الخرطوم – محمد جادين
كشفت تقارير صحافية إيطالية، الإثنين، أن السلطات السودانية، في الخرطوم، أوقفت أحد أبرز المتطرفين، الموالين لتنظيم "داعش" حاليًا، و"القاعدة" سابقًا، وأحد أهم العقول المدبرة للأنشطة الإرهابية في إيطاليا، وهو التونسي معز الفزاني، المعروف بكنية "أبو نسيم".
وأكدت صحيفة "كوريري دي لا سيرا" الإيطالية أن المخابرات الإيطالية نجحت في العثور على "أبونسيم"، في أغسطس / آب الماضي، بعدما هرب من ليبيا، في أبريل / نيسان الماضي، عقب فشل الهجوم الذي نظمه، باسم "داعش"، على مدينة بن قردان، في الجنوب التونسي، في مارس / آذار، ثم شارك في هجمات متحف "باردو"، والمنتجع السياحي، في مدينة سوسة، العام الماضي.
وذكرت أن روما أقنعت الخرطوم بتوقيف "أبو نسيم"، نظرًا لخطورته، والتهديد الذي يشكله على السودان وإيطاليا معًا، إذا نجح في مغادرة البلاد، مطالبةً بتسليمه إلى للسلطات الإيطالية، بعد أن صدر ضده حكم نهائي بالسجن خمس سنوات، وثمانية أشهر.
ورغم أنه لم يتجاوز منتصف الأربعينات من العمر، إلا أن "الفزاني" يُمثل، بالنسبة للمخابرات الإيطالية، والأوروبية بشكل عام، صيدًا ثمينًا، وكنز معلومات، بحكم مسيرته الطويلة في عالم الإرهاب، منذ منتصف التسعينيات، وشبكة العلاقات الهائلة التي ربطها، من إيطاليا، التي كان يقيم فيها منذ 1988، في اتجاه الجزائر، وتحديدًا "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، في منتصف التسعينيات، قبل أن تلتحق بتنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي"، بعد تأسيسه.
ولم تقتصر علاقات المتطرف التونسي على الجزائر، بل امتدت إلى أفغانستان، وباكستان، تحت لواء تنظيم "القاعدة"، قبل اعتقاله في 2002، على يد القوات الأميركية، وسجنه في قاعدة "باغرام" الشهيرة، ثم ترحيله إلى، إيطاليا في 2009.
وبعد ترحيله إلى تونس، في 2012، لم يتأخر في استئناف نشاطه، في صفوف تنظيم "أنصار الشريعة"، قبل حظره، ثم السفر إلى سورية، في 2013، ليصبح أحد أبرز قادة تنظيم "داعش"، الذي بايعه "الفزاني"، قبل أن يرسله زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، إلى ليبيا، تمهيدًا لإقامة "إمارة موالية" في سرت.
أرسل تعليقك