انطلقت عملية عسكرية لتعقب خلايا إرهابية في نهر الإمام شمال شرقي ديالي بالعراق، وذلك وفقا لمسؤول محلي في المحافظة. وقال رئيس المجلس المحلي لقضاء المقدادية عدنان التميمي إن "قوات أمنية مشتركة من الجيش والشرطة انطلقت صباح اليوم بعملية عسكرية لتعقب خلايا إرهابية مرتبطة بداعش ومتورطة بنصب عبوات ناسفة وأعمال عنف في مناطق وبساتين قرية نهر الإمام بأطرف المقدادية شمال شرقي ديالى". وأضاف، أن "العملية تأتي لتطهير تلك المناطق من المجاميع الإرهابية وتأمينها ومسكها بشكل محكم".
وكان شرطي قد أصيب بتفجير عبوة ناسفة في منطقة العيثة قرب نهر الامام في المقدادية شمال شرقي ديالى يوم الخميس الماضي. هذا وأكدت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي" أن العراق أمام فرصة تاريخية بعد الانتصار على داعش ، فيما قدمت رسالة تهنئة الى العراق حلول العام الجديد. وقالت البعثة بمناسبة وصول ممثلة الأمين العام إلى العراق وحلول السنة الجديدة، في بيان صحفي إن "العراق بلد جميل ذو تاريخ عريق وتنوع ثري، "وهو كذلك بلد كابد الكثير بسبب النزاعات".
وأضافت أنه "مع إلحاق الهزيمة العسكرية بداعش، انحسرت أجواء اليأس أمام بشائر الأمل والتفاؤل بالمستقبل"، مضيفة "تلوح الآن فرص هائلة أمام العراق". وتابع البيان، "بيد إن الطريق نحو الاستقرار والازدهار على المدى الطويل، والذي تستحقونه بجدارة، لن يكون سهلاً، "فعلى الرغم من هزيمته العسكرية، فإن تنظيم داعش لا يزال يشكّل تهديداً أمنياً. كما يتعين رجوع أكثر من 1.8 مليون نازحٍ الى ديارهم بأمان وكرامة".
كما جاء في البيان، "وتمتلئ المناطق المحررة بأطنان من الذخائر غير المنفجرة، وهذه المناطق بانتظار الدعم"، "ويطالب العراقيون بالخدمات والتعليم والوظائف والإصلاحات المجدية. وهم محقون في ذلك".
اقرأ أيضاً : دونالد ترامب يؤكد تقديم بلاده 4,5 مليار دولار أميركي لإسرائيل سنويًا
وقالت ممثلة الأمين العام إلى العراق، حسب البيان: "انا على يقين بأنه من خلال تصميم شعبه، سيتغلب العراق على التحديات وسيخرج من الأزمة أقوى من ذي قبل، مشيرة إلى "أن الأمم المتحدة العراق قد ساندت في أصعب الظروف التي مر بها، وسوف تواصل مساعدتها له".
متابعة: "يشرفني حقاً أن أخدم الشعب العراقي وأعمل عن كثب مع الحكومة العراقية بصفتي الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة". وتابعت "أود أن أتقدم لكم ولأحبائكم بأمنياتي بعامٍ جديدٍ تنعمون فيه بالصحة والسعادة".
بالمقابل وفق تحليل جديد أجرته مجلة "جينيز إنتليجنس ريفيو" نشرته "ذا ناشيونال إنترس" فإن تنظيم داعش الإرهابي يستغل الوضع الأمني الفوضوي في العراق لإعادة تكوين نفسه، واستعادة موطئ قدم في البلاد على الرغم من فقدان معقلها الرئيسي في الموصل قبل عام تقريباً.
ويرى محرر الشؤون والمهام الأمنية في "ذا ناشيونال إنترس" جاريد كيلر، تحت عنوان "داعش يخطط للعودة" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يعتقد أن جيشه هزم تنظيم داعش بشكل سليم في سوريا، لكن التقارير تشير إلى أن الجماعة الإرهابية تقوم ببساطة بالاستعراض وكسب الوقت في العراق، قبل إعادة رصّ الصفوف لعودة "نهائية قاتلة" بحسب الكاتب.
وأوضح الكاتب في "جينير إنتليجنس ريفيو" جوناثان سباير، بحسب ما نقل كاتب المقال أن تنظيم داعش الإرهابي يستغل "المناطق النائية" التي غالباً ما تكون قليلة السكان والتي يمكن أن تنشأ فيها بنية تحتية مادية ولوجستية لتوفير المأوى والغذاء لمقاتليه.
ويضيف الكاتب جوناثان أن مثال ذلك الأنفاق التي أحبطت القوات الأمريكية في القتال ضد التنظيم في سوريا، وهذه "معاقل الحركة"، تمكن داعش من ممارسة سيطرته وبالتالي يمكن التنظيم من التخطيط لعملياته وإطلاقها. ولفت الكاتب إلى أن تنظيم داعش يستخدم هذه الاستراتيجية لتمكين قيادته من الاستقرار والتخطيط.
ورصد محلل الشرق الأوسط ومؤرخ تطور داعش، "جينير إنتليجنس ريفيو سبير"، جوناثان سباير، نشاطاً لداعش بالقرب من سلسلة جبال قريبة من الموصل خلال الأشهر القليلة الماضية، كما أن الآثار الطويلة لهذه المعاقل متنامية وواضحة، وقال: "في نهاية المطاف، قد يسعى تنظيم داعش إلى تطوير (أو إحياء) قدرته على القيام بعمليات عبر منطقة أوسع، بما في ذلك بغداد ومدينة الموصل وسامراء، ثم إلى سوريا وإيران".
وتساءل جوناثان على من يقع اللوم على هذا الانبعاث المفاجئ؟ ووفقًا للكاتب، فإن "قوات الأمن العراقية هي جزء من قوات الأمن الداخلي التي قضت الكثير من الوقت في الاشتباك مع قوات كوردية، والتي تزعم أنها حلفاء في معاركهم ضد التنظيم الإرهابي داعش، بدلاً من تخليص المناطق النائية من داعش.
ويشير الكاتب إلى أن "قوات الأمن العراقية لم تقم بتنظيف شامل للقرى المأهولة في هذه المنطقة، وقد مكّن هذا تنظيم داعش من إقامة وجود داخل العديد من المناطق، والسعي إلى تعطيل وتدمير الاتصال بين الهياكل القبلية المحلية وقوات الأمن"، مؤكداً أن هناك من يساعده في هذا السلوك "الطائفي"، بعض من عناصر قوات الأمن العراقية. ويتزامن التقرير مع فترة من عدم اليقين لعملية الإصلاح المتأصلة ووعمليات التحالف متعدد الجنسيات لهزيمة التنظيم الإرهابي.
وفي 19 ديسمبر(كانون الأول)، أعلن ترامب فجأة الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من سوريا، بعد أيام قليلة، استقال مبعوث إدارة ترامب إلى التحالف العالمي لهزيمة داعش والمهندس الدبلوماسي للبعثة، بريت مكجورك، احتجاجاً، وأن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، وبعد بعد أشهر من احتضان وجود القوات الأمريكية إلى أجل غير مسمى في سوريا، ورد أن مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ألهمت ترامب الذي أمر بالانسحاب في صراع مباشر مع محامي وزير الدفاع جيمس ماتيس، الذي استقال في ذلك اليوم احتجاجاً على قرارات ترامب.
ووفقاً لبيانات وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون التي تم نشرها كجزء من تقرير المفتش العام في أغسطس(آب) عن "عملية الإصلاح المترابط" و"عملية المحيط الهادئ - الفلبين"، فإن لدى داعش ما يقدر بـ 15000 إلى 17000 مقاتل في العراق، إضافة إلى 14.000 مقاتل في سوريا. وخلص تقرير من لجنة الأمم المتحدة للخبراء في نفس الوقت إلى أن داعش "لديها ما يصل إلى 30.000 مقاتل موزعين بالتساوي تقريباً بين سوريا والعراق وشبكتها العالمية تشكل تهديداً متزايداً".
وأشار الكاتب إلى أن إذا كان بإمكان قوى الأمن الداخلي العراقي وشركائها الدوليين القضاء تماماً على مقاتلي داعش، أم لا، فإن هذه القوات لا يمكن أن تحقق النتائج الكاملة في سحق داعش ويقل جوناثان: "لا يبدو أن هذا يبشر بحملة واسعة وشيكه"، "وبدلاً من ذلك، يبدو أن تنظيم داعش في مرحلة إعادة بناء هياكله ويحضر لاستئناف تمرد مستقبلي في العراق، مصحوباً بهجمات مسلحة متقطعة بين فينة أخرى"
قد يهمك أيضاً :
بريطانيا تردّ على ترامب وتُؤكّد أنّ "داعش" لا يزال يُمثّل تهديدًا
انطلاق عملية عسكرية لتعقب خلايا "داعش" على الحدود مع "صلاح الدين"
أرسل تعليقك