قُتل شخصٌ وأصيب 3 آخرون، في ساعة متأخرة من ليل الجمعة، جراء انفجار في مدينة بنغازي شرقي ليبيا. وأفادت مصادر محلية أن الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة في منطقة السلماني وسط مدينة بنغازي.وأعلنت مصادر عسكرية ليبية أن طائرات أميركية نفذت غارات جوية على مواقع لتنظيم "داعش" في مدينة سرت على ساحل ليبيا، وذلك في إطار الدعم الذي تتلقاه القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني، برئاسة فائز السراج، من الولايات المتحدة وعدة دول غربية، فيما أشادت وزارة الدفاع الأميركية بالتقدم الذي أحرزته هذه القوات، واعتبرته مشجعا بعد دخولها إلى سرت معقل التنظيم شرق العاصمة طرابلس.
وقال ضابط في الجيش الليبي إنه "ليس سرا أن طائرات أميركية أو غربية ضربت مواقع لداعش في سرت خلال اليومين الماضيين"، مضيفا أن "ثمة تحالفا غربيا يدعم العمليات العسكرية لقوات عملية "البنيان المرصوص"، وهناك ضربات جوية تتم من البحر أيضا، وثمة قوات بريطانية خاصة على الأرض، وأميركية في الجو والبحر، وهم في البحر المتوسط والكل يعرف ذلك، أما البوارج الإيطالية في بعض الأحيان فيمكن رؤيتها من على الشواطئ أو عن طريق الصيادين".
وأوضح الضابط نفسه، أن آخر غارة نفذتها طائرات حربية أميركية تمت الليلة قبل الماضية على مبنى بالقرب من مجمع واغادوغو، الذي تعرض لضربتين على الأقل، فيما قال سكان وشهود عيان إن طائرات مجهولة الهوية قصفت مقرا لـ"داعش" في عين المكان.من جهته، قال المتحدث باسم البنتاغون الأميركي بيتر كوك خلال مؤتمر صحافي: "نحن نراقب الوضع عن كثب وما نراه يشجعنا"، معتبرا أن التقدم في سرت "يشير إلى أن حكومة الوحدة الوطنية تتقدم على غرار القوات التي تدعمها"، وشدد على أنه "في حال تمكنت الحكومة من القيام وحدها بطرد تنظيم "داعش"، من دون دعم عسكري غربي، سيكون ذلك تطورا مرحبا به".
وأعلنت القوات الموالية لحكومة السراج أنها تقوم بقصف مواقع التنظيم في وسط سرت بالمدفعية الثقيلة، غداة دخول هذه القوات إلى المدينة الساحلية الخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف. وجاء في بيانات رسمية أن "القوات الليبية تدك بالمدفعية الثقيلة تمركزات لداعش في محيط مجمع قاعات واغادوغو"، الواقعة في وسط المدينة الساحلية في الشمال الليبي على بعد 450 كيلو شرق طرابلس.
أما قال المتحدث العسكري باسم غرفة عمليات سرت محمد الغصري فقد أكد أن قوات الجيش دخلت وسط مدينة سرت، وهناك اشتباكات مع القناصة في أعلى البنايات وفي مركز واغادوغو للمؤتمرات، مضيفا أن "العملية لن تدوم طويلا، يومان أو ثلاثة على الأكثر"، فيما أعلن آمر القطاع الأوسط للقوات البحرية العقيد بحار رضا عيسى من جهته أن " قواتنا تسيطر على ساحل سرت بالكامل. ولن يستطيع أتباع (داعش) الفرار عبر البحر.. وقد قمنا بالكثير من الضربات من البحر غرب سرت لفتح الطريق لتقدم القوات البرية."
وستشكل خسارة سرت نكسة كبيرة للتنظيم المتطرف، إذ إن المدينة التي تعد مسقط رأس العقيد الراحل معمر القذافي، كانت على مدى نحو عام القاعدة الرئيسية للمتشددين في ليبيا، كما ستأتي هذه الخسارة في وقت يتراجع فيه التنظيم في العراق وسوريا.وتتشكل القوات الموالية لحكومة السراج من مجموعات مسلحة تنتمي إلى مدن عدة في غرب ليبيا، أبرزها مدينة مصراتة التي بتعد نحو 200 كيلومتر شرق طرابلس، التي تضم المجموعات الأكثر تسليحا في البلاد. كما تضم هذه القوات جهاز حرس المنشآت النفطية ووحدات من الجيش المنقسم بين سلطتي حكومة الوفاق والحكومة الموازية غير المعترف بها في شرق ليبيا ويقود قواتها الفريق خليفة حفتر، الذي لم يعلن ولائه لحكومة السراج، ولم يعرف مصير حملة عسكرية أعلن نيته شنها منفردا ضد التنظيم في سرت
وأفادت القوات الحكومية في بيان باسم عملية "البنيان المرصوص" لتحرير سرت، نشر في موقعي "فايسبوك" و "تويتر" أمس، بأن القوات تدك بالمدفعية الثقيلة تمركزات لداعش في محيط مجمع قاعات واغادوغو"وأعلنت قيادة عملية "البنيان المرصوص" على موقعيها أنها تمكنت من تحرير بعض المدنيين من مدينة سرت كانوا مسجونين عند التنظيم، وتظهر عليهم آثار التعذيب، كما بينت صورا نشرتها، من دون تحديد المكان الذي سجن فيه هؤلاء وتم إطلاق سراحهم منه.
و مع تجدد المعارك عنيفة بعد ظهر امس، سجل سقوط قتيلين وثمانية جرحى في صفوف القوات الحكومية التي تقدمت على محورين في اتجاه وسط سرت وعملت على تفكيك سيارة مفخخة تركها الإرهابيون على جانب إحدى الطرقات.وبات عناصر "داعش" بين فكي كماشة، إذ يواجهون تقدم القوات الحكومية من الغرب، وعناصر حرس المنشآت النفطية المتحالف مع حكومة طرابلس من الشرق، وذلك بعد سيطرة عناصر الحرس سيطرة تامة على مدينة هراوة (70 كلم شرقي سرت) وتقدمها في اتجاه المدخل الشرقي للمدينة.
وشددت القوات البحرية سيطرتها على ساحل سرت بالكامل، منعاً لهروب مسلحي التنظيم بحراً، فيما شكلت الحكومة قوة لحماية جبهة الجفرة- سرت، للحيلولة دون تسلل الإرهابيين جنوباً.وتوقع الناطق باسم غرفة عمليات سرت محمد الغصري، أن تحسم العمليات العسكرية للسيطرة على سرت خلال ساعات، بمجرد السيطرة على مجمع واغادوغو الذي حوصر فيه عدد كبير من مسلحي التنظيم "داعش" وحيث ينتشر عدد من القناصة التابعين للتنظيم على أسطح المباني.
وفي وقت اكتظت مستشفيات مصراتة المجاورة، بجرحى القوات الحكومية، دعا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المجتمع الدولي إلى الوفاء بتعهداته في توفير الدعم الطبي اللازم والعاجل للقوات التي تقاتل "داعش" في سرت. وأفاد المجلس الرئاسي في بيان بأنه "نظراً إلى سير المعارك التي تخوضها القوات لتحرير مدينة سرت من شبح الإرهاب المتمثل في تنظيم داعش وما نتج عن ذلك من ارتفاع في أعداد الجرحى، والذي فاق 400 بين إصابات متوسطة وخطيرة، ندعو إلى توفير الدعم الطبي اللازم للمصابين".
وأكد المجلس أنه على تواصل دائم مع عدد من الدول لتوفير كل متطلبات إسعاف الجرحى، علماً أن حجم الخسائر في الأرواح في صفوف القوات الحكومية ناهز المئة وعشرين قتيلاً منذ بدء عملية تحرير سرت في 12 أيار/مايو الماضي.
أرسل تعليقك