الحرب السورية تدفع الفقراء واليتامى للتسوّل في الشوارع في ظاهرة باتت واسعة الانتشار
آخر تحديث GMT18:12:30
 العرب اليوم -

يُعد انفلات القبضة الأمنية والتهاون القضائي والتردي الاقصادي أبرز الأسباب

الحرب السورية تدفع الفقراء واليتامى للتسوّل في الشوارع في ظاهرة باتت واسعة الانتشار

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحرب السورية تدفع الفقراء واليتامى للتسوّل في الشوارع في ظاهرة باتت واسعة الانتشار

الجيش السوري
دمشق - العرب البوم

دفعت الحرب السورية الأطفال اليتامى والفقراء للتسول في شوارع مدن النظام والمعارضة، مع تعمق الظاهرة التي لم تكن واسعة الانتشار قبل 2011، ومع تزايد نسبة الفقر بين السوريين في مناطق يسيطر عليها النظام السوري والمعارضة على السواء، إذ إن أكثر من 93 في المائة من السوريين، يعيشون في حالة فقر وحرمان، بينهم نحو 65 في المائة في حالة فقر مدقع، بسبب الحصار والنزوح، وانعدام فرص التعليم والعمل، وتردي الأوضاع الاقتصادية؛ ما دفع الآلاف من الأطفال والنساء والرجال من مختلف الأعمار إلى التسول والتشرد.

وقالت ناشطة في المجال المدني في دمشق «ظاهرة التسول باتت منتشرة بشكل كبير خلال السنوات الماضية، على عكس ما تروجه وسائل إعلام حكومة النظام السوري بتراجع نسبة التسول في سوريا، ورغم تفعيل مكاتب مكافحة التسول في مختلف المحافظات السورية التي يسيطر عليها النظام، فإن ظاهرة تسول الأطفال والنساء والشيوخ تنامت إلى حد كبير في الأشهر الأخيرة؛ بسبب الفقر وغلاء المعيشة وتدني مستوى الليرة السورية من جهة، ومن جهة أخرى عدم توافر الأوراق الثبوتية لعدد كبير من الأطفال؛ بسبب فقدانهم الأب، إما بالاعتقال أو الموت، وبالطبع ذلك يحرمهم من الحصول على بعض المساعدات من قبل الجمعيات والمنظمات الإنسانية الخاصة التي تقدم المساعدات الغذائية، وغيرها من حاجيات الإنسان الأخرى كالأدوية والألبسة». تضيف «نحو 3200 حالة تسول (2300 طفل وامرأة، و900 شيخ وصاحب إعاقة)، جرى رصدها مؤخراً ضمن العاصمة دمشق يمتهنون التسول على أبواب المساجد، والجامعات، والمقاهي، وضمن الأسواق، بحسب مراكز خاصة بالدراسات والبحوث لرصد حالة التسول».

أحمد طفل عمره 9 سنوات، أحد هؤلاء يمتهن التسول في سوق الحميدية وسط دمشق ويعيش مع أمه المصابة بمرض الربو وأخته ذات الـ6 سنوات في غرفة واحدة في منطقة جرمانا بعد أن أجبروا على النزوح من منطقة دوما بريف دمشق. والدهم فُقد قبل 5 سنوات ولا يعلمون عن مصيره شيئاً، ومعظم أقاربهم هجروا إلى مناطق الشمال السوري ولم يبقَ لديهم معيل؛ ما دفع الفقر والحاجة الطفل أحمد إلى التسول للحصول على بعض النقود لسد حاجة أسرته من غذاء ودواء لأمه.

وقال ناشط آخر، إنه «لا يمكن أن نسقط تهمة التسول على جميع الأطفال، حيث إن انفلات القبضة الأمنية والتهاون القضائي في مؤسسات النظام سوّل للبعض باستثمار عدد كبير من الأطفال ممن ليس لديهم معيل بالتسول، فما يجمعه كل طفل متسول من هذه المهنة التي تعتبر عاملاً أساسياً بانهيار المجتمعات، تعادل ضعفي الراتب الشهري للموظف، وبالتالي يتقاسم المشغلون والأطفال المبالغ التي يتم جمعها شهرياً، إما مناصفة أو قسم ضئيل من المال تعود للطفل مقابل تأمين مكان إقامته ونومه وتعليمه أساليب التسول لاستدرار عطف الناس وإعطائهم بعض النقود». ويضيف، أن معظم المشغلين للأطفال بالتسول، إما نافذون ولهم صلات علاقة بالمؤسسة الأمنية التابعة للنظام، أو يديرون أعمالهم بطريقة لا يمكن بالسهل اكتشافهم، وبأسماء مستعارة غالباً.

ولفت أحمد إلى أنه كثيراً ما يتعرض الأطفال لحالات تحرش من البعض، وخصوصاً الفتيات وبعض النساء المتسولات، حيث يواجهن هذه الحالة في معظم الأحيان أثناء التسول مقابل إعطائهن بعض النقود عبر اللمس أو التحدث بكلمات غير أخلاقية.

- مناطق المعارضة

لا يختلف المشهد كثيراً في مناطق الشمال السوري. مواصلة النظام هجماته دفعت إلى تفاقم الوضع الإنساني المزري. إذ تقول أم خالد إنها امتهنت التسول بعد أن فقدت زوجها وأثنين من أولادها بالقصف على مدينة حلب قبل سنوات، واضطرت إلى االلجوء إلى منطقة إدلب شمال سوريا برفقة أولادها الخمسة لا تتجاوز أعمارهم الـ15 عاماً ولا معيل لهم، هي تخرج بشكل يومي منذ الصباح وحتى المساء لتتسول المارة وأصحاب المحال التجارية في منطقة سرمدا وغيرها للحصول على بعض المال لتسد رمق ابنتيها وحاجتهم من الغذاء وغيره من المستلزمات الحياتية.

وتضيف «المهنة معيبة، لكن مع الظروف الصعبة التي أعيشها مع أسرتي أصبحت مصدر رزقنا، فمن حق أبنائي أن يأكلوا ويحصلوا على الدفء على أقل تقدير، ولا يوجد عمل يلبي هذه الأشياء سوى التسول ريثما يكبر أبنائي ويصبحون قادرين على العمل وكسب المال»، البرد القارس في الشتاء والحر الشديد في الصيف من المخاطر التي تواجه الأطفال المتسولين وتعرّضهم لأمراض قد تكون مميتة أحياناً، فضلاً عن حوادث السير التي يتعرضون لها أثناء التسول.

الطفلة ريم من ريف حلب، لا يتجاوز عمرها 8 سنوات لجأت مؤخراً إلى مخيم سرمدا مع أمها و2 من إخوتها ووالدها الذي فقد أطرافه بقصف سابق نتيجة العمليات العسكرية للنظام على بلدتهم لتجد نفسها في الشارع برفقة إخوتها الصغار وتتسول بطريقة عفوية، لا تدرك حجم المخاطر المحيطة بها، أقلها التعرض لحادث سير قد يودي بحياتها، حيث تقديم البسكويت للمارة مقابل الحصول على بعض النقود لتعود في نهاية اليوم إلى منزلهم المتواضع ومعها مبلغ يسير لمساعدتهم على متطلبات الحياة.

يقول الناشط أكرم جنيد «التسول في الشمال السوري حالة شبه طبيعة للبعض؛ بسب سوء الأوضاع المعيشة للكثير من الأسر التي تفتقد المعيل، أو بسبب عدم وجود فرص عمل للبعض، وخصوصاً في فصل الشتاء بسبب زيادة المتطلبات المعيشية».

ويضيف «الحل الأمثل للحد من تنامي ظاهرة التسول وإنهائها، هو وجود إدارة ناجحة للمنظمات الداعمة، من خلال تقديم الدعم الذي يتناسب مع مثل هذه الحالات ومحاولة تأمين فرص عمل أو مشاريع منتجة لهم من خلال دورات حرفية تؤهلهم للعمل باستقلالية وتمكنهم اجتماعياً، فضلاً عن فتح دور تعليم ومدارس لملء حياة الأطفال بالتعليم، وحمايتهم من الممارسات السيئة التي تتسبب في تدمير الأجيال القادمة».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

موسكو تعلن "انتهاء الحرب السورية" وتؤكد أولوية تشكيل "الدستورية"

رئيس تركيا يطلب من رئيس روسيا تنحية قواته جانبًا لمواجهة النظام السوري

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب السورية تدفع الفقراء واليتامى للتسوّل في الشوارع في ظاهرة باتت واسعة الانتشار الحرب السورية تدفع الفقراء واليتامى للتسوّل في الشوارع في ظاهرة باتت واسعة الانتشار



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 العرب اليوم - الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab