السعودية تبدو ضعيفة أمام تخطيط إيران لمسك زمام الأمور في المنطقة
آخر تحديث GMT22:09:45
 العرب اليوم -

حرب اليمن ومقتل جمال خاشقجي زادا من الضغط الدولي على المملكة

السعودية تبدو ضعيفة أمام تخطيط إيران لمسك زمام الأمور في المنطقة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - السعودية تبدو ضعيفة أمام تخطيط إيران لمسك زمام الأمور في المنطقة

متظاهر يرتدي قناع محمد بن سلمان خلال مظاهرة أمام القنصلية السعودية في اسطنبول
الرياض ـ سعيد الغامدي

إذا كان عام 2018 هو "عام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان"، فمن المحتمل أن يكون العام المقبل لأحد آخر. فقد بدأ عام 2018 بسلاسة للوريث السعودي الشاب، إذ بدأ حزمة إصلاح طموحة داخل العائلة المالكة، وحصل على دعم من الخارج لأجندته الإقليمية، كما أنه يحظى بعلاقة مقربة جدا مع الشاب الثلاثيني صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، والذي وصف السعودية كقوة بارزة في الشرق الأوسط.

استغرق الفريق الأمني السعودي في القنصلية السعودية في اسطنبول سبع دقائق لقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في أكتوبر/ تشرين الأول، وأدى هذا الأغتيال المروع إلى تقريب كل جوانب أجندة الأمير محمد، والتي ستتعرض لتحديات من قبل الحلفاء والمشككين، الذين كانوا متحمسين في البداية لولي العهد.

ومع بداية السنة الجديدة، سحب مجلس الشيوخ الأميركي دعمه للرياض في حرب اليمن، واتهم الأمير محمد صراحة بإصدار أمر قتل جمال خاشقجي، وهو إدعاء يطارد طريق الأمير للعرش، والذي بدا مؤكدا قبل ثلاثة أشهر. وأصبح "حصار قطر" الذي يفرضه الأمير أقل أمانا، إلى جانب نشوب نزاع كبير مع كندا، وإصلاحات ثقافية واقتصادية ومحلية، كان من المفترض أن تكون مؤشرا على توافق جديد بين المواطن والدولة.

أقرأ يضًا

- سر "الإسورة الحمراء" في يد بن سلمان وبن زايد

وتبدو حرب اليمن على وجه الخصوص مثيرة للمشكلات بالنسبة للأمير محمد، والذي تعهد بردع إيران عن تأمين موطن قدم على الجانب الشرقي للمملكة العربية السعودية، مما أدى إلى تراجع خزينة المملكة، وترك عددا كبيرا من اليمنيين في بلد فقير بالفعل يواجه سوء التغذية والمرض، ولم يفعل شيئا يذكر حتى الآن أمام عدوتها اللدودة، فإذا استمر وقف إطلاق النار في الحديدة، فسوف يزيد الضغط للتوصل إلى تسوية دائمة.

ولا يزال وجود إيران يلوح في الأفق في شرق المملكة، كما هو الحال في العراق ولبنان، حيث لم تتوصل الانتخابات التي جرت في مايو / أيار الماضي، إلى حل وهي العملية الديمقراطية التي غطتها المشاحنات السياسية التي لا علاقة لها بالاعتبارات المحلية، ولكنها تتعلق بالأجندات الإقليمية.

ولم يرغب "حزب الله" اللبناني في الانضمام إلى تشكيل الحكومة، ولم يمنح حلفاؤه في العراق تمثيلا متزايدا، حيث لا تزال حقائب وزارتي الدفاع والداخلية شاغرة. ويرجع ذلك إلى دور إيران جزئيا في تأمين سورية لصالح الرئيس بشار الأسد، فقد عززت إيران نفوذها في جميع أنحاء المنطقة، وهي حقيقة تهدف طهران إلى بناء المزيد من المكاسب عليها في العام المقبل.

وبسبب الانزعاج من صعودها المستمر، تهدف الولايات المتحدة إلى تحويل عام 2019 إلى عام توقف فيه طهران عن مسارها، إذ تعيد فرض وتشديد العقوبات التي رفعتها إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، كجزء من الاتفاق النووي.

ويستهدف الضغط حلفاء إيران، بما في ذلك سورية ولبنان والعراق، حيث كان النفوذ والأموال الإيرانية تملأ تلك البلدان بحرية. ومع خمود الحرب السورية التي دامت ما يقرب من ثماني سنوات، تواجه دمشق قبضة اقتصادية تهدف إلى كبح جماح مؤيديها، حيث التحذيرات الأميركية لجميع جيران سورية بشأن التجارة عبر الحدود.  

ورفعت الولايات المتحدة يدها عن المنطقة، باستثناء التركيز الضيق على دعم الأمير محمد، وحماية إسرائيل، ومكافحة ما تبقى من تنظيم داعش على الحدود العراقية السورية، ولكن الانسحاب الأميركي من سورية، الذي أعلنه ترامب، يقف ضد رغبات جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأميركي، والذي استقال احتجاجا على ذلك، وعلى إنهاء التحالف مع الأكراد ضد "داعش"، والذي لم يتطابق إطلاقا مع رغبة تركيا، التي ترى أكراد سورية فرعا من "حزب العمال الكردستاني" الذي تصنفه كجماعة متطرفة، كما من المتوقع أن يطلب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إبعاد الأكراد عن حدوده.

ويظهر شبح إيران مرة أخرى في شمال شرق سورية، حيث المنطقة المعروفة محليا باسم "روجافا"، التي لا تزال أرضا خصبة للنفوذ الإيراني في مرحلة ما بعد "داعش". وتظل أنقرة في وضع جيد بالنسبة لطهران، حيث تحاول إبعاد نفسها عن برنامج العقوبات، ولكن إعطاء تركيا ما تريده في "روجافا" في مقابل ما تريده واشنطن تجاه إيران هو حجر الزاوية في عملية إعادة التخطيط المخطط لها في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا والتي توترت خلال السنوات الثلاث الماضية.

ومن المتوقع أن يتم التوصل إلى تفاهم مع أنقرة على حساب إيران، في تل أبيب، حيث التسلل الإيراني الثابت في سورية والذي أقلق إسرائيل. ويترك كل ما سبق 2.5 مليون نازح سوري داخل محافظة إدلب في وضع غير مؤكد، فهذه المنطقة خارج سيطرة الأسد، واستعادتها ستقود إلى عملية نزوح على نطاق واسع، وسفك للدماء.

وحاول الأسد، وحيلفته روسيا، إثبات أن سورية دولة مستقرة ومفتوحة للأعمال، ولكن من غير المحتمل أن تتدفق أموال لإعادة الإعمار قبل أي نوع من التسوية السياسية. ولا يزال نصف مواطني البلاد مشردين داخل سورية، أو فروا من الحدود، وعدد قليل منهم الآن مستعد للعودة في حال الهدوء النسبي، وتقول الأمم المتحدة ومناصرو اللاجئين إنه من غير المحتمل أن يتغير هذا الوضع على الأقل في النصف الأول من عام 2019.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا

- السعودية ترد على مجلس الشيوخ الأميركي بشأن خاشقجي

- صحيفة أميركية تكشف عن علاقة وطيدة بين خاشقجي ومسؤولة مؤسسة تمولها قطر

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية تبدو ضعيفة أمام تخطيط إيران لمسك زمام الأمور في المنطقة السعودية تبدو ضعيفة أمام تخطيط إيران لمسك زمام الأمور في المنطقة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

قطع شتوية أساسية لمظهر أنيق وجذّاب

GMT 08:51 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

قطع ملابس أساسية تناسب الطقس البارد

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab