التقى قادة عسكريون أميركيون كبار رئيسي أركان الجيشين التركي والعراقي في العاصمة التركية أنقرة في اجتماع "غامض" لم يتم الكشف عن أجندته لكنه جاء بعد ساعات من تأكيد مجلس الأمن القومي الأميركي التزام واشنطن بـ"الشراكة الاستراتيجية مع تركيا من أجل هزيمة التطرف"، فيما قال مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان ، إن النازحين المقيمين على أراضي الإقليم لا يتلقون أية مساعدات من الحكومة العراقية أو الدول الأوروبية ، مشيرًا الى أن اقليم كردستان وحده يتحمل مسؤولية رعايتهم.
وضم اللقاء رئيس الأركان التركي خلوصي أكار ونظيره العراقي عثمان الغانمي، وقائد القوات الأميركية في أوروبا كوتيس سكاباروتي، وقائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي جوزيف فوتيل، وذلك في مقر رئاسة الأركان التركية في العاصمة أنقرة.
واكتفى بيان صادر عن رئاسة الأركان التركية قبل الاجتماع بالقول إن "المجتمعين سيبحثون قضايا أمنية متعلقة بالمنطقة"، لم تصدر أي تصريحات من الإدارة الأميركية أو الجانب العراقي عن اللقاء، ويأتي هذا الاجتماع في ظل تصاعد كبير في الخلافات بين أنقرة وواشنطن وذلك على خلفية اتهام تركيا لإدارة ترامب بمواصلة إرسال الأسلحة للمسلحين الأكراد في سورية، ورفض تسليم فتح الله غولن، وأخيرًا قضية محاكمة رجل الأعمال التركي من أصل إيراني رضا ضراب بتهمة خرق العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على إيران.
لكن وقبيل ساعات من انعقاد اللقاء الثلاثي، أعرب البيت الأبيض، عن التزام واشنطن بالشراكة الاستراتيجية مع تركيا "من أجل تحقيق الاستقرار، وهزيمة التطرف"، وقال متحدث أميركي "نقدر جهود تركيا من أجل زيادة أمنها الحدودي، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب عبر أراضيها، والقتال على الأرض من أجل تطهير مدن رئيسية في سورية من تنظيم "داعش".
واستدعت الأربعاء مديرية الأمن العامة في تركيا، موظف مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي "إف بي آي" الموجود في العاصمة التركية في أنقرة على خلفية اعترافات ذكرها عنصر الأمن السابق "حسين كوركماز" المنتمي إلى منظمة "غولن"، الفار خارج البلاد، خلال إفادته كشاهد في المحاكمة المتواصلة في الولايات المتحدة لنائب المدير السابق لبنك "خلق" التركي "هاكان أتيلا".
وأكد وزير الخارجية التركي، مولود غاويش أوغلو، على عدم وجود مشاكل بشأن شراء بلاده منظومة صواريخ "إس ـ 400" الروسية ، قائلًا "ربما يتم توقيع الصفقة خلال الأسبوع الحالي"، ولفت إلى "استمرار الأعمال الفنية المتعلقة بنشر منظومة صواريخ "إس ـ 400" في تركيا".
ولفت إلى أن بلاده ستدرّب مهندسين عسكريين ومدنيين لاستخدام المنظومة بعد نشرها، مضيفًا "في حال احتجنا لمهندسين وتقنيين روس، فهؤلاء أيضًا سيأتون للقيام بما يلزم ثم يعودون"، وأشار إلى استمرار الأعمال الفنية المتعلقة بنشر منظومة صواريخ إس ـ 400 في تركيا.
وفي غضون ذلك قال مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان ، إن النازحين المقيمين على أراضي الإقليم لا يتلقون أية مساعدات من الحكومة العراقية أو الدول الأوروبية ، مشيرًا إلى أن إقليم كردستان وحده يتحمل مسؤولية رعايتهم.
وذكر فلاح مصطفى ، أن "حكومة إقليم كردستان احتضنت خلال السنوات الماضية آلاف النازحين إلا أن استمرار رعايتهم يتطلب تقديم مساعدات من جانب بغداد والمجتمع الدولي"، وأضاف مصطفى لمجلة "نيوزويك" أن "أي طرف سواءً الحكومة العراقية أو المجتمع الدولي لم يؤد ما يقع على عاتقه من مسؤولية تقديم المساعدات للنازحين بالشكل المطلوب حتى الآن".
ويحتضن إقليم كردستان أكثر من مليون و 800 ألف نازح عراقي ولاجئ سوري منذ نحو أربع سنوات على الرغم من الأزمة المالية التي يواجهها والعجز في موازنته جراء قطع بغداد حصة الإقليم من الموازنة منذ مطلع 2014 وانخفاض أسعار النفط عالميًا والحرب على التطرف، وتقول حكومة إقليم كردستان إنها تنفق سنويًا نحو 1.4 مليار دولار على ملف النازحين واللاجئين وإنها تواجه ضغطًا هائلًا جراء ذلك.
وأعلن الحشد الشعبي، التنسيق مع قوات البيشمركة لتنفيذ عملية عسكرية مشتركة لإبعاد المخاطر التي يشكلها عناصر تنظيم "داعش" عن حدود قضاء طوزخورماتو في محافظة صلاح الدين، وقال قائد اللواء 52 للحشد الشعبي مهدي تقي، في تصريح صحافي، إنه من أجل إبعاد التهديدات التي يشكلها عناصر تنظيم "داعش" في محيط قضاء طوزخورماتو، فإنهم قاموا بإجراء تنسيقات مع قوات البيشمركة، وسيقوم الجانبان بتنفيذ عملية مشتركة في المنطقة.
وأضاف تقي أن الأيام القليلة الماضية شهدت عمليات قصف بالهاونات على مدينة طوزخورماتو، تسببت بخسائر في الأرواح في صفوف المواطنين، مشيرًا إلى أنه من أجل تطبيع الأوضاع فمن الضروري تطهير المنطقة من بقايا عناصر تنظيم "داعش".
أرسل تعليقك