أعلنت اللجان التنسيقية للتظاهرات في محافظات وسط وجنوب العراق، السبت، عن استعدادات للخروج بتظاهرة كبرى الأحد، في وقت جدد زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي، السبت، مطالباته بتشكيل حكومة إنقاذ وطني بعد أن دعا إليها في وقت سابق وتراجع عن دعواته.
ودعت التنسيقيات في بيان تلقى " العرب اليوم "نسخة منه، إلى "الاستعداد لتظاهرة كبرى الأحد" , وأضافت "مطالبنا في المظاهرة الكبرى ستكون إقالة المحافظين وإلغاء مجالس المحافظات، بالإضافة إلى توفير الخدمات".
وأكدت التنسيقيات، أنها ستستمر في الحشد للمظاهرات لحين تحقيق المطالب، وتقديم الفاسدين للعدالة , وتشهد العاصمة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، احتجاجات على سوء الخدمات وتفشي الفساد وانقطاع المبرمج للكهرباء .
و دخلت اعتصامات محافظة المثنى جنوب العراق، يومها السابع، بينما توعّد المتظاهرون بـ"مرحلة أخطر" تشهد قطع طرق، في حين تتحضر محافظة البصرة لاعتصام مفتوح، استبقته القوات العراقية بتعزيز إجراءاتها الأمنية، و أكدت استمرارها حتى إشعار آخر.
وقال عضو تنسيقيات محافظة المثنى ميثم السماوي، السبت، إنّ الاعتصام الذي دخل يومه السابع، لن ينتهي ما لم تقم الحكومتان المحلية في المثنى، والاتحادية في بغداد، بتلبية جميع المطالب، مؤكدًا أنّ أعداد المعتصمين في تزايد، على الرغم من التضييق الكبير الذي تمارسه القوات العراقية.
وتشهد العاصمة العراقية بغداد، والمحافظات الجنوبية في البلاد، منذ 8 تموز/ يوليو الماضي، موجة تظاهرات شعبية، خرجت بداية في البصرة، وذلك احتجاجًا على سوء الخدمات وازدياد البطالة وتفشي الفساد، قابلتها القوات الأمنية بالقوة، ما تسبب بمقتل وإصابة مئات العراقيين، بينهم أطفال.
وتواجه منطقة الاعتصام في المثنى، وفق السماوي، شبه حصار، إذ تحيط بها أطواق من الجيش والشرطة التي تصعب مهمة الدخول والخروج من المنطقة، بالإضافة إلى إجراءات التفتيش المملة المتبعة هناك.
وأوضح أنّ قيادات أمنية حاولت بشتى الطرق إقناع المعتصمين بفض اعتصامهم، إلا أنّ المحتجين رفضوا ذلك، واعتبروا أنّ الاستجابة للمطالب الشعبية المشروعة، هي أساس الحل.
وكانت محافظة المثنى قد شهدت، الجمعة، تصعيدًا في مطالب المتظاهرين الذين طالبوا بمحاسبة الحكومة المحلية، وإجراء تغييرات في مفاصل إدارة المحافظة، بعد فشلها في توفير الخدمات، طيلة الفترة الماضية .
وأضاف عبد الأمير، أنّ المرحلة المقبلة ستكون أخطر، لأنّ المتظاهرين سيقطعون عددًا من الطرق، ويعطلون عمل المؤسسات الفاسدة بالمثنى , و شهدت محافظة البصرة جنوب العراق، إجراءات أمنية مشددة، تحسّبًا للاعتصام المفتوح المقرر أن يبدأ، الأحد.
وقال ضابط في شرطة البصرة السبت، إنّ القوات العراقية عززت مواقعها في مراكز المدن، وأمام مبنى الحكومة المحلية، وعند مداخل الحقول والشركات النفطية، تحسّبًا لاتساع نطاق الاحتجاجات، مؤكداً أنّ الإجراءات الأمنية ستستمر حتى إشعار آخر.
وأوضح أنّ تعزيز الأمن في البصرة، جاء متزامنًا مع دعوات تنظيم اعتصام مفتوح في المحافظة، يبدأ يوم غد الأحد"، مبيّنًا أنّ القوات العراقية لديها توجيهات بعدم الاعتداء على المحتجين، لكنّها في الوقت ذاته لن تسمح لأحد بقطع الطرق، أو تعطيل المصالح العامة.
وقالت اللجان التنسيقية في محافظة البصرة، الجمعة، إنّها أنهت جميع التحضيرات اللازمة لإقامة اعتصام مفتوح في المحافظة، ابتداءً من الأحد، مبيّنة أنّ المطلب الأساسي للمحتجين، أصبح يتعلّق بالعملية السياسية من خلال الدعوة إلى إلغاء الدستور.
ولوّح متظاهرو البصرة، بتدويل التظاهرات، وتقديم شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة، في حال استمر العجز الحكومي عن تحقيق المطالب المشروعة , وفي غضون ذلك جدد زعيم ائتلاف الوطنية اياد علاوي، السبت، مطالباته بتشكيل حكومة إنقاذ وطني بعد ان دعا إليها في وقت سابق وتراجع عن دعواته.
وقال علاوي في بيان، إن العراق يمر بظروف خطيرة مع ما أعقب الانتخابات النيابية الأخيرة من تراجع وفوضى، واستغلال قوى التطرف لتلك الظروف , وأضاف "ادعوا جميع القوى السياسية للتكاتف وتبني منهج التكامل لإصلاح الأوضاع وترتيب بنية العملية السياسية الكفيلة ببناء مؤسسات الدولة بدلًا عن التسابق على مواقع السلطة، التي تفقد قيمتها عندما يتراجع القانون وتسود الفوضى".
وأوضح أن العمل والتفكير الآن يجب أن يتركز على دعم مؤسسات السلطة والإعداد لحكومة إنقاذ وطني لا ترشح نفسها للانتخابات المقبلة، بعيدًا عن تدخلات الدول التي تتنافس وتتصارع"، معتبرةً ان العراق كبش الفداء الذي يجب النزاع فيه للاستحواذ على قيمه وهويته ودماء أبناء شعبه الكريم.
وتابع علاوي أن الجميع اليوم مطالبون بترك الطائفية السياسية والعشائرية والجهوية والركون الى الهدوء والتحلي بروح المسؤولية والعمل على تشكيل هكذا حكومة مؤقتة، تعمل على تطبيع الأوضاع وتحقيق الأمن وإجراء انتخابات نزيهة وشفافة خلال فترة معقولة، وقبل فوات الآوان.
أرسل تعليقك