنبار.
وأوضح المحمدي، في تصريح صحفي، أن "تنظيم داعش شن في ساعة متأخرة من ليلة أمس، هجومًا عنيفًا، بواسطة عناصر مدججين بالأسلحة، على ناحية كبيسه جنوب مدينة هيت 70كم غرب الرمادي". مبينا أن "الهجوم كان من الصحراء الغربية للناحية ورافقه قصف قذائف الهاون على مركز ناحية كبيسه". وأضاف، أن "قوة من الجيش العراقي وأبناء العشائر تمكنوا من صد الهجوم بعد مواجهات واشتباكات استمرت عدة ساعات، أدت الى مقتل عدد من عناصر داعش المهاجمين، واجبار بقية العناصر الإرهابية من الهروب باتجاه الصحراء".
وتابع المحمدي، أن "القوات الأمنية والعشائر سيطرت على ناحية كبيسه بالكامل، ولم يستطع داعش الدخول الى الناحية او اختراق خطوط الصد التي تتواجد فيها قواتنا". وبيّن، أن "قوة من الجيش بإسناد من طيران التحالف الدولي نفذت عملية استباقية على تجمع للإرهابيين شمال سد حديثة (160كم غرب الرمادي)، أدت الى مقتل عناصر من داعش وتدمير 4 عجلات للتنظيم".
يُذكر أن داعش سيطر على ناحية كبيسه في الأنبار بعد منتصف عام 2014، فيما تمكنت القوات الأمنية العراقية وأبناء العشائر من استعادة الناحية مطلع العام الحالي، وتتعرض كبيسه بين فترة وأخرى إلى هجمات من قبل التنظيم ويتم التصدي لها من قبل تلك القوات.
أرسل تعليقك