العراق يدخل في متاهة دستورية بعد فشل انتخاب رئيس جديد للجمهورية
آخر تحديث GMT02:56:12
 العرب اليوم -

العراق يدخل في متاهة دستورية بعد فشل انتخاب رئيس جديد للجمهورية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - العراق يدخل في متاهة دستورية بعد فشل انتخاب رئيس جديد للجمهورية

برلمان العراق
بغداد - العرب اليوم

دخل العراق في فراغ دستوري كبير بعد إخفاق الكتل السياسية في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وذلك عقب الانتخابات النيابية التي أجراها في أكتوبر الماضي، وسط خلافات محتدمة، بين تحالف "إنقاذ الوطن" بقيادة مقتدى الصدر، وقوى "الإطار التنسيقي" بقيادة المالكي.وبعد ثلاث جلسات عُقدت لانتخاب رئيس الجمهورية، خلال الشهرين الماضيين، لم تُفض إلى شيء، بسبب عدم اتفاق هذين التحالفين الكبيرين على طريقة إدارة الدولة، حيث يرغب الصدر، وتحالفه "إنقاذ الوطن"، بتأليف حكومة أغلبية سياسية، يديرها تحالفه فقط، بينما يسعى الإطار التنسيقي إلى تشكيل حكومة توافقية يشترك فيها الجميع.

ويشترك مع الصدر في تحالفه الثلاثي، "تحالف السيادة" برئاسة خميس الخنجر، ورئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي، بالإضافة إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، ويمتلك هذا التحالف أكثر من 170 نائبًا.فيما تضم "قوى الإطار التنسيقي" ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي، وتحالف الفتح، برئاسة هادي العامري، فضلًا عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني التابع بقيادة (آل طالباني)، وأحزاب صغيرة أخرى.

وألقى الصدر الكرة في ملعب "الإطار التنسيقي" ودعاهم إلى تشكيل الحكومة، في مهلة قدرها 40 يومًا، بدأت منذ اليوم الأول لشهر رمضان، وهي خطوة أراد منها الصدر إحراج شركائه.

 كان لدى الكتل السياسية، آخر فرصة يوم الأربعاء، لانتخاب رئيس الجمهورية، لكنّها لم تتمكّن ولم يدعُ البرلمان إلى تلك الجلسة، بسبب غياب التوافق السياسي، وهو ما أدخل البلاد في فراغ دستوري، ثانٍ، إذ سمحت المحكمة الاتحادية، في المرّة الأولى بفتح باب الترشح مجددًا، وأعطت مهلة شهر واحد، انتهت في السادس من أبريل الجاري.

في هذا الإطار، يرى الكاتب والصحفي، هادي جلّو مرعي، أن "الكتل السياسية اعتادت تجاوز المدد الدستورية، لأنها سمحت لنفسها التفكير بطريقة تضمن مصالحهم، ومصالح كتلهم الفاعلة، لأنّهم على ما يبدو لم يواجهوا تحديًا قانونيًّا أو وضعًا يدفعهم للتسليم بهذه المدد، وهي حالة عراقية بامتياز، حيث يسود عدم احترام الدستور، بالرغم من التصريح بخلاف ذلك، وعلى مرأى ومسمع العالم والواضح أنها لا مبالاة سياسية".

ويرى مرعي، خلال حديثه، أن "الأفضل هو تقديم تنازلات متبادلة، والذهاب إلى حلول واقعية بدلًا من سيناريو إعادة الانتخابات أو حكومة طوارئ".وينصّ الدستور العراقي على أن رئيس الجمهورية يُنتخب خلال مدة 30 يومًا، من أول جلسة للبرلمان الجديد عُقدت في يناير الماضي.ويقول مراقبون إنه رغم خرق الكتل السياسية للدستور بشكل متكرر فإن تلك الخروق لم تكن بهذا الوضوح، إذ تبحث تلك الأحزاب عن مخارج قانونية وتفسيرات متعسفة، لكن ما حصل خلال مسألة انتخاب الرئيس، كان خرقًا فاضحًا.

وعبّر خبراء سياسيون وقانونيون عن غضبهم جرّاء عدم اكتراث الكتل السياسية بالتوقيتات الدستورية؛ ما يفتح الباب واسعًا، أمام خروقات أخرى، في ظل مضي البلاد نحو استحقاق تشكيل الحكومة الجديد.

الخبير في الشأن القانوني، علي التميمي، قال إن ما حصل "جعلنا أمام مخالفة صريحة لقرار المحكمة الاتحادية العليا، التي أجازت فتح باب الترشيح لمرة واحدة، وسنكون أمام فشل غير قابل للحل، وربما يتم حل البرلمان بطلبٍ مِن ثلث الأعضاء وموافقة الأغلبية المطلقة لعدد الأعضاء، وفق المادة 64 من الدستور، أو استفتاء المحكمة الاتحادية العليا إذا تم ذلك لمعرفة المنفذ الدستوري".

يرى التميمي،  أن "رئيس الجمهورية برهم صالح بحاجةٍ إلى استفتاء المحكمة الاتحادية العليا، لمعرفة رأيها في ما وصلت إليه الإجراءات الدستورية لإيجاد مدة أخرى".وتعكس هذه التطورات المتسارعة حدة الخلافات السياسية التي يشهدها العراق منذ الانتخابات التشريعية التي أُجريت قبل زهاء خمسة أشهر، وانتهت بفوز كبير للتيار الصدري وتراجع الكتل الموالية لإيران.

وطالب عراقيون، على المنصات الاجتماعية، الكتل السياسية بضرورة احترام الدستور والقوانين، خاصة أن تلك الأحزاب تنادي بشكل متكرر، بضرورة تطبيق القوانين وعدم تجاوز المهل الدستورية.بدوره، يرى المحلل السياسي، علي الشيخ، أن "انتهاء المهلة الدستورية، دون انتخاب رئيس الجمهورية، يمثل انتهاكًا خطيرًا للدستور، تتحمله جميع الكتل المشاركة في الانتخابات، وحصلت على مقاعد في المجلس النيابي".وأضاف الشيخ، أن "فترة ما بعد مهلة الأربعين يومًا ربما ستتجه الكتل السياسية نحو مسألة اختيار رئيس الوزراء، وتأجيل اختيار رئيس الجمهورية، مع إجراء تسوية قانونية، تتيح للبرلمان ذلك".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الصدر يؤكد على عدم السماح للإرهاب والفساد بالتحكم في العراق

 

الثُلْث المُعطّل الذي يمثله خصوم زعيم التيار الصدري يُنذر بشل البرلمان العراقي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العراق يدخل في متاهة دستورية بعد فشل انتخاب رئيس جديد للجمهورية العراق يدخل في متاهة دستورية بعد فشل انتخاب رئيس جديد للجمهورية



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab