قُتل وأصيب أكثر من عشرين عراقيًا، الأربعاء، في سلسلة تفجيرات ضربت مناطق متفرقة في بغداد، وفق ما أعلنته قيادة عمليات الجيش في العاصمة العراقية، في حين أكد القائد العام لقوات التحالف الدولي، العقيد سكوت إيفلاندت، أن تنظيم "داعش" نقل دفاعاته الأمامية من غرب الموصل إلى شرقها، لمواجهة القوات العراقية هناك.
وأكد مصدر في وزارة الداخلية العراقية، الأربعاء، مقتل خمسة أشخاص، وإصابة 16 آخرين، في سلسلة تفجيرات في بغداد، موضحًا أن القوات العراقية فرضت إجراءات أمنية مشددة عند مداخل ومخارج العاصمة، تحسبًا لحدوث هجمات جديدة. وقالت قيادة عمليات الجيش في بغداد إن الانفجار الأول تم بواسطة عبوة ناسفة، موضوعة في سيارة أجرة، انفجرت على طريق قناة الجيش، شرق بغداد، موضحة أن التفجير أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وأوضحت قيادة عمليات الجيش، في بيان لها، أن التفجير الثاني وقع في حي القاهرة، شمال بغداد، من خلال عبوة ناسفة، موضوعة في حافلة لنقل الركاب، مضيفة أن التفجير الثالث تم بعبوة أخرى، موضوعة في سيارة لنقل الركاب، قرب مستشفى "ابن القف"، شرق بغداد، مشيرة إلى سقوط ضحايا، بين قتيل وجريح، مبينة أن الحادث الرابع وقع في منطقة كسرة وعطش، شرق العاصمة، بتفجير عبوة ناسفة على جانب الطريق، ما أدى إلى سقوط ضحايا. وأكدت مصادر أمنية عراقية سقوط جرحى، إثر انفجار عبوة ناسفة، في منطقة سبع قصور
وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد، العميد سعد معن، في بيان له، إن عبوة ناسفة، كانت موضوعة على جانب الطريق، انفجرت، صباح الأربعاء، في منطقة كسرة وعطش، في مدينة الصدر، شرق بغداد، مما أسفرت عن إصابة أربعة أشخاص بجروح متفاوتة.
ويذكر أن العراق يشهد، منذ 2013، تصاعدًا في أعمال العنف، فيما أعلنت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي"، في الأول من ديسمبر / كانون الأول، مقتل وإصابة 4265 عراقيًا، في حوادث عنف شهدتها مناطق متفرقة من البلاد، خلال شهر أكتوبر / تشرين الأول الماضي، وأكدت أن العاصمة كانت الأكثر تضررًا من أعمال العنف.
وبشأن معارك الموصل، تدور، منذ فجر الأربعاء معارك عنيفة بين قوات الجيش العراقي ومقاتلي تنظيم "داعش"، داخل أحياء شرق وجنوب شرقي الموصل، وسط قصف جوي عنيف، طال غالبية أحياء المدينة، ما وضع سكان الأحياء الشرقية في دائرة الخطر، لا سيما مع بدء استخدام الطرفين أسلحة ثقيلة في المواجهات، وفق مسؤولين في الجيش العراقي.
وأوضح ضابط عراقي، في الفرقة "16"، أن المعارك تجري في حي الوحدة والميثاق، وأجزاء من حي فلسطين، جنوب شرقي الموصل، بينما تخوض قوات جهاز مكافحة الإرهاب معارك طاحنة، منذ نحو ست ساعات، للسيطرة على ما تبقى من حي البريد، والمصارف، والسكر. ولفت إلى أن المعارك تجري بمشاركة دبابات "برامز"، ومدرعات تابعة للجيش، بهدف تحقيق تقدم قبل حلول مساء الأربعاء، مضيفًا أن الطيران الأميركي مستمر في قصف مواقع التنظيم بكثافة، داخل الموصل.
وأكدت مصادر أخرى أن المعارك تجري بين منازل آلاف العائلات، وأن هناك ضحايا سقطوا جراء اختراق القذائف منازلهم، ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن التنظيم استخدم هو الآخر سلاحًا ثقيلاً في المواجهات. وتسعى القوات العراقية إلى السيطرة على حي الوحدة، ومنه إلى حي المزارع، أقرب نقطة على نهر دجلة، وسط الموصل، إذ تطمح، وفقًا لتحركها، إلى تحقيق نصر معنوي، أكثر من كونه عسكريًا، فوصول القوات العراقية إلى دجلة يعني السيطرة على نصف الموصل.
ومن جهته، أعلن قائد عمليات نينوى، التي تشرف على سير المعارك، الفريق الركن عبد الأمير رشيد، في بيان له، أن القوات العراقية حررت، حتى الآن، 24 حيًا داخل مدينة الموصل، التي تحارب القوات العراقية لاستعادتها من "داعش". وأوضح "رشيد"، خلال عرضع لنتائج المعارك، أن مجمل المعارك تسير في صالح القوات العراقية، مبينًا أن التقدم مستمر، من المحاور الأربعة، وسط تراجع واضح لمقاتلي تنظيم "داعش".
وقال أحد مسؤولي الإغاثة في مخيم خازر، شرق الموصل، محمد خليل، إن توافد النازحين مستمر، وهناك صعوبات في توفير الاحتياجات اللازمة، مبيناً أن عددًا كبيرًا من النازحين يصلون مصابين، جراء المعارك، أو حالتهم سيئة، بسبب سوء التغذية. وطالب الحكومة، والمنظمات المحلية، بزيادة جهدها، استعدادًا لاستقبال مزيد من الفارين من مناطق القتال، خلال الأيام المقبلة. في حين أكّدت مصادر طبية داخل الموصل ارتفاع عدد ضحايا المعارك، خلال الساعات الـ48 الماضية، إلى 98 قتيلاً وجريحًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، قُتلوا نتيجة القصف الجوي، وتبادل القصف الصاروخي والمدفعي بين "داعش" وقوات الجيش العراقي.
واعلنت قيادة قوات فوج "ديوك لانكستر"، في الجيش البريطاني، إرسال 150 جنديًا من كتيبتها الثانية إلى العراق، لتدريب القوات الأمنية. وأكد قائد الفرقة، نيغج هيغنز، أن إرسال هؤلاء الجنود تم في اطار تقديم المساعدة، بتدريب عناصر القوات العراقية، وقوات "البيشمركة"، لمحاربة "داعش"، مشيرًا إلى أن التدريبات تتضمن المهارات العسكرية لقوات المشاة، ومكافحة مخاطر العبوات الناسفة، وإبطال مفعولها، مع تدريبات أخرى في مجال الهندسة العسكرية، مثل نصب الجسور، ومهارات الطب العسكري الميداني. ولفت "هينغر" إلى أن هذه المجموعة هي جزء من قوة أكبر، تعدادها 500 جندي من الجيش البريطاني، سيتم نشرها في العراق، للتدريب، مبينًا أن تلك القوات لن تشارك في أي مهمة قتالية على الأرض.
وأكدت وكالة "رويترز" للأنباء أن القوات الخاصة العراقية تقترب ببطء من المناطق الواقعة في شرق الموصل، حيث تواجه هجمات انتحارية، وقذائف هاون، واستهداف من قبل قناصة "داعش"، المتحصنين بين السكان المدنيين، ويتوقع القادة العسكريون أن تكون معركة تحرير الساحل الأيمن من الموصل أكثر صرامة من المعارك الجارية في الساحل الأيسر، شرق الموصل.
أرسل تعليقك